علاقتنا مع المراهق ….   نادية الكتبي

علاقتنا مع المراهق …. نادية الكتبي

كتبت : نادية الكتبي

المراهق وتصرفاته الغريبة تثير الأهل عجباً و غضباً في معظم الاحيان . فكم من وليّ أمرٍيفقد صوابه بسماع ولده يتفوه بعباراتٍ لا تليق بسنّه ولا باخلاقه! ويتناسى الأهل أنهمهم أنفسهم كانوا مراهقين بفترة من الفترات على تفاوتٍ بطريقة التعبير والتصرفات . فهلمِن سبيلٍ لتسوية الأمر لتفادي المشاكل البيتية في هذه الفترة؟ وهل اظهار الهلع سيحلّمن الأزمة أم أنه سيكبت مشاعر الأبناء فيبدأون برحلتهم السرّية ؟

تبدأ مرحلة المراهق عند بلوغ الولد و البنت فتحدث التغيرات الطبيعية ولكنها تغيراتعضوية تؤثر على شكل المراهق ونفسيته و تفكيره.. من هنا تظهر عليه تصرفات مغايرةلما كان عليه طفلا .. طريقة تختلف لما تعوّد عليها الأب و الأم. فلربما هذا الطفل الهادئالذي يخبر أهله كل التفاصيل بعودته من المدرسة ينقلب ليصير فظا ولا يتحدث مع اهله. او لربما الفتاة المؤدبة تتقمص شخصية الغموض و التمرد وتبقى في سريرها طوالالوقت. حينها ينصدم الاهل ويقلقون على مصير ابنائهم.

قلق الأهل طبيعي ان نظرنا من منظارهم .حيث يلجأون للمقارنات و التحليلات لتفسيرتصرفات اولادهم. فيهرعون لتذكر الماضي و يدّعون بانهم لم يمروا بهذه المرحلة. لكنالحقيقة بالطبع ليست كذلك. والتفسير الطبيعي لهذا الادعاء أن نواياهم في تلك الفترةكانت سليمة بالطاعة ولكنهم لا يملكون القدرة لرؤية تصرفاتهم. أما الأهم من ذلك فعليهمادراك أن كل انسان يختلف عن الاخر كل الاختلافات الفيزيولوجية و العضوية و النفسيةو الفكرية. هذا عدا الظروف البيئية المحيطة.في حين لجوئهم للتحليل و القلق مضيعةللوقت و استهلاك للطاقة وعليهم أن يعلموا أن الطبيعة الانسانية تتطلب التغيير منمرحلة الى أخرى ..

اما طريقة التعامل مع المراهقين في هذه الفترة فتبدأ بالاحترام . على الأهل أن يحرصواكل الحرص برسم حالة من الهيبة و الاحترام للمراهق. فان كان ولدا فليعامله الأهل علىأنه رجلا.. فهذا الاحترام سيعزز من الثوابت التي تربى عليها الولد وستطفئ نيرانالغضب الثائرة بدواخله. وسيعزز الاحترام الثقة مابينهمو بينه. نفس الحالة تطبق علىالبنت فعلى أهلها التكلم معها كانسة ناضجة وعليهم أن يستمعوا لارائها المستجدة(لربما العجيبة الغريبة). لانه في هذه المرحلة يتخبط المراهق بالتناقضات الكثيرةوالصراعات . ولربما يتفوه بعبارات غير ملائمة له/لها لاسباب عديدة, منها أنه سمعهاخارجا. ولربما هذه العبارات تثير فيه القوة و الشجاعه وأنه يريد أن يجرب قولها فحسب.والسبب الاخر أن المراهق يريد أن يظهر لاهله حالته الجديدة. وكأنه يقول لهم: (انظرواالي فأنا أصبحت رجلا/ انسة و أستطيع قول ما شئت و أستطيع ان افعل ايّ شيئ فانا لمأعد طفلا انا لي احترامي و لي رايي وعليكم تقبلي . أنا انسان حر ولا أريد القيود ولنأسمح لاحد ان يقيدني و يسيطر علي وانا لا أخاف من أحد …).. فهل على الاهل الهلعبهذه الحالة ؟ بالطبع لا انما عليهم استيعابه واحترامه لانها مرحلة مؤقتة ولا سيما انالقلق سيقود المراهق للحياة السرية والابتعاد عنهم.

أما الامر الاخر الاساسي الذي سيعزز من شخصية المراهق ونموه بشكل سليم وسيلغيكل المشاكل المتعلقه هو منحه الثقة. على أولياء الامور أن يُظهروا قولاً وفعلاً انهم يثقونبالمراهق  وتكرار عبارة (اثق بك )لانها ستعزز من قوة شخصيته و ستقرع أجراسالمسؤولية لديه بتصرفاته واقواله وستشعره بالندم في حالة اقترافه للخطا.

اذا و بكل موضوعية, تقع المسؤولية على عاتق الاهل بتفهم و ادراك ان المراهق ينتقل منمرحلة الطفولة لمرحلة الرشاد. وعلى الاهل احترام المراهق ومنحه الثقه. لا وقت للقلق لانالقلق سيجعل المراهق يهرب من واقعه و يتصرف بسرية تامة و هذا خطير جدا وينعكسسلبا على الاهل. وليس علينا الا الصبربمنحه الثقة و الاحترام في هذه المرحلة الصعبةحيث نستخدم اسلوب التطنيش تارة و التاييد و الموافقة تارة اخرى لكسب المراهق ومصادقته .

 

(Visited 77 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *