رضا الخياط .. ومضة أمل تحملها طيور الحب

رضا الخياط .. ومضة أمل تحملها طيور الحب

صائب غازي

لا ادري لماذا وجدتني فجأة اكتب عن أبن العراق وأبن قضاء الحي بمحافظة واسط الفنان رضا الخياط ربما لأنه واحد من الفنانين المظلومين الذين لا يبحث عنهم الإعلام دائما فإعلامنا مشغول بالزبد الذي يذهب جفاء ويهمل ما ينفع الناس إعلامنا مشغول بالفنانين من الدرجة الرابعة وربما من الدرجة الأربعين حتى إعلامنا يلتفت كثيرا الى التافهين من مشاهير الفن الهابط أو الناشطين الانتهازيين أو السياسين الفاسدين إعلامنا يختار من يسلط الضوء عليه وفقا لمعايير تعتمد منهج التجهيل والتسطيح ومحاربة الأفكار الخلاقة ، فلذلك أردت ان امسك بتلابيب الجمال والفن والحب لجيل من المطربين واخذهم نحو الإعلام قليلا ذلك الجيل الذي كانت حصانتهم الفنية والثقافية في فترة السبعينات تأتي من قدرتهم على صناعة ذائقة فنية عامة رفيعة فإذا ما أجتاز أحدهم شروط القبول الصعبة والصارمة من قبل لجنة الخبراء أصبح واحدا من البنائين المهمين لثقافة وفكر وتوجه المجتمع كله ، كما أن شروط الجمهور في تلك الحقبة كانت اكثر صرامة من شروط لجنة الخبراء ذلك لأنهم كانوا يمتلكون حسا وذائقة فنية عالية المستوى فالجمهور الذي تربت ذائقته على سماع أم كلثوم وفريد الاطرش ونجاة الصغيرة وفيروز لن يرضى بأقل من هذا المستوى عند الفنان العراقي أيضا وهنا كان لزاما على الفنان العراقي أن يرتقي الى تلك الضوابط وتلك الطبقة من الجمهور وبالفعل ظهرت اصوات فنية عراقية كبيرة في فترة السبعينات من بينها ذلك الصوت الجميل القريب الى القلب الصوت المتفرد للفنان رضا الخياط والذي للاسف ابتعد في السنوات الأخيرة عن الغناء وهو لايزال قادرا على العطاء وابتعد عنه الإعلام أيضا وعن معظم ابناء جيله المعطاء لذلك اردت أن أدير الدفة نحو مرفأ الخياط وأبعث له برسائل محبة وشوق نيابة عن جمهوره ينقلها له طائر الحمام المهاجر الذي يغرد ونغرد معه (بالله ياطير الحمام اللي تسافر ودي لاحبابي السلام واحمل بجنحك رسايل من تهاجر للي حرموني المنام)


رضا الخياط يعد واحدا من مطربي السبعينات المهمين فقد وضع بصمته وسجل حضورا متميزا وإن كان قد بدأ مسيرته في مرحلة الستينات من القرن الماضي مع فرقة الموشحات إلا أن انطلاقته الحقيقية كانت في السبعينات وكانت اغنياته المليئة بالإحساس تملأ الدنيا زهوا فمثلا أصبحت اغنيته بين العصر والمغرب تتردد في كل الدول العربية حتى باتت تراثا عربيا وليس عراقيا فقط ، رضا الخياط الفنان الذي يحبه اقرانه وزملاءه الفنانين يعرفونه ويعرف جمهوره أنه تغنى كثيرا بالطيور وكأن هناك علاقة خاصة تجمعه مع الطيور فكانت الأكثر تعبيرا عن روحه التواقة الى الحرية والانطلاق والسمو والرفعة فغنى (يا حمام الدوح للملحن جعفر الخفاف ، والله ياطير الحمام للشاعر حسن الخزاعي ، سافرت روحي حمام للشاعر كريم راضي العماري ، وافرد جناحك ياطير للشاعر كريم العراقي) الفنان رضا الخياط ورغم معاصرته الى العديد من التغييرات التي تعرضت لها الانساق الإنسانية والاجتماعية والسياسية في العراق ورغم التخريب الذي اصاب البلد خلال الحقب الزمنية المتعاقبة ورغم احساسه بالمعاناة والآمه الكبيرة ايضا بفقدان ولده الشاب ماهر الذي توفي وهو في مقتبل العمر إلا اننا لم نره يوما جزعا أو متشائما بل لم نره غير ناشرا للحب والجمال وداعيا للسلام والوئام ومصرا على تقديم الفن العراقي بنكهته الأصيلة وحتى بعد ان توقف عن الغناء فهو لايزال متواصل مع جمهوره ومجتمعه العراقي على صفحاته الشخصية في كروبات و وسائل التواصل الاجتماعي وكل ما يكتبه من مخطوطات يكتبها بيده وبخطه المتميز ويسميها ومضة أمل يؤكد فيها على مضامين التفاؤل والأمل فهو لا يريد لنفسه أن يكون مطربا فقط وانما ناقلا لرسائل الحب والسلام التي يتمناها لبلده ويرى أن العراق بحاجة ماسة اليها ونحن أيضا نتفق معه في الرؤية وندعو أن يصبح الفنان رضا الخياط المحب لكل العراقيين سفيرا للسلام داخل وخارج العراق.

(Visited 58 times, 1 visits today)

One Comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *