و اه يا زمن

أمير الخطيب

منذ دخولي سنة ١٩٩٠ إلى فنلندا، و بعد فترة وجيزة جدا، تعرفت على رسم و اعطاء العناوين طبقا للشارع و العماره و رقم الدار و الرمز البريدي، منذ لك الحين و أنا اسائل، لماذ لا يعرف العراقيين هذه التشفير المهمه و التي تختصر الزمن و توفر الجهد على كل من يريد ان يجد عنوان

ربما تساؤلي هذا في غير محله، او غير منطقي بالاساس، لاني اتمنى ما لا يمكن ان يتحقق، في بلد مليء بالغش و التزوير و الرشاوي و الفساد و الفوضى، هذه الاشياء المفتعله بالاساس لا تدعوا إلى استقرار و احترام العقل.

فالفوضى هي التي تسيير الحياة هناك، و لا احد يستطيع تغير هذه الفوضى لان المستفيدين كثروا، و الترويج للخوف كثر، و ما على المواطن إلا ان ( ينجب و ياكل عسل) و الذي يرضى بغير هذا فله الفوهات مفتوحه و التهم جاهزه و مازالو ذلك.

الذي دعاني إلى قول هذا هو اني قرات هذا الصباح إعلان عن اقامة أمسيه رمضانيه، يدعو لها أصحابها على عنوان ربما لا يمكن ان يسمى عنوان او اي شيء قريب للعناوين، فالعنوان يقول:

تقام الامسيه الرمضانيه في يوم الخامس و العشرين من شهر رمضان الكريم في دار السيد… الواقعه في ساحة حبيب ابن مصاهر الاسدي قرب عربانة عبودي ابو الجاي.

امر غريب ان يعطي شخص عنوان لعربانه، فان ذهب ابو العربانه يعني ضيعته كل شي، أنا لا ادعوا الاقتداء بالغرب او التمثل بهم، لكن اقول تجارب الشعوب تتناسخ و ياخذ البعض من الآخرين الطيب و الصالح، فمتى نتعلم ابسط الأشياء، لا لشيء انما لاجل حب بي اس كي يعرف مكان سكنانا و مكان ما نريد ان نذهب اليه.


مشاركة المقال :


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *