في التاسع من نيسان سنة ٢٠٠٣ حصل تغيير في العراق فرح له العراقيون بعد معاناة عقود من القهر والظلم، تسلم الحكم أناس يدعون أنهم عراقيون جاءوا مع الامريكان وأسسوا أحزابا كثيرة، وكنا نظن بأننا سنعيش برفاء وسعادة، بدأت خطاباتهم وتصريحاتهم الرنانة ببناء الدولة تصدع رؤوسنا.
والنتيجة أن الفقر تفاقم والبطالة ازدادت وصراعاتكم بحثا عن المناصب والغنائم تزداد أيضا، وكان الأجدر بكم وأنتم تحكمون أن تتحدوا وتتفقوا على إسعاد هذا الشعب الصابر.
كان صاحبكم كثير الخطب قليل الفعل، والعراقيون يذكرون كلمته المقيتة (مننطيها) والتي جلبت الويلات لنا، وكأنها ملك له، ومن وقتها أصبح الشعب يردد قول الشاعر:
حتى متى لا نرى عدلا نعيش به
ولانرى لدعاة الحق أعوانا
والأنكى من ذلك كله تخليتم عن مبادئ الدعوة الحقيقية وتنكرتم لتضحيات الأوائل وعملتم على تهميش الوطنيين والمخلصين وإقصائهم، وكل أحاديثكم وتصريحاتهم باسم الدين والمذهب، وعودكم الكاذبة ونفاقكم وسرقاتكم كلها أصبحت واضحة ومعلومة عند العراقيين.
وكذلك عرفوا متاجرتكم بالدين والمذهب لتحقيق مصالحكم فقط والدين منكم براء على حد قول الشاعر:
الدين يبرأ والأخلاق من فئة
تسعى الى الشر باسم الخلق والدين
يامن يصلي بإعلان ليخدعني
ويظهر الزهد والتقوى ليغريني
فلا صلاتي تنجيك الجحيم غدا
ولاصلاتك يوم الحشر تنجيني
ماالصوم صومك عن لحم وفاكهة
بل زجر نفسك عن مال المساكين
أيها (الساسة الصدفة) والذين تطلقون على أنفسكم (دولة القانون) وأنتم بعيدون عن الدولة وعن القانون، لاتفيدكم شرعنة أخذ المال العام من هذا البلد لأنكم تحسبون أن العفو يأتي بين آونة وأخرى في دولة قانونها ضعيف ونظامها أضعف.
ملأتم جيوبكم وتتفضلون بالفتات لهذا الشعب الذي انتظر كثيرا، ولكنكم خيبتم الآمال وابتعدتم كثيرا عن المبادئ الحقيقية للإسلام>
والشاعر قال فيكم :
فجنوا على الإسلام شر جناية
واستبدلوا نعماءه بشقاء
لهفي على الإسلام قد عبثوا به
وتظاهروا به بغير حياء
حتى غدا الإسلام بعد سموه
في قبضة الأطماع والاهواء
واعلموا أيها الساسة ان الذي يعبث بهذا البلد ويسرق ماله العام لايرى راحة في حياته أبدا لأنه بلد الأنبياء والأئمة والأولياء الصالحين والشرفاء.
والعراقيون سيلاحقونكم أينما ذهبتم وخير بداية كانت ثورة تشرين الشبابية والتي جعلتكم لاتناموا في مكان واحد يوميا.
ثورة تشرين المستمرة رغم انوفكم، اتعظوا من التاريخ المملوء عبر.
العراقيون حفظوا هذا البيت :
خليفة مات لم يحزن له أحد
وآخر جاء لم يفرح له أحد
إتركوا هذه التسمية، إنكم فاشلون لأنكم وأقصد الإسلام السياسي وانتم جزء منه لاتملكون آلية محكمة للإنتقال من إدارة التنظيم إلى مرحلة إدارة الدولة لجهلكم وطمعكم.