بقلم : غانم حميد
لم يعد البحث عن مشكلات واقعيه تمس الحياة مباشرة بمجدٍ لتغذية الدراما كونها فنايعنى ب (علاقة الانسان باخيه الانسان والتي اساسها المحبه ) كما عرّفها استاذنا الراحلابراهيم جلال في معرض حديثه عن الدراما وتعريفها ولان الواقع العراقي على الاقل واقعامرا صعبا لعبت به الديكتاتوريات وامراضها والحروب العديده التي تبرع بها القائدالضروره لبلاء هذا الشعب وهذه البقعة من الارض التي ذاقت الويلات ولاتزال تراوحجنب الخراب والالم .
لذلك صار اللجوء الى الحكايا المصنوعه والمبتكره بديلا جيدا للتلقي الذي بات يبحث هوايضا عن ملاذ اَمن بقصص تقترب من افلام الكاوبوي وام الهند منذ اول صناعهلمسلسلات استراليا والمكسيك ودبلجتها في بيروت وعمّان وتصديرها للمتلقي العربيكعربون اولي لحواديت خياليه تتقاسمها مواضيع الجنس والخيانات واولاد وبناتالحرام .
اليوم تاتي قناة Mbcعراق بدراما قد لاتكون بالانحياز التام لما اتت به الدراما المدبلجهلكنها حاولت ان تشاكسها قليلا مع الاتكاء كثيرا على عقد ثانويه هنا وهناك مغرقه فيواقعيتها رغم ان اصل الفكرة والموضوع المطروح مختلفان تماما ، فالاستعانه بام بديلهلحمل الجنين ليست فكره واقعيه ولا ظاهره متداوله على الاقل في العراق بالتالي يمكن انتشكل حدثا دراميا مغريا مادامت الدراما تعيد تشكيل الواقع بواقع افتراضي فني وايضابامكانها ان تشكل العلاقات الاخرى على نحوها وهذا ماجعل الكاتب والمخرج وجهةالانتاج في لهاث مبرر لانتاج دراما بديله لما هو سائد ومكرور ويميل الى الملل في كثيرمن الاحيان، وربما تعدد وتوسع محطات الاطلاع عبر الانترنيت ومواقع التواصلالاجتماعي افسد مهمة الكاتب الدرامي والمنتج التلفازي وجعل المنجز الفني خاسرا لاهماضلاعه وهو التلقي ، وفعلا حقق مسلسل ام بديله والذي عرض في رمضان عبر Mbc عراق تلقي لاباس به ان لم يكن قد طغى على طبيعة المشاهده السائده للدراما العراقيهعلى الاقل واستولى على متوسط عمري متعدد بين شباب وشابات وكبار سن وكبيراتيالسن مما يدل ابتداءا ان الموضوع واِشكاله الدرامي قد راق لهم .
ومن جهة اخرى تلمست وانا اشاهد حلقاته صنعة موفقه ادارها الكاتب والمخرج باتقانونفذها المنفذون من الرسامين في صناعة الديكور والاضاءه والاداء المغلق المنساب الذيتبارى فيه مجموعة ممثلين محترفين من العراق ولبنان سناتي على ذكر المتميز منهم فيفهم اليات تقديم هكذا نوع من الدراما التلفزيونيه المختلفه عما هو سائد في ذاكرة المشهدالدرامي العراقي وحتى العربي المعلوم والمنسوخ عبر عروض عديده متوفره .
كان المخرج قد ضبط ادواته جيدا وادارها بحرفة المتمكن العارف باصول العملالرومانسي او ماشابهه وبطريقة ابسط قول ننعتها فيه انها مدروسه في طبيعة اختيارالممثلين واصول التقطيع وحجوم اللقطات حسب تاثيرها ووظيفتها واذهب اكثر من ذلكلاصفق للموسيقى الراويه والمسجِله للاحداث وتطورها .
التمثيل:
فاجأنا المخرج باختياراته الرصينه في عداد الادوار واختلاف ممثليها من العراق اولبنان وظهر واضحا هيمنته كمخرج على الممثل وصياغة ادائه حتى لايكون هناك اساليب عدهلا تتشابه وطبيعة الاداء المقدَم لهكذا نوع من انواع الدراما الاجتماعيه المعتمده علىحدوته رومانسيه في اصلها وتبنياتها، فالممثلة اللبنانيه ليا بو شعيا والتي اضطلعت بدور نيفين .. الام البديله كان اداؤها مذهلا .. سهلا ومعبرا ودقيقا في رسم الانفعالاتواماكنها و دائرة العلاقات التي نجحت في التعامل مع افرادها بعلمية واضحه ، يقابلهامن الجانب العراقي سيدة الاداء الدرامي المتقن والمثقف هند كامل بقوة وقدرة التعبيروالحضور البهي كونها الام والمخطط … اسعدني كثيرا الثنائي الناجح الجديد الكسندرعلوم ومروه كرم .. الاول في حضوره واختزاله حركات اليدين وعضلات الوجه والمشاعرالبكر لممثله شابة اتية بقوه ولو انها استمرت سيكون لها شأن مهم الا وهي الشابه مروهكرم ..( والاثنان اضاف لهما بكارة الاداء وظهورهما لاول مره .. الكثير )
كان حضور جمانه كريم في ادائها المغلق محترما و زيدالملاك مؤثرا ،
الملاحظه التي لم تروق لي ذلك الاداء المتشنج لفنان قدير مثل عادل عباس والذي كانتمهمته غير موفقه في اداء هذا النمط من الاعمال .
عموما التجربه حازت على الرضا الكبير واستطاعت ان تحفر لها موقعا جيدا عندالتلقي العام وصناعة الدراما المحليه وافاقها .