علاء الخطيب
كير ستارمر هو رئيس الوزراء البريطاني الجديد ، ذو الجذور المتوغلة في الطبقة العاملة. فقد كان والدهيمتهن الخراطة في أحد المصانع، اما والدته فكانت ممرضة وهو من اسرة عمالية فقيرة ، تتكون من اربعة ابناء وهم من أشد المؤيدين لحزب العمال. ولد سنة 1962 وتزوج من السيدة فكتوريا المولودة عام 1963 والتي تعمل موظفة في القسم القانوني لهيئة الصحة البريطانية ، وهي عمالية انتمت للحزب في فترة رئيس الوزراء الأسبق. ” توني بلير ” ولهما طفلان . ويعرف عنها أنها يهودية متشبثة بطقوسها وتقاليدها الدينية وتربيعليها أبناءها. ويعيش جزء من عائلتها في إسرائيل ، وهي بولندية الأصل .
عاشت طفولتها جنبا إلى جنب مع أختها جوديث، ونشأت في بيئة يهودية شكلت قيمها ومفهومهاللحياة، حتى إنها أصبحت ناشطة في جمعيات يهودية وجعلت شغلها الشاغل مواجهة ما تسميه“معاداة السامية“.
اما زوجها رئيس الوزراء كير ستارمر يقول انه ملحد ويعلن ذلك ، لكنه متمسك بصلاة السبت وعبادة“الكيدوش” و“الشباط” المعروفة في الطقوس اليهودية هي جزء لا يتجزأ من حياة آل ستارمر ” زوجته وأطفاله ” كل أسبوع.
في سن السادسة عشرة، انضم ستارمر إلى كوادر الشباب بالفرع المحلي لحزب العمال في منطقته ” سري” ، كما قام لفترة من الوقت بكتابة وتحرير مجلة “البدائل الاشتراكية“.
لم يعمل بالصحافة كمهني لكنه مارسها ، فقد قرأ ماركس وانجلز وأعجب بافكاره .
فهو ذو نزعة اشتراكية متطرفة في البداية، امتهن في شبابه بيع المرطبات في عربة امام بوابات المتنزهات ، فأوقفته الشرطة ، ولم يكن يحمل رخصة لبيع الايسكريم ، فمنعته من البيع مالم يحصل على إذن ، وهذه هي المرة الوحيدة التي ،تعرض فيها لمشكلة ، ولم يصدر بحقه اي عقوبة. لكنه قال : لقد حرمت مصدر دخلي انذاك.
بائع الايسكريم هذا كان طموحا وذكياً ، علمته الحياة ان لا يتراجع وان يكون قوياً ، ويستمر في صراعه مع الحياة ، فواصل تحديه حتى وصل إلى ما يريد.
ورغم انه مهووس بكرة القدم ويشجع نادي الأرسنال ، ويفضل في أوقات فراغه ممارستها. إلا انه لم ينس طموحه السياسي يوماً .
كير ستارمر هو الابن الوحيد للعائلة الذي دخل الجامعة وتخرج منها ، درس الحقوق في جامعة ليدز واكسفورد ، عمل كمحامٍ واصبح نائياً عاماً لبريطانيا .
لم يدخل عالم السياسة مبكراً ، رغم توجهه السياسي ، فقد اصبح عضواً في مجلس العموم وهو بعمر الثانية والخمسين اي في عام 2015 ، عهد له مهام وزارة الداخلية في حكومة الظل . كان ضد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي ، وضد ترحيل اللاجئين إلى رواندا ، يدعو لوقف اطلاق النار في غزة ، بعد ما كان موقفه مع اي اسرئيل في البداية، ويعتقد ان تبدل موقفه هذا ناتج عن تكتيك لمرحلة من أجل الانتخابات ، وليس موقفاً حقيقياً