منتظر الزيدي
لماذا نكتب؟ ولمَ نحن معاشر الكتاب والصحافيين نجهد انفسنا بالتوثيق.؟ وهل كتاباتنالها قراء؟ وهل من نوجه لهم النقد متورعين؟ عام بعد عام ونحن نكتب ولا يزداد الظالمون الاظلما، والفاسدون الا فسادا ، ولا يزداد الفقراء الا بؤسا. فلماذا نكتب؟ وقد مل الناس منسماع صراخ حروفنا، وهم من يعيشون ما نكتبه لحظة بلحظة. وفوق هذا كله عزف الناسعن القراءة في زمن الفيديو وراح يهرب الكثير منهم الى مواقع الترفيه واخبار الفنانينوالرياضيين، وكأنهم يرون بكتاباتنا كابوسا واقعيا يوقظ فيهم بؤس الحياة. لكننامستمرون بالكتابة رغم ذلك، وان كانت بقلة وتكاسل، فاعيد السؤال؛ لماذا نرسم الاحداثعلى شكل حروف ، محللين الحدث ومستشرفين القادم ومحذرين من مستقبل الانهيار؟ . اننا وبكل بساطة نحاول ان نكون شهودا على تأريخنا المقبل ، شهودا للاجيال المقبلةالتي ستسأل عما حدث في بلادهم، ويهتمون كيف وصلت الامور الى ما ستصل، اكثر مناهتمامهم بمشاهير سيكونون من (الكلاسيكيات) وما شأن الاجيال المقبلة بتصفيفة فنانةسابقة او زوجة رياضي بات من المتقاعدين. لكنهم سيسألون حتما، كيف كانت الايام فيعصر ما قبلنا؟ وما هو دور السياسي (الفلاني )او الزعيم (العلاني) في ما جرى. انمهمتنا ايها السادة ان نكون “حراس بوابة التأريخ” حتى لا يدخله السارقون السابقونمن ابوابه العريضة ، نتيجة شراء ذمم مثقفين وكتاب، سيصبحون وللاسف مصدرا منمصادر المعلومة في المستقبل. نكتب حتى نكون شهودا عدول لاحفادنا. كي يتعظوا ويقرأوا التأريخ بصورة صحيحة. علهم يستفيدون من اخطاء ارتكبها آباءهم او اجدادهمواوصلتهم الى حافة الزاوية الحادة