بين التفاهه و القيم او تفاهه بالضروره – أمير الخطيب

امير الخطيب

حين ينشغل الإنسان بالمادة يصبح بالضرورة تافه، و حين يقضي جل وقته في هذا الانشغال، فقد حكمعلى نفسه ان يكون تافه.

الإنشغال بالماده لا يعني فقط ان تجمع او كما نقول بالعراقي تغرف الفلوس، كذلك الانشغال بالمادة لايعني انك تحب المادة، بل تقضي معظم وقتك باللعب الغير مجدي، و التصفح التافهه لمواقع التواصلالاجتماعيه، كذلك تتبع اليوتيوب بالفديوهات التافهه التي تضحكك و انت في القطار او داخل الباص اوحتى في الشارع.

لقد اصبحنا بقوة التكنلوجيا تافهين، و هنا لا استثني احد منا ، نحن سكان الكرة الارضيه الذين نعيش فيالوقت الراهن، و هذه الضروره التي خلقتها التكنلوجيا لنا سببت الكثير من الابتعاد عن القيم و المبادئ،حيث اصبحنا لا نكترث لقضايا الانسان كثيرا، و اصبحنا عبيد تلك الموبايلات بشكل او باخر.

ربما يقول قائل ان هذه سياسه اجبرتنا عليها الإمبريالية الحديثه، او انها مؤامرة صنعها الغرب لخلق هذهالتفاهه التي نحن جميها بها و عليها، لكني اقول، لا و الف لا، لاننا من يختار ذلك الفديو على اليوتيوب وكذلك تلك القفشات الرخيصة المضحكه، نعم نحن من يختار، ان يقضي من اربعه الى سبع ساعات منوقتنا على الموبايل،هذا ما أثبتته بعض التحقيقاتفالشغل الشاغل لنا هو متابعة تلك الترهات.

أنا المباديء و القيم تضمحل بالضروره، و يكون حماسنا مع القضايا الانسانيه فارغ من كل محتوى، حيثان جد الجد يذهب الحماس الى خبر كان.

و نبقى نزعق باعلى أصواتنا اننا كذا، و انناو اننااعتقد الحل بايدينا و علينا ان نخصص الحد الأعلىلمشاهدة الموبايل ساعتين في اليوم، او نقلصه الى اقل من ذلك، فقد اصبح الموبايل وباءً يفتك بنا وبكل قيمنا دون ان نشعر.


مشاركة المقال :


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *