رؤى الخزرجي
في يومنا هذا ومع تطور فايروس كورونا الى متحور جديد الا وهو ( متحور اوميكرون) وما الت اليه النتائج بصورة سريعة من شيوع الحذر وبث الانباء المتضاربة عن مدى خطورته من هنا وهناك عن احتمالية إعادة جدولة الإجراءات الاحترازية في معظم العواصم العالمية خوفا من تفشي المتحور هذا وخاصة بعد استقرار الأوضاع بشكل عام وتلقي العديد من الناس التطعيم ضده , وكان هذا الحال متشابه والى درجة كبيرة بالصورة النمطية للسياسة السائدة في كافة الأصعدة الدولية كأنهما قطبان واحدان حقا, فكما الفايروس يطور نفسه وينتج عنه متحورات كل فترة من الزمن فالسياسة هي الأخرى في غاية التطور أيضا فمنذ الازل وظهورها وفرض نفسها كواقع وانطباع عام ومرورها بالعديد من التطورات في مجالات الأفكار السياسية المنبثقة عنها والمولودة من رحم التيارات المعارضة والأحزاب التي صالت وجالت العالم ولغاية يومنا هذا وستستمر الى الابد , وربما يتبادر الى الاذهان عن الضرر الذي تساؤل عن مدى الاضرار التي يخلفها المتحور والاجابة بطبيعة الحال ستكون معروفة بالنسبة للمتحور وما يسببه من تعطيل للمصالح العامة والاصابات الكثيرة وعشوائية تمدده , وبنفس الطريقة يطرح التساؤل بشان الاضرار السياسية الناتجة عن السياسة الدولية فهي ان اقتحمت امر معين لن ينتج عنه الا الماسي والمصائب فعلى سبيل المثال اجتماع الفرقاء السياسيين لآياتي بجدوى في بادئ الامر ولكن سرعان ما يستتب الامن السياسي ويعود الفرقاء المتخاصمين الى التصالح .
والمتحور في سرعة انتشاره كرجل السياسة في سرعة تحوله من مجموعة الآراء المؤمن بها يوما ما وربما قد يكون قاتل بشراسة للدفاع عنها الى مجموعة آراء أخرى مغايرة تماما لما سبق وان ظهر للدفاع عنه , فيالها من صدفة حقا درجة التشابه الكبيرة هذه , وحتى الوصف التخصصي للمتحور ككائن طفيلي يكون في الجهة الأخرى الوصف التحليلي للسياسي كشخص متلون .
وما بين هذا وذاك نجد ان التوأمة حاضرة وبقوة وبل هي تفرض نفسها تماما على الواقع الذي نعايشه , فكما نمني النفس بالقضاء على الفايروس بشكل تام ليكون جميع سكان الكوكب بأمان وبصحة جيدة , تكمن الأمنية الأعظم ان يتمتع السياسيون بصحة وعافية تامة بعيدا عن السياسة وكل ما يتعلق بها ومسح التلون ليكون الامر بلون واحد فقط وقد تكون هذه الأمنية صعبة المنال , وعن كيفية التخلص من الفايروس هو بتطبيق اجراءات التباعد وتكثيف حملات التوعية ضده وكذلك المساهمة بالتطعيم وعلى نطاق أوسع مما هو عليه الحال الان , لكن السياسة لا يوجد ابدا طريقة للتخلص من شوائب الأفكار العالقة بها ورجال السياسية المترسبين في داخل اروقتها أي انه لا يوجد حل جدي وهنا تكمن نقطة الخلاف الوحيدة والجوهرية فيما بين المتحور والسياسة فلا توجد عملية لفصل التوأمة الناتجة عن ذلك الاتحاد وربما ستكون هناك عملية ناجحة في المستقبل ولما لا لنرى ما الذي يخبئه القدر لنا.