تأمل في سورة العلق /   د. محمد صالح البدراني

تأمل في سورة العلق / د. محمد صالح البدراني

د. محمد صالح البدراني

ليس بلا هدف بدأ كتاب الرسالة على انسان امي بكلمة اقرأ، نعم اقرأ باسم ربك الذيخلق…. وفي كل ما تلاها هي دعوة للمعرفة لأمور علمية وتكوينية وليس من تعاليمعبادات شرعية، تتحدث عن حقوق المصلحين في مجتمعهم وان كان مضطهدهم يملكالقوة والرجال فان الله حسابه كانه مباشر في عمر الزمن وليس في الامر انتصار بل همزبانية تتلقاه يوم الحساب وشتان بين خسارة في الدنيا وخسارة في الاخرة، فلا تتجبريامن خلقت بدأ من علق كائن مجهري، فان ملكت قرارك فذاك لأنك ستحاسب على هذاالقرار فاجعله قرارا صائبا، القرار في صدرك مقدمة راسك تلك موطن القلب المفكر وهذا لايأتي الا بتفعيل المنظومة العقلية لتنظم الغرائز من حب السيادة والتملك، وتثبطالحيوانية نتيجة الجهل والتي تظهر قسوة وبطش كما في الوحوش، لكن تلك البهائمغريزتها لعيشها اما الانسان ان جهل فاشد وحشية وجرم، من اجل هذا اقرأ.

في زمن ليس بالبعيد، كانت الناس تجلس ساعات لتستمع الى ام كلثوم بلحن راقيوكلمات تتفاعل مع النفس فتفرغ وتتفاعل مع احاسيسها، لكن الناس تحولت تدريجياالى طقطوقة لا كلمات ولا معنى محض كلمة او كلمتين بإيقاع راقص، ولولا بقايا الزمنالوسيط من امثال قصائد كريم عراقي ولحن الساهر وموسيقى نصير شمة لأصبحنانتمتع بإعلانات (قوي قوي)، فقد اصبحت (بوس الواوا) من الفن الاصيل.

كذلك وفي ذات الازمان كان الكتاب والتثقف عنوانا ومباهاة وعندما تم الادراك اصبحمسؤولية لأنه دخل الى المسيرة الشخصية وتبني القيم والاعتقاد، اما ما نراه اليوم فهوالتكلف من الدخول لقراءة مقال جاد حتى لا تجد عددا من الناس تقرأ، الصفحاتالالكترونية لا تجد متابعين لها وهي تحمل ثقافة راقية بينما تجد كم من المتابعينوالمعجبين لأمور تافهة في الخطاب او لفتاة جميلة تتحدث باي كلام، طقطوقة القلم وليسأي طقطوقة بل ما ينتشر تلك التي تظهر السلبية وتعمقها او الفضائح، او اخبار سقطاتالظلمة يتابعها المظلوم العاجز تشفيا؛ اما تلك الجادة التي ترفع الانسان من كسله الىاليقظة فلا تتابع وان قرأت يهرب القارئ من المرآة، وما اسرع انتشار الاخبار السلبية وانكانت كاذبة، وهذا من معالم منظومة تنمية التخلف وفقدان الهوية.

ان غربة المفكر والمثقف كبيرة، حين تغير معيار القدوة ومركز القرار والمال، فراي بالسياسةلا ينظر الى راي سياسي او مفكر وانما يعطى لعامي يرتجل او فنانا متضررا شبه متعلملكنه مشهور، او اناس لم يفهموا ما يزعمون حمله من دين ويعطيك قرارات الهوى، انقريشا هي سلالة النبي اسماعيل، وهو موحد ابن ابراهيم الذي تأسست بسلوكيتهمعاني التوحيد والعلاقة مع الله بالتفكّر والمناجاة والخطاب، لكنهم وضعوا تماثيل ورموزفاضحت مع الزمن آلهة تعبد، ويقول اعقلهم اننا لا نعبدها لذاتها بل لأنها تقربنا الى اللهزلفى، لكن هذا الاشراك اقتضى ان يأتي رسول برسالة حاسمة، ما انفكت غريبة بين اهلهاكغربة الكتاب، وفهمها انطباعات لا على حقيقتها، من اجل هذا فلابد ان تعود امة اقرأ الىالقراءة، تلك التي تجعل مسلمين لم يرو الا القرآن في الغرب ينطقون من درر المعاني حينيتحدثون عن الإسلام كمنهج حياة ووطن، وان نقرأ لنفهم معنى حياتنا وكينونتنا التيضاعت حين تعاظم التخلف واصبحت امتنا جزء كبير من بيئة منظومة تنمية التخلف

(Visited 24 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *