هل الكتاب وحده يصنع الثقافة؟

هل الكتاب وحده يصنع الثقافة؟

 تحقيق / قحطان جاسم جواد

ما بات الكتاب وحده صانعا للثقافة، بعد التطور الكبير في وسائل السوشيال ميدياوتطورات الاتصالات الحديثة وبروز الكتاب الالكتروني وغيرها. فاصبح الكثير من الناسيعتمد في تنمية ثقافته من خلال الوسائل الاخرى غير الكتاب.لكن على مايبدو ان الكتابسيبقى هو المصدر الاساس في ثقافة الانسان مهما تطورت الوسائل الاخرى لاسبابيتمتع بها الكتاب نفسه.وبعد سنجد اجوبة كثيرة عن تساؤلنا (هل الكتاب وحده يصنعالثقافة)؟ فتعال عزيزي القاريء لنقرا سوية اجابات الادباء:-

 

الثقافة لايمكن اختصارها بقراءة كتاب

القاص ابراهيم سبتي اجاب بقوله:-

 

هل الكتاب وحده يصنع ثقافة ؟ قد يكون السؤال صعبا ولكن الجواب اصعب حتما .. فالكتاب جزء مهم من منظومة الثقافة الانسانية ولكنه يحتاج لكثير من المفاصل الاخرىللاكتمال .. والثقافة الانسانية بمفهومها العام لايمكن ان نختصرها بقراءة كتاب ,فمهماتعددت القراءات وكثرت , فانها لم تبلغ حاجة الانسان للتثقيف وصنع مثقف . ويعتقدالبعض بان قراءة الكتب , كافية لصنع اديب او ناقد او باحث , فمهما امتلكت تلك القراءاتمن عمق وثراء , فانها تبقى ناقصة طالما يظل الهم الانساني هو المسيطر على التفكيرالعام فمن غير الممكن ازاحة الهموم والانتكاسات والانكسارات والمسرات التي تحوم حولنا, من المشهد واعتبارها غائبة في تقييم الذائقة الثقافية . فهي حاضرة دوما وتلعب دورامهما في تحديد المفاهيم الاساسية لبناء ثقافة شخصية يتمنى كل انسان ان ينالها لانالثقافة تصنع انسانا اخر تماما .. منذ صغرنا ونحن نطمح للقراءة وبعد ان تحققتالرغبة صار علينا متابعة الطقس الادبي اليومي الشهي بشيء من الفخر لاننا صرنانختلف عن اقراننا , وبعد ان عاصرنا كتب الادب بمختلف انتماءاتها وتوجهاتها , وجبعلينا ان نديم صبرنا ونديم قراءاتنا لكي نستمر بأفضليتنا على اقراننا الذين توزعوا فيمفاصل الحياة غير آبهين بما نفعله . وصرنا ندمن حياة جديدة قاهرة في ظل العوزوالتمني وضيق الافق ونظر الينا الاقارب والأباعد بإشفاق وعطف وحزن لأننا بنظرهم قدهدرنا مستقبلنا واقتربنا من الضياع والتسكع و الموت المبكر. لكن ارادة الانسان هي منتتحكم في ميولة احيانا , فصارت القضية اكبر والمصيبة اعظم , فكلما امعن الزمن فيناثقافة اقترب منا الخراب والعوز وانسداد الافق , لكن الرغبة وعشق الالم العذب للثقافةجعلنا نخوض هوس التجربة مهما كلف الامر. هو تحدٍ اذن , اما ان نغادر عالما مؤلمابروح تغيب عنها جراحات الزمن او ان نكون جزءا من مصير امة مثقفة تحاول جاهدةالوقوف ثانية رغم كل شيء ، تحية للكتاب الذي صنع ثقافة متميزة لكل من ادمن عليه.

الكتاب درس ثقافي معرفي

وقال الروائي والسيناريست شوقي كريم حسن:-

الغيوم حتى الان، واعتقدها ستظل لزمن طويل، تجلل بعض ما نردده في حياتنا، ومنهاتلك الكلمة المصطلح، التي بات يرددها كل من استمع اليها، حتى اصبحت باهتة الوجود،مالثقافة حقاً، يتوجب اولاً معرفة صيرورتها، وكيفيات التعامل معها، والكشف عن طبقاتحضورها الابداعي والاجتماعي معاً، كل المثقف هو المنتج للعلوم والمعارف والادابوالفنون، والذي يضيف للحياة الانسانية ما يؤهلها الى الاستمرار، ام هو ذاك الذي يقالانه يعرف شيئا بسيطا عن كل شيء؟ ام هو المتعلم الذي تدرج في تعليمه ضمن مبداالطريق الذي يجب ان يسلك، تلك مسألة متداخله، واراى الخوض في جوانياتها لا يفيدبشيء البتة، وان كنت اقف مع التوصيف الاول الذي اراه الاقرب الى حقيقة السؤالواحابته، نعم وبكل اصرار، الكتاب هو المصدر الاساس لوجود مثقف فاعل عضوي،الكتاب الذي يرسخ مفاهيم السلام والجمال لا تلك الكتب الصفراء التي تدفع الى الحقدوالكراهية، كنت اتأمل القول الذي شاع من ان خير جليس في الزمان كتاب، واحاول شقرسوخه، الكتاب ليس جليساً قد يكون بسيطاً او حتى تافهاً، الكتاب درس ثقافي معرفي،يعطيك مالم يعطك غيره، متعة تعلم، كشف عن حيوات واسئلة ما كنت لتعرفها لولاه، وقدتحصل من خلال الكتاب عن اجابات ظلت تدور حائرة في اعماقك المضطربة، والباحثة عناسرار وجودها، الذي صار محيرا حقا؟ الكتاب ثقافة، ويعلم الثقافة، ويدفع بالمتلقي الىان يكون مثقفا فاعلا ومنتجاً جمالياً، مع توافر بعض الاشتراطات الاخرى التي تجعل منهمنتحاُ للكتاب مثلما كان متلقيا.

د

واقع التلقي الثقافي اختلف كثيرا

وقال الروائي والكاتب اسعد الهلالي:-

واقع التلقي الثقافي اختلف كثيرا هذه الفترة واظنه سيزداد اختلافا في المستقبل.سابقا

كان الكتاب هو المهيمن، لكن الآن ربما تراجع كثيرا بعد أن اصبحت وسائل الاتصالالجماهيري المختلفة هي المهيمنة. ربما رضي الكتاب لنفسه أن يكون مرجعا لحواراتثقافية تديرها وسائل الاتصال.لكن أن يكون هدفا أو وسيلة للتثوير الثقافي، أعتقد انه لميعد قادرا على لعب هذا الدور .من جانب آخر اعتقد انه في افضل حالات انتشاره هذهالفترة، لكن ليس بصفته التقليدية، أي الكتاب الورقي المحتفظ بطقوس القراءة التقليدية،بل من خلال منصات التواصل الاجتماعي ايضا عبر صيغة الكتب الالكترونية أو الكتبالمسموعة. وهي دفاعات أراها مناسبة كي يواصل الكتاب لعب دوره الفاعل في أيامناهذه وفي المستقبل. وربما يعمد إلى وسائل اخرى يحاول أن يحتفظ فيها بوجوده.. فيمجال الرواية مثلا صرنا نرى روايات مرسومة بطريقة الكوميك.. كما في مجلات الاطفالالتي تقدم قصصا مرسومة.

 

ينبغي ان يدرك المثقف ان مصادر الثقافة متعددة

ويقول القاص كاظم حسوني

 

لا يكفي ان يكون الكتاب المصدر الوحيد للثقافة، رغم انه خير جليس..احسب ان الحياةالتي نعيشها والأنغمار بالواقع والتعاطي مع مجرياته ،الى جانب التبصر بالأحداث.والتحولات. امر ينطوي على اهمية  كبيرة. للتثقف والانفتاح والوعي..كل هذا في تصورييشكل مصدر غاية في الأهمية.. اذ ما المعنى ان يكتفى المرء بقراءة الكتب وهو يحيامنعزلا و بعيدا في صومعته يجهل ما يجري من حوله. او لا يأبه بما يفزره الواقع منحيثيات ووقائع وانكسارات او كوراث وشتى التطورات التي تمس جوهر الحياة. وتحيق بالمجتمع.. فيما عاشق الكتاب في عزلته لايعلم بشيء منشغلا وغارقا بخيالاته واحلامهواوهامه وشفغه.، من هنا تتضح صورة هذا المثقف بجلاء بوصفه. عنصرا سلبيا وعاطلاومتطفلا لا يعي دوره ووظيفته   وواجباته. كانسان ومثقف.. من هنا تبرز لنا ضرورة انيدرك القارىء او عاشق الكتب  ان منابع الثقافة متعددة.. لعل اهمها التفاعل الحيوالايجابي المثمر في مجتمعه وأسرته ومحيطه.. فضلا عن الاهتمام بحدود ما. بالفنونالاخرى المتمثلة مثلا في المسرح  والتشكيل والموسيقى او السينما ..والرقص والنشاطاتالمتخلفة التي من شأنها خلق الوعي والذائقة وفتح الآفاق.. اضافة الى اهمية السفر. والتعرف على ثقافة الشعوب وجمال المدن وسحر الطبيعة وزيارة المتاحف والآثار،والوقوف على روائع الابداع الانساني بمختلف الحقب والازمان.. هذه كلها تؤكد انالكتاب ليس هو المصدر الوحيد للثقافة.

 

الكتاب هو الاهم لمدى غير معلوم

وقال القاص عبدالامير المجر:-

الثقافة مفهوم واسع .. لكنها تبقى مجموع المعارف المتحصلة في رحلة الانسان والامم .. اما كيفية تحصيلها فهذه مسألة اخرى .. في اعتقادي ان الكتاب كان الاهم والابرز فيكيفية ايصال الثقافة بوصفها نتاج عقول المتأملين والمتسائلين في هذه الحياة التيترفدنا بالجديد كل يوم، بل كل ساعة ودقيقة .. وبما ان وسائل ايصال (الثقافة) تعددتوتنوعت في زمننا هذا، فان الكتاب بات أحد اهم مصادر الثقافة وليس الوحيد، لكنهالوحيد الذي يعطي القارئ ثقافة عمودية اي انه يتعمق في ايضاح موضوعته ليفيهاحقها من البحث والتحليل، من الناحية المبدئية، فالذي يشاهد برنامجا ثقافيا يتحدث عنامر ما يتحصل على ثقافة معينة، لكنها تبقى مختزلة وغير مشبعة لمن يريد الاستزادةوالتعمق، وهذا يوفره الكتاب الذي يوفر مساحة كافية لإغناء الموضوعة التي يريد الكاتبشرحها .. وعليه فإن الكتاب سيبقى الأهم لأمد لا ادري كم سيطول .. لكنه لم يعد الوحيدبسبب تنوع المصادر

.

(Visited 21 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *