ثالـث فيتـو أمريكـي يحبـط نـداءً أمميـاً لإنهـاء حـرب غـزة

ثالـث فيتـو أمريكـي يحبـط نـداءً أمميـاً لإنهـاء حـرب غـزة

المستقل/ وكالات

استخدمت الولايات المتحدة، أمس الثلاثاء، «حق النقض» الفيتو «ضد مشروع قرار قدمته الجزائر لمجلس الأمن الدولي يطالب بوقف» فوري «لإطلاق النار في غزة»، وذلك للمرة الثالثة منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، فيما ندد السفير الفلسطيني في الأمم المتحدة بالموقف الأمريكي، وندد بالدعم المطلق لإسرائيل وتشجيعها على الإفلات من العقاب، في وقت واصلت محكمة العدل الدولية، لليوم الثاني على التوالي، جلسات الاستماع إلى المرافعات بشأن العواقب القانونية للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، فيما اعتبرت بريتوريا خلال مرافعتها أمام المحكمة، أن إسرائيل تمارس شكلاً «أكثر تطرفاً» من الفصل العنصري في الأراضي الفلسطينية، مما واجهته جنوب إفريقيا قبل 1994، ودعت إلى إعلان عدم قانونية الاحتلال الإسرائيلي، بينما يزور المبعوث الأمريكي مصر وإسرائيل لبحث الاحتياج الإسرائيلي المحتمل لرفح واستئناف مفاوضات الرهائن، ودعا ولي العهد البريطاني الأمير وليام، إلى إنهاء الحرب في غزة.

وحظي مشروع القرار الذي يطالب «بوقف إنساني فوري لإطلاق النار ينبغي أن يحترمه جميع الأطراف» بتأييد 13 عضواً في مجلس الأمن مقابل اعتراض عضو واحد، وإحجام عضو آخر عن التصويت هو مندوب بريطانيا، ويطالب مشروع القرار بالإفراج عن جميع المحتجزين فوراً، ودون أي شروط مسبقة. وطالبت الوثيقة بالتنفيذ الكامل للقرارين 2712 و2720 اللذين تم تبنيهما في 7 أكتوبر 2023، بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وقال سفير الجزائر لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع، للمجلس قبل التصويت «التصويت لمصلحة مشروع القرار، هذا هو دعم لحق الفلسطينيين في الحياة، وعلى العكس من ذلك، فإن التصويت ضده يعني تأييداً للعنف الوحشي والعقاب الجماعي الذي يتعرضون له».

واعتبر السفير الفلسطيني في الأمم المتحدة رياض منصور، الفيتو الأمريكي ضد الدعوة «غير مسؤول وخطير»، وقال منصور: «الرسالة الموجهة اليوم إلى إسرائيل باستخدام حق النقض هي، أنها تستطيع الاستمرار في الإفلات من العقاب».

وأعربت مصر عن أسفها البالغ لعجز مجلس الأمن عن إصدار قرار لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. واعتبرت مصر، في بيان أن إعاقة صدور قرار يطالب بوقف إطلاق النار في نزاع مسلح ذهب ضحيته أكثر من 29 ألف مدني، معظمهم من الأطفال والنساء، يعد سابقة مشينة في تاريخ تعامل مجلس الأمن مع النزاعات المسلحة والحروب على مر التاريخ، الأمر الذي يترتب عليه المسؤولية الأخلاقية والإنسانية عن استمرار سقوط الضحايا من المدنيين الفلسطينيين، واستمرار معاناتهم اليومية تحت نير القصف الإسرائيلي.

ودعا الممثل الدائم لروسيا الاتحادية لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أعضاء مجلس الأمن للتفكير في مدى سخافة الذريعة الأمريكية في رفض مشروع القرار الجزائري لوقف النار في قطاع غزة. وأضاف نيبينزيا «في هذه المرة، الوفد الأمريكي ومنذ البداية طالب بنبرة من يوجه إنذارا بوقف النظر في الوثيقة الجزائرية». وقال إن «زملاءنا الأمريكيين برروا موقفهم قائلين إن المشروع الجزائري خطير، لأنه يتعارض مع الدبلوماسية الدقيقة التي تجري على الأرض».

من جهة أخرى، قال سفير جنوب إفريقيا، لدى هولندا فوسيموزي مادونسيلا: «نحن كمواطنين جنوب إفريقيين نحسّ ونرى ونسمع ونشعر في أعماقنا بالسياسات والممارسات التمييزية اللاإنسانية للنظام الإسرائيلي باعتبارها شكلاً أكثر تطرفاً من أشكال الفصل العنصري الذي تم إضفاء الطابع المؤسسي عليه ضد السود في بلدي، «وأضاف مادونسيلا»، من الواضح أن الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني يترافق أيضاً مع فصل عنصري… بما لا يختلف عن الاستعمار الاستيطاني. يجب أن ينتهي الفصل العنصري الإسرائيلي، وقال: إن جنوب إفريقيا لديها «التزام خاص» بالتنديد بالفصل العنصري أينما وجد وضمان «وضع حد له على الفور».

في غضون ذلك، ذكر مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، أن المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط بريت ماكغورك، سيتوجه إلى المنطقة هذا الأسبوع لبحث الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة، ونقل موقع «أكسيوس»، عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين أنه من المتوقع أن يجتمع ماكغورك، مع مدير جهاز المخابرات المصري عباس كامل، ومسؤولين مصريين آخرين، اليوم الأربعاء، ثم مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير جيشه يوآف غلانت ومسؤولين إسرائيليين آخرين غداً الخميس.

إلى ذلك، قال مكتب ولي العهد البريطاني: إن الأمير وليام أعرب عن «قلقه البالغ إزاء التكلفة البشرية الهائلة للصراع في الشرق الأوسط حيث قتلت أعداد كبيرة جداً»، وأضاف الأمير، «أتطلع، مثل كثير غيري، لرؤية نهاية للقتال في أقرب وقت ممكن، هناك حاجة ماسة لزيادة المساعدات الإنسانية لغزة، إيصال المساعدات وإطلاق سراح الرهائن أمر حاسم».(وكالات)

الصورة
(Visited 24 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *