كيف يقود إنسان فاشل عمليات وحركات تدعو إلى الدفاع عن حقوق المرأة أو مناصرة الجنس الذكري ؟
محمد الكلابي
لا يخفى على الجميع ظاهرة الفئوية الجنسية البشرية التي بدأت تمارس آيديولوجيات جديدة تبثّها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي . ولأن عوالم التواصل مفتوحة ومتاحة للناس من الجنسين على جميع مستوياتهم المعرفية والفكرية ، بدأت بعض المنظمات والشخصيات التي تعمل تحت يافطة المصطلحات الرنانة كالنسوية والذكورية ، بممارسة عمليات فصل جنسي بين البشر من خلال خطاب كراهية شديد اللهجة تبثه مواقع التواصل الاجتماعي – بالدرجة الأساس – بحجج مختلفة كالدفاع عن حقوق المرأة أو نصرة الجنس الذكري ، ومن خلال هذا الخطاب جذبت هذه المنظمات والشخصيات الكثير من المناصرين أغلبهم لم يصلوا إلى سن الرشد بعد أو ممن تعرضوا لصدمات كبيرة في حياتهم وقد يحتاجون إلى الخضوع للعلاج النفسي .
وحينما بحثتُ عن بعض الشخصيات التي تمثل محلياً هذه المنظمات أو هذه الحركات ، وجدتُ معظمها – واقعاً – لم تحقق شيئاً مؤثراً في الحياة على المستوى العملي . فكيف يقود إنسان فاشل عمليات وحركات تدعو إلى الدفاع عن حقوق المرأة أو مناصرة الجنس الذكري ؟
أنا هنا لا أقول أن المرأة لا تتعرض إلى ظلم وتعنيف داخل المجتمع البشري ، أو أن الرجل لا يواجه حملات مستفزة تُطلق ضد جنسه ، لكني أقول أن الطريقة في استحصال الحقوق غير صحيحة . لا يمكن أن تدافع هذه المنظمات عن حقوق المرأة بخطاب يحث على محاربة الرجل وإلغائه من حياة المرأة ، والفصل بين الجنسين عاطفياً . وكذلك الحال بالنسبة للمنظمات الذكورية .
قد نرى بعد أعوام – إذا استمر الوضع على ما هو عليه من تشنج وتصعيد – جيوشاً مسلحة من النساء تقاتل جيوشاً مسلحة من الرجال ، ويُصبح القتل على الهوية الجنسية . والجيشان يقودهما قُوّاد فاشلون عملياً وفكرياً ومعرفياً ، وذلك بدفع من منظمات عملها تخدير الشباب وإلهائهم عن العمل الجاد للارتقاء بمستوى مجتمعاتهم وبلدانهم وإشغالهم بحروب لا فائدة تُرتجى منها .
ولو أننا وقفنا على ربوة ونظرنا إلى الأمر بمنظار معتدل ، لوجدنا أن هناك رجال مظلومون وفاشلون بقدر ما هناك نساء مظلومات وفاشلات ، وأن هناك نساء ناجحات بقدر ما هنالك رجال ناجحون ، ولا توجد فئة بأكملها مظلومة أو فاشلة أو ناجحة . بل إن النجاح مرهون بإرادة الإنسان ومقاومته للصعاب التي في طريقه . يجب على الإنسان أن يسعى بالطرق الصحيحة نحو هدفه ، وبالإرادة البشرية يمكن أن يتحقق الكثير .
يتبع