السيد حسين الصدر
-1-
هناك فارق كبير بين أنْ تلتقي بِمَنْ يسحركَ بأخلاقه وآدابه ، وتجذبك أحاديثُه وعباراتُه وكلماتُه العذبة ، وبين ثقيلٍ لا يحسن الاّ تضييع وَقْتِكَ بما يطرحه من كلام مُمل ، وما يثيرُهُ من قضايا غريبة حيث يستسيغ لنفسه أنْ يكون طبيبا يصف لك الدواء مع أنه درويش ..!!
وقد تطلب منه أنْ يُحدّثك عن أمر تعيِيّنُه له فيبادر الى شيء آخر ..!!
وهكذا يسلب الثقيل منكَ وقْتَكَ مُسبِبَا لك مِنَ الانقباض النفسي والتأثر الذي قد يبلغ حد السأم والانزعاج .
-2-
الثقلاءُ غيرُ مُرحَبٍ بهم ، ولهذا فهُم يداهمونك دون موعد مسبق …
-3 –
وقد تبلغ الحماقة بالثقيل حدّ الادعاء بأنّه استطاع أنْ يؤلف كتابا سارعت الى ترجمته الى غير العربية بعض الجهات المعادية للاسلام لخطورته واهميته في محاولة بائسة لحملك على الاهتمام به وإيلائِهِ العناية الفائقة.
-4-
ومن سمات الثقيل أنّه يطيل الجلوس عندك متوقعاً أنْ تدعوه الى تناول العشاء معه ان كان قد جاءك مساءً، أو الغداء ان جاءك قبل الظهر ، وأنت لا تطيق بقاءه جاثما على صدرك كما تجثم الكوابيس .
-5-
قال الشاعر :
وسئمتُ كُلَّ مآربي
فكانَّ أَطْيَبَها خبيثُ
الاّ الحديث فانَّهُ
مِثْلُ أسمِهِ أبَداً حديثُ
وأين أحاديث الثقيل من هذا الحديث المرتجى المأمول ؟
-6-
ولا يخلو الثقيل من بلاهة وغباء ذلك أنه يرصد الانفعالات التي ترتسم على وجوه الآخرين فلا يرعوي عن غيه، ويواصل السير على نهجه المقرف ..!!
-7-
اللهم انا نعوذ بك من الثقلاء، وندعوك أنْ ترزقنا الاصغاءَ الى مواعظ العلماء والحكماء وأنْ تأخذ بأيدينا الى ما فيه الصلاح والعلاء .
حسين الصدر
Husseinalsadr2011@yahoo.com