وسام الغزي
جرف الصخر مادة إنتخابية دسمة يستغلها بعض السياسيون في حملاتهم المبكرة للكسب الإنتخابي، وخلق أجواء شعبية تتفاعل مع رغبة النازحين من هذه المدينة التي تقع بين محافظتي بغداد وبابل ودارت فيها معارك طاحنة وطويلة أدت الى نزوح جماعي لسكانها المحليين وانتهت بهزيمة داعش الا ان غالبية سكانها لم يعودوا الى أرضهم لأسباب بعضها أمنية والبعض الآخر مجهول.
لكن الأغرب في الموضوع أن يتم مفاتحة جمهورية إيران بعودة هؤلاء النازحين وبشكل رسمي أثناء لقاء جمع وزير الخارجية الايراني جواد ظريف مع رئيس المشروع الوطني العراقي الشيخ الخنجر.
أثارت هذه التصريحات ردود فعل متباينة لمراقبين ومدونين ووسائل إعلام محلية وعربية وتتساؤلات ملحة حول حجم التدخل الايراني في الشأن الداخلي العراقي والقرار الأمني بالذات.
الذين تداولوا هذا الخبر على منصات التواصل أعتبروا طلب الخجر إستفزازاً لمشاعر العراقيين كونه يمس السيادة العراقية وكان الاجدر أن تنصب جهوده على المعنيين في الحكومة العراقية، وإن مقدار ما يمكن تحقيقه بهذه الطريقة أقل من حجم الهزة التي قد كيان الدولة العراقية.
فمن غير المقبول أن يتعرض مسؤول عن برنامج مشروع وطني عربي لمساعدة دولة مجاورة على منح حق العودةلسكان أرض عراقية تحت أي ظرف أو ضغط ممكن أن يتعرض له أي مسؤول عراقي.
أو إن السيد الخنجر قد يأس الوعود من الساسة العراقيين فلجأ لدولة مجاورة يعتقد إنها تملك دالة سياسية على من يقود فعلاً على الارض في العراق، وهذا إن صح فهو إعتراف خطير بالتبعية ويستلزم عدم تعاملاً من نوع آخر يشترك به الجميع ويقف خلفه إجماع وطني.
هذا الإجماع الوطني قد تحقق فعلاً لكنه بالضد من تلك الدعوة التي أعتبرها المواطنون مساساً في حرية وإستقلال القرار السياسي العراقي.
موسم الإنتخابات هو الوقت المناسب لإثارة بعض المشاكل العالقة والقضايا الوطنية المتعثرة للكثير من القوى، الأغرب فعلاً إن عضو مجلس النواب العراقي ومالك قناة دجلة الفضائية قد دخّل على خط إستمالة بعض الأصوات المتأرجحة والمتعاطفة مع سكان المخيمات.
السيد الكربولي لم يعد يتحدث عن نتائج التحقيقات الجارية مع أخيه جمال الكربولي المعتقل على خلفية قضايا فساد وهدر مال عام، والأنكى إن القناة التلفزيونية التي يملكها الأخوين تتناول جميع المشاكل والمستجدات على الساحة العراقية وتطوراتها شعبياً وسياسياً عبر تغطيات تفصيلية ومتواصلة وبحماس شديد ، الا إنها تتجنب متابعة ملف الأخ الأكبر.
مبررات إنتخابية تسوق الساسة نحو تصريحات إعلامية لم تعدوا المزايدات، هدفها وقتي ولم يتحقق لانها تتعثر بواقع آخر يفرض أجندته بقوة لصالح الطبقة السياسية حصراً، ولا يعتبر لحال العراقيين كما لا يعتبر العراقيون ذاتهم للتجارب السابقة التي آتت على كل شيء وجرفت كل صخرنا ونبتنا ومواردنا.