شاكر كتاب
مرةً ، عندما كنت طالباً في الدراسة المتوسطة، سألت أستاذ رياض رحمه الله ، مدرس مادةالأحياء :
من أين يأتي السّمُّ في أنياب الأفاعي؟.
قال من أحشائها.
قلت ومن أين يأتي السم إلى أحشائها.
فشرح لي أن هناك معامل خاصة في داخلها لإنتاج السم كي تستخدمه في هجومهاعلى الكائنات الأخرى وفي الدفاع عن نفسها.
لكن أستاذ هذه المعامل تحتاج إلى مواد أولية كي تنتج السم.
قال نعم. المواد الأولية تأتيها من طعامها فتتلقفه لتحيله إلى أمور عديدة منها السم.
أستاذ الله بخليك لابد من وجود استعداد ذاتي داخل الأفعى لتحويل جزء من طعامها وماتلتهمه إلى مواد سامة.
قال صح.
قلت هل تم الكشف عن عوامل هذا الاستعداد؟
قال نعم لكن هذا حديث لذوي الاختصاص وليس لكم انتم.
دفعني فضولي ان أرافق الأستاذ حتى غرفة المدرسين لأسأله المزيد عن أصل السم فيالأفاعي. لكنني فجأة صدمت بفكرة جهنمية لطمت رأسي. فسألته وأنا أسير وراءه فيالممر
أستاذ رياض الله يخليك. قال (گول شعندك بعد).
قلت هل هناك أوجه شبه بين السم في جوف الأفاعي وتحويله إلى أنيابها وبين السمومفي أحشائنا نحن البشر وتحويله الى أيادينا وألسننا فيغدو أفعالاً إجرامية أو كلاماًجارحاً؟.
توقف أستاذ رياض. التفت نحوي ونظر إلى الأسفل قليلا. فانا لم اكن اصل إلى عضديده. نظر اللي. قلت لنفسي: يا ستار.
قال معامل الطابوق التي عندنا في أبي غريب. هي نفسها في بعقوبة.
لم أـفهم قصده آنذاك لكنني لو تمكنت اليوم أن التقي أستاذ رياض لقلت له أننا نسيناشيئا مهما في معامل انتتاج السم. الخلّاطة. الخلاطة أستاذ رياض. الخلّاطة التي تجمعالمواد الأولية وتخبطها ببعضها البعض فتخرج منها السموم.
رحمة الله على روحك الطاهرة أستاذي الفاضل؛ قتلتك سموم الأفاعي في معامل الطابوق