“رواق الثقافة و الفن” مساحة للإبداع والجمال

أمير الخطيب

يعد رواق الثقافه و الفن في مدينة النجف الأشرف ظاهرة من الظواهر التي انتشرت مؤخراً في عموم محافظات العراق و العاصمة بغداد، اذ تلفت الانظار إلى البعد المدني الذي يحاول بعض المثقفين و المهتمين بالشؤون المدنيه التركيز عليها و دعمها ماديا و معنويا.

هذه الظاهره التي باتت تشكل جزءًا من المشهد الثقافي والاجتماعي المعاصر. هذه “النوادي الثقافيه” لم تعد مجرد أماكن للتجمع والترفيه، بل تحولت إلى منصات حية لصناعة الوعي وتعزيز الحوار الثقافي والاجتماعي بين مختلف الفئات.

ظهرت النوادي الثقافية والاجتماعية لأول مرة في المجتمعات العربية منذ بدايات القرن العشرين، وارتبطت آنذاك بالحركات النهضوية التي حملت لواء التنوير والمعرفة، ورافقت مراحل الاستقلال الوطني في العديد من الدول العربية. ومع مرور الزمن، تطورت هذه النوادي لتأخذ طابعًا أكثر شمولية، يجمع بين الأنشطة الفكرية، والفنية، والاجتماعية، لتصبح فضاءً مفتوحًا للأفراد من مختلف الأعمار والاهتمامات.

ما يميز هذه النوادي هو تنوع أنشطتها، فمن الندوات الأدبية والأمسيات الشعرية إلى المعارض الفنية و ربما الورش العملية، و ربما تتخطاها في المستقبل إلى أنشطه ترفيهية في تنظيم السفرات و حضور الحفلات الموسيقية و عروض المسارح وما إلى ذلك.

يستهدف هذا الرواق ” رواق الثقافه و الفن” إلى بناء روابط قوية بين أفراد المجتمع، لانه بالاساس يستهدف جمع المثقفين و المهتمين بالشؤون الثقافية و الفنية و اعلاء الشأن الفكري بين رواده، ذلك باقامة اصبوحات و أماسي لمحاضرين من داخل و خارج المدينة.

انها بادرة خيرة تستحق كل التقدير و الاحترام و الدعم و الثناء، على الرغم مما تواجهه من تحديات و صعوبات في جذب الناس خصوصا الشباب ” الفئة الأكثر استهداف و اهميه ” في هكذا فعاليات، إلا انها و منذ اكثر من سنة تحاول هذه الموسسة الفتيه بكل قوتها التأثير في بناء الجانب المدني لهذه المدينة التي تعرف دايما بطالعها الديني و الاجتماعي المحافظ.

فالشباب الذين أصبحوا أكثر ارتباطًا بالفضاء الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي، ما قلل من إقبالهم على الفعاليات الثقافية ومع ذلك، فإن رواق الثقافه و الفن نجح في استقطاب بعض الشباب، و اني اذ اقترح اقامة برامج شبابية مبتكرة تعتمد على التكنولوجيا، وتطرح قضايا معاصرة تمس اهتماماتهم بشكل مباشر.

في ظل التحولات الثقافية والاجتماعية المتسارعة، وما تواجهه المجتمعات من تحديات في الهوية والانتماء والثقافة، بات من الضروري تفعيل و تسليط الضوء على مثل هذا الرواق او جميع الانديه الثقافيه، لانها ضرورة نشر الوعي وخلق قنوات بين ما نعيشه اليوم و ما يمكن عمله في المستقبل، و هذه ” النوادي الثقافي” كرواق الثقافه و الفن ليست فقط منصات لنشر الوعي ، بل أيضًا جسور حقيقية للحوار بين الأجيال، وفضاءات تحمي التنوع الثقافي وتعزز قيم الحوار والتسامح.

في الختام فان القائمين على هذا الرواق الثقافي كل من الاستاذ حامد الرماحي و المهندس الفنان سعد الجد، يحاولون جاديين مليء حاجة الإنسان الدائمة للتواصل الفيزيائي، والتعلم، والبحث عن مساحة للتعبير، بعيدًا عن العزلة الرقمية التي باتت تفرضها الحياة المعاصرة.


مشاركة المقال :


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *