تحقيق / قحطان جاسم جواد
هناك من يعتقد بوجود نظرية سينمائية عربية لها ملامحها وخصوصياتها ويرشح لذلك بعض اسماء المخرجين العرب ممن يمتلكون تلك المقومات.فيحين ان هناك نقاد ومخرجين ينفون هذه السمة عن السينما العربية ويعتقدون بعدم وجود نظريات بل هناك اساليب سينمائية في العمل .ومابين هذا وذاك نجد اختلافا في الرؤية والتحليل والاسباب.لنسمع اراء بعض المعنيين في السينما من نقاد ومخرجين.
مدارس جمالية
قال الدكتور المخرج طارق الجبوري:-
من المعروف ان هناك مدارس جمالية في الاخراج السينمائي هي قريبة جدا من المدارس التشكيلية..وتتمثل بالمدرسة الواقعية والواقعيةالاشتراكية والواقعية الايطالية والمدرسة السوفيتية والواقعية الشعرية والواقعيةالتعبيرية، اضافة للسينما السوريالية ومدرسةالغضب والموجة الفرنسية الجديدة ومدرسةسينما الدوغما ان صح التعبير وسينما الاندر گراوند وظهور سينما المؤلف .. والسينما التجريبية .. كل هذه الانواع والأنماط لها شروطها ومعاييرها ومفاهيمها ونظرياتها الفنيةوالفكرية التي سادت صناعه السينما في العالم ،ووفق اجتهادات زمكانية وفكرية لكل مستخدم من المخرجين.وهكذا تاثر المخرج العربي والعراقي بهذه المناهج والاساليب ليبني فيلمه على وفق سينغرافي وميزانيسن. محلي ذا تاثيراتومؤثرات خارجية اضافة الى اجتهاده الشخصي على مستوى الشكل والمضمون . واذا كان ذلك ينطبق على السينما كذلك انطبق علىالمسرح والفنون التشكيلية حتى يكاد انها جميعا تنهل من رافد واحد . وليعرف الجميع ان السينما ليست صناعة عربية. فقد اكتشفها الغرب ونظر لها وسوق لها عالميا. والكثير من المخرجين العرب انساق وراء هذا الارث العالمي واصبح اسيرا لنظرياته وسلبته الكثير، كما في الفن التشكيلي راح يقلد ما انتجه الغرب على كل المستويات … نحن ندور حقا في فلك الغرب على هذا الصعيد ومع الاسف لم نرتق الى صناعة تضاهي صناعةالغرب سواء على المستوى الشكلاني او المستوى الظاهراتي اوعلى مستوى المضمون.
مدرسة يوسف شاهين المتفردة
واشار الناقد السينمائي عدنان حسين احمد”-
أنجبت السينما المصرية خلال مئة عام أو يزيد المئات من المخرجين السينمائيين الذين أنجزوا أكثر من 4000 فيلم روائي طويل .وهي حصيلة بصرية لا يمكن الاستهانة بها، كما أنها تجمع بين طيّاتها العديد من المدارس الفنية الكلاسيكية والحديثة.وعلى الرغم من أهمية بعض المخرجين مثل حسن الصيفي، وهنري بركات، وصلاح أبو سيف، ومحمد خان وما سواهم من صنّاع أفلام مبدعين إلاّ أنّ المخرج المصري يوسف شاهين هو الأكثر اقترابًا من تأسيس مدرسة إخراجية لما تتمتع به أفلامه من تقنيات حديثة، وموضوعات جريئة لا تهادن أحدًا. تناول شاهين في تجربته السينمائية التي بلغت 37 فيلمًا روائيًا طويلاً، و5 أفلام قصيرة العديد من الموضوعات الوطنية والقومية والتاريخية والرومانسية، كما لم يغفل سيرته الذاتية أو سيرة المدينة التي وُلد فيها وهي الإسكندرية، ويمكن للمُشاهد أن يتلمّس البصمات التجريبية منذ فيلمه الأول “بابا أمين” وحتى فيلمه الأخير “هي فوضى” الأمر الذي يجعل منه صاحب مدرسة إخراجية مميزة ،تستجيب لأذهان المُشاهدين، وتلامِس قلوبهم، حتى وإن لم تجد طريقها إلى العلن.
لاتوجد تسمية مدرسة اخراجية سينمائية عربية او عالمية
فيما اشارالدكتور صباح مهدي الموسوي:-
لا توجد تسمية مدرسة إخراجية سينمائية عربية أو عالمية بل هناك مدارس سينمائية مثل المدرسة الألمانية ، الروسية ، الايطالية ، واولى هذه المدارس هي مدرسة برايتون الذي أطلق عليها المؤرخ الفرنسي جورج سادول كونها أول من وضعت الأسس والقواعد التي سارت عليها السينما فيما بعد .وتسمية مدرسة تطلق على السينما التي تتعدد فيها الاتجاهات والنظريات والأساليب . أما بالنسبة للإخراج لم أجد أي مصطلح او تسمية لمدرسة إخراجية. لان الإخراج حسب تصوري هو رؤية وتفسير يستند إلى فكر وإبداع وقدرة على التأمل والروي .. الإخراج خلق لحظة توازن بين الذات وما يجول فيها من أفكاروهواجس وايحاءات الواقع، كما يرى فلليني أي أن المخرج يقف على مفترق طرق بين الواقع وعالمه الداخلي. شقين الاول حرفي والثاني ابداعي وكلاهما مصدر الهام بالنسبة للمخرج والعملية الإخراجية و يعتمدعلىالقدرات الذاتية للمخرج التي تحدد الموقف الجمالي والفكري وتنقل المستوى الإخراجي من الحرفة إلى الإبداع . لان المخرج في السينما يخلق عالماً . لذا لايمكن الحديث عن قواعد او اسس تحدد العملية الإخراجية او تربطها بمدرسة سينمائية معينة، اما على المستوى الشخصي يطلق عليه اسلوب المخرج.
العرب يفتقدون حرية التعبير
اما النجم السينمائي جمال محمد امين الحسيني فتحدث عن الظاهرة قائلا:-
اساسا العرب في هذا الزمن قليلو الانتاج ولاسبابعديدة. كما ان العرب لديهم رقابة على الفيلم السينمائي وهذا يجعل الفيلم يعمل في دوائر بديلة ورمزية وغير واقعية او تزويقية للنظم الحاكمة العرب يفقتدون حرية التعبير، وهي اساس مهم لتكوين اسلوب معين للفيلم . العرب كلمة فضفاضة وواسعة.. دول كثيرة قسم منتجين وقسم نائمين كما في العراق مثلا . المصريون والتوانسة كان ممكن ان يكون لهم مدرسة لكن للاسف لا توجد اي مدرسة للعرب ولكن هنالك اساليب لبعض المخرجين العرب وهذا يخص المخرج ولا يخص العرب . اغلب الافلام العربية كاساليب هي تقليد لسينما هوليود والسينماالهندية والتركية لا توجد لدينا مدرسة تميز الفيلم العربي كي تؤثر في المشاهد العالمي كما السينما الايرانية او الفرنسية او كما في الواقعية الايطالية ايام زمان.
هناك مدرستان عربيتان ليوسف شاهين والاخضر حامينا
وقال المخرج عزام صالح:- هناك اكثر من مدرسة عربية في السينما منها مدرسة يوسف شاهين والتي تختلف اختلافا فكريا وفنيا عن نظريات الغرب، بالإضافة إلى سينما تونس والمخرج محمد الأخضر حامينه صاحب فلم سنوات الجمر. اما اغلب ما يقدمه العرب فهي تكاد تكون سرقة مما يقدمه الغرب. وملامح مدرسة يوسف شاهين نفسية وسيرة ذاتية لا يعتمد على الإيقاع المتناغم وخصوصا في المونتاج فهو يكسر الاندماج، كما يفعل برشت في المسرح. ويوسف يربط الحاضر بالتاريخ ويستخدم الواقعية الشعبية او قد يستخدم الأحلام والرموز. له في اسلوبه غرائبية لاتجد في الفلم الواحد توجه فني ولكنه يعمل على انضاج فكري بتقنية عالية ومتقنة.