السيد حسين الصدر
-1-
نقرأ قول القائل :
سألتُ الناس عن خِلٍّ وَفِيٍّ
فقالوا : ما الى هذا سبيلُ
تَمسكْ إنْ ظفرتَ بُودِ حُرٍّ
فانّ الحُرَّ في الدنيا قليلُ
فتثور الأسئلة وتتراقص الاستفهامات الكبيرة :
مَنْ هو هذا الشاعر ؟
كيف كان يتعامل معه الناس ؟
ما الفرق بين الحر والعبد ؟
متى توفي ؟
– – – –
-2-
أما الشاعر فهو :
ابراهيم بن علي بن يوسف الفيروز آبادي
وجاء في سيرته :
انه ألف كتاباً في الفقه اسمه ( كتاب التنبيه في الفقه )
وكتب الفقه كثيرة الفروع ، وقد قيل عنه :
” انه صلى ركعتين بِعَددِ كُلِّ فرعِ فيه ”
وهذا يعني :
انه قرن العلم بالعمل ، وهذه من أروع السمات وأسماها .
وهذا الصدق جعله مباركاً عند الناس حتى قيل :
” ظهر له في خراسان منزلة عظيمة ،
وكانوا يأخذون التراب الذي وطأتْه بَغْلَتُه فيتبركون به ”
وهذه غاية التقديس .
وقال عنه ابن الجوزي في المنتظم ( ج16 ص 229 ) في جملة ما قال:
كان طَلْقَ الوَجْهِ ،
دائم البشر ،
مليح المحاورة ،
يحكي الحكايات الحسنة وينشد الأشعار المليحة )
وقال ايضا :
” انتشرت تصانِيُفه لِحُسن نِيتَهِ وقَصْدِه ”
وهكذا يتجلى البعد الاخلاقي في سيرة الرجل .
ومن شعره ايضا قوله :
اذا طال الطريقُ عليك يوماً
فليس داؤه الاّ الرفيقُ
تُحدّثه وتشكو ما تُلاقي
ويقرُبُ بالحديث لك الطريقُ
وهذه الرؤية لدور الصديق جديرة بالتقدير والثناء .
فالصديق الوفي كنز لا يجوز أنْ تفرّط فيه .
والمسار في درب الحياة الطويل لا تستغني فيه عن الرفيق
ومن هنا قيل :
الرفيق قبل الطريق
أما الفرق بين الانسان الحُرّ وغيره فهو :
انّ الحرَّ مع الحق لا يحيد عنه متحملاً78 كل الصعوبات والمشاق دون أنْ يتزحزح .
أما غيره من العبيد فهم مع القوة وإنْ خالفت الحق واخترقت الخطوط الحمراء .
ولهذا لا ينبغي الركون اليهم بحال من الأحوال .
والعبيد هم الأكثرون ولهذا اشتكى منهم ونعى عليهم قلة وفائهم .
ولم يجافي الحقيقة .
وان الوفاء هو العملة النادرة على امتداد العصور والأرجاء .
نسأله تعالى ان يجعلنا وايّاكم من الاوفياء لرسالته وللثوابت الدينية والوطنية والاخلاقية .
وأما وفاته فقد كانت في سنة 476 هـ
حسين الصدر
Husseinalsadr2011@yahoo.com