علاء الخطيب
يقال ان الوهم إذا تلبس في شخص يصبح مرضاً واذا تلبس في جماعةً يُصبح عقيدة ، هكذا هو حال وهم مبعوث الرئيس الأمريكي. ترامب ” منهل العراقي ” أو مارك سافايا الأمريكي ” ، الذي تحول إلى إلاه في الإعلام العراقي وصفحات السوشيال ميديا ، فهو الآمر الناهي ، الذي سيُعيِّن رئيس الوزراء ويختار الوزراء كما يشتهي ، وربما سيتدخل في اختيار الحمايات .
ويبدو ان سافايا وبعد متابعته لصفحات السوشيال ميديا، استحسن الأمر وتقمص الدور ، وراح يصرح يميناً وشمالاً واصبح في ليلة وضحاها نجم إعلامي كبير تتناقل تصريحاته الصحف والقنوات التلفزيونية والفيسبوك، الذي امتلأ بصوره ، بالرغم من بيان وزارة الخارجية الأمريكية الذي قال ، ان رأي سافايا لا يمثل رأي وزارة الخارجية ولا رأي السفارة، وعلى الرغم من التشكيك بالبيان الذي قيل انه من وزارة الخارجية ، إلا ان ما ذكره البيان قد أكد عليه القائم بالاعمال الأمريكي في العراق السيد “هاريس ” بلقائه بالمالكي فقد ذكر ان واشنطن حريصة ،على تعزيز العلاقات الثنائية ، والحفاظ على علاقات متوازنة مع مختلفالأطراف السياسية والقيادات في العراق، دون الانحياز لطرف دون آخر، داعيا الى العمل على تعزيزالتعاون المشترك وبما يسهم في دعم الأمن والاستقرار في المنطقة .
اذاً ما قاله مبعوث الرئيس ترامب بشأن الفصائل وتشكيل الحكومة، هو رأي ، نسمعه كثيراً من بعض العراقيين لا يتجاوز رأيه الشخصي ، والذي يتابع ما قاله توم باراك المبعوث الشخصي لترامب بشأن العراق تتضح لديه الصورة اكثر .
مارك سافايا ليس سياسياً ولا علاقة له بالسياسة وبعيد عنها ، ومهمته لا تتعلق بالسياسة، ولا بتشكيلالحكومة ، التهويل الذي رافق رجل الأعمال الأمريكي من اصل عراقي مارك سافياً كان كبيراً حتى أوصلالرجل إلى درجة الاله الذي ينزل اوامره على العراق ، وأطلق البعض العنان. لافكاره حتى وصل إلى اختياررئيس الوزراء والوزراء وحتى عمال الخدمة في دوائر الدولة ، وربما نسمع ان يسيتدخل في تعيين مديرشرطة محافظة بغداد!!!!
سافايا باختصار رجل أعمال يعمل في تجارة القنب اسس شركة “ليف آند باد” المتخصصة في زراعةوبيع القنب (الماريغوانا) الطبي، وأصبح من أبرز رواد هذا القطاع في ولاية مشيغان ” باختصارالماريغوانا نوع من المخدرات” . ، دعم ترامب في حملته الانتخابية وتبرع له بـ – 15 مليون دولار وهو داعم للحزب الجمهوري ومؤيد لسياساته ، وهذا طبيعي من رجل أعمال يحتاج إلى حماية أموالهواعماله خصوصاً وانه يعمل في مجال خطر ، اراد الرئيس ترامب ان يكافئه على وقفته معه فيالانتخابات ، فأرسله للعراق بصفة مبعوث شخصي ، لكن المهمة الرئيسة للرجل هو البحث عن فرصاستثمارية في العراق تعوضه عما دفعه بالانتخابات، وربما بالشراكة مع ترامب او بعض رجال الأعمال الأمريكان ، ولعنا نتذكر ما قاله ترامب ان ” في العراق ثروة كبيرة وأموال ولكن لا يعرفون كيف يديرونها ” فالمهمة. لا علاقة لها بالسياسة وسافانا بعيد عن السياسة ولا يفهم بها ، وكل ما جاء من اجله هو المالوالاستثمار .
لكن البعض يحاول ان يخلق من الرجل بعبع يخوف به خصومه السياسيين و بعض الشارع تلقف الامر، للتشفي وراح ينشر خيالاته عن مارك سافايا الشاب الذي يسعى وراء المال .
وعلينا ان لا ننسى قاعدة الرئيس ترامب التي يرددها كل المحيطين به “عليك ان تدفع قبل ان تتكلم مع الرئيس ، هذه القاعدة التي يشترطها ترامب في دعمه للآخرين ، فكل شيء لدى الرئيس يعادله ثمن” وفي العراق جاء دور دفع الثمن لسافايا وعلى طريقة المثل العراقي « من لحم ثوره وأطعمه »
