علاء الخطيب
هذه المهنة لا تحتاج الى دراسة ، ولا الى خبرة ،،كل ما عليك عمله أن تنحرف وتخونوطنك، وتكفر بالنزاهة .
حينها ستحمل لقب مشين شعبياً ، مقبول نخبوياً، هو لقب ” فاسد”
هذه المهنة لاقت رواجاً كبيراً في العراق ، حتى نخرت عروش الدولة، وصنفتها كدولةفاسدة بامتياز حسب تقرير منظمة الشفافية العالمية لسنة 2020.
وما يعاني منه العراق اليوم كثرة المشتغلين في هذه المهنة الفاحشة الربح ، الذينيتبؤون مناصب ومواقع مهمة في الدولة والمجتمع .
واقعٌ معقد يحتاج الى شجاعة بالغة لاقتلاعه، فالحكومات المتعاقبة على العراق منذ2003 لم تستطع أن تحارب أو تَحُدْ من هذه الظاهرة التي إستشرت بشكلٍ مخيف .
في الأيام الاخيرة ، أقدمت حكومة السيد الكاظمي على تقويم الانحراف ، فاصدرتمجموعة من أوامر الاعتقال بحق أشخاص وردت أسمائهم في التحقيقات بتهم فساد،هذه الخطوة الشجاعة كما وصفها كثير من العراقيين ، هي بداية الغيث الذي سينهمر .
لم تكن الخطوة على أهميتها كبيرة ، بقدر ما ستفضي اليه من نتائج ، لتقويم الاعوجاجفي العمل الحكومي .
فطبقاً لتعريف معجم اكسفورد لمصطلح الفساد على انه “انحراف أو تدمير النزاهة فيأداء الوظائف العامة من خلال الرشوة والمحاباة .
فان محاربته ستؤدي الى إصلاح ومواجهة بين قوى الدولة و اللادولة بكل أشكالها.
وإذا كان واجب الدولة محاربة الفساد ضمن القانون ، فان واجب الشعب هو دعم الدولةفي هذا الاتجاه.
والشعب الذي أعنيه هنا النخب و النقابات المهنية ومؤسسات المجتمع المدني والاعلام بكل صنوفه .
إقتلاع الفساد يحتاج الى وقفة حقيقية من كل القوى التي “تريد وطن ”
الشعار الذي رفعه المتظاهرون يجب أن يترجم الى واقع عملي ، من خلال إسناد القوىالأمنية والقضاء.
لا يمكن لرئيس الوزراء ان يقاتل وهو أعزل ، ولا يمكن لدول العالم أن تدعم توجه العراقفي محاربة الفساد إلا بوجود ضغط شعبي وتيار داعم وجدية من السلطات .
كما يجب أن تكون الجماهير عين تراقب الأداء الحكومي في هذه الخطوات وأن ترفض أيانحراف او ميل عن خط سير العدالة.
دور الشعب مهم ومؤثر جداً في نجاح هذه الخطوة أو فشلها.
ربما يقول البعض ان السيد الكاظمي لا يستطيع التحرش أو الاقتراب من الرؤوسالكبيرة ، قد يكون هذا الكلام الى حدٍ ما صحيح ، لكنه في الوقت ذاته يحتاج الى تأمل ،لا الكاظمي ولا غير الكاظمي قادر ان يواجه هذه الحيتان دون ان يستند الى ركن وثيق،وقاعدةٍ جماهيريةٍ مساندة .
كما لا يطلب من الحكومة ان تقوم بكل هذا العمل بضربة واحدة ، والمعروف ان الفاسدينلهم قواعدهم وارتباط مصالح الاخرين بهم ، فهذا يصعِّب المهمة، لكنها ليست مستحيلة “والعافية بالتداريج” .
الدعوة الى دعم جهود عملية مكافحة الارهاب ، ليست دعوة لدعم الحكومة وإنما دعوةلاستعادة الدولة ، فالحكومات تأتي وتذهب،لكن العراق باقٍ.
صناعة التاريخ بيد الشعوب ورقي البلدان بيد شبابها الطموحين .
لست متفائلاً ولا متشائماً ، ولكن يحدوني الامل بالتغيير.
ومهما كبر عدد الفاسدين وتضاعف حجم الفساد ، يبقى ان الشجاعة تغلب الكثرة.
يقول الامام علي عليه السلام : ” أن رأياً شجاعا واحداً أكثيرية”
فلتكن اصواتنا شجاعة ، لـ نقتلع هذه المهنة المشينة ونعيد وطننا الى مجده التليد،ونقدس النزاهة .