علاء الخطيب
في مؤتمر القمة العربية الذي عقد في جدة في المملكة العربية السعودية الجمعة الماضية ، حضر الرئيسالاوكراني فولدمير زيلينسكي ، ضيفاً على القمة ، طالب بدعم عربي لبلاده ، ولكن اغرب ما قاله الرئيسالاوكراني وبنبرة حزن عميق في صوته ، انه يريد تخليص وطنه من الاحتلال والغزو الروسي . وقال ان ذلك حق وواجبعلى العالم مساعدة شعبه .
وتناسى في الوقت ذاته وبحضور العراق ان بلاده ارسلت 7000 الاف من جنودها في العام 2003 لغزوالعراق واحتلاله تحت قيادة الولايات المتحدة ، وان قوات بلاده كانت ايضاً غازية ومعتدية على العراق .
لم يشعر زيلينسكي ما شعر به العراقيون من بساطيل الغزاة ودمار الاحتلال ، إلا بعد ان هاجمته القوات الروسية .
من يتحدث عن الاحتلال والغزو يا سيادة الرئيس عليه يعتذر اولا من العراق والعراقيين ، وعليه ان يعتذرلمشاركته دولة معتدية وغازية على دولة اخرى، فهل شعرت بالام الضحايا وصرخات الثكالى ، ام ان اذانك كانت صماء،او لانهم كانوا من عرق اخر ، وعيونهم لم تكن زرقاء، لذلك لم تعتبر مشاركة بلادك في احتلال العراق غزواً .
نقاق سياسي وعزف على اوتار متهرئة وانغام ممجوجة، وعازف بليد ، فمرة عن الاحتلال. واخرى عن حماية المسلمين ، يا للعجب .
اراد فولدمير زيلنسكي ان يدغدغ مشاعر القادة العرب وهو يعزف على وتر المسلمين في اوكرانيا، وحمايتهم من الروس ، وكأن المعركة تستهدف المسلمين أو انها معركة دينية ، متناسياً ان عدد المسلمين في روسيا اكبرمن اعدادهم اوكرانيا ولم يمسسهم شيء.
الرئيس الاوكراني جاء الى العرب وهو يعلم ان حضوره كان بمثابة ترضية لامريكا وتهدئةً لغضبها منحضور سوريا وعودتها للجامعة العربية ، وان العرب ان يستجيبوا لطلبه ، لعدة اسباب اهمها تراجع الدورالامريكي في المنطقة ، والاولوية العربية لمساعدة السودان وليبيا واليمن وسوريا لتجاوز محنهم .
كان يجب على زيلينسكي ان يفهم ان الانتصار والصمود في الحرب مع روسيا ، وحماية شعبه المسلم وغير المسلم ليس بالدعم وامداد السلاح وانما في الحوار الذي طلبه من الصين ، وكان عليه ان يفهم الطلب الفرنسي من الصين بالوساطة لانهاء الازمة مع روسيا ، كما كان عليه ان يفهم ان بريطانيا وامريكا اللذان يدعمانه ليس لحماية شعبه بقدر ما هو لحماية الغرب واستنزاف روسيا.
ومهما يكن حجم الدعم العربي والعالمي والاوربي لاوكرانيا، لن تنتصر بالحرب ، ففي الحروب لا غالب ولامغلوب ، وكل المتحاربين على مدى التاريخ هو خاسرون ، وان توهموا بالنصر الظاهري .