محمد عبد الجبار الجبار الشبوط
بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد اقدم الافكار والمقترحات التالية الى المرشحين فيانتخابات مجلس النواب، والى مجلس النواب ومجلس الوزراء الجديدين من اجل التقدمولو خطوة واحدة نحو تحويل العراق الى دولة حضارية حديثة:
اولا، اخراج وزارات التربية والتعليم العالي والشباب (على الاقل) من المحاصصة.
ثانيا، يتم وضع برنامج مشترك لهذه الوزارات (النظام التربوي الحضاري الحديث) هدفهتخريج جيل من المواطنين الفعالين يكونون القاعدة المجتمعية لقيام الدولة الحضاريةالحديثة
ثالثا، يتولى الوزارات المذكورة اشخاص ذوو مستوى علمي وثقافي عالي ينسجم معمتطلبات د ح ح
رابعا، تشكيل المجلس الدائم للتربية والتعليم والشباب.
والاسباب الموجبة لهذه المقترحات هي:
لا يمكن التفكير، فضلا عن العمل، على اقامة الدولة الحضارية الحديثة في العراق بدوننظام تربوي مصمم لبناء هذه الدولة. بل ان عملية البناء هذه تبدأ منذ الصف الاولابتدائي، اذا لم نقل من الروضة والحضانة. ذلك ان اقامة الدولة الحضارية الحديثةتنطوي على عمليتين في ان واحد، الهدم والبناء. اما الهدم، وهو يشمل الظواهر السلبيةفي المجتمع والدولة، فهو يجري في المجتمع والدولة، في حين ان عملية البناء، اي زرعالقيم الحضارية وبناء الشخصية الصالحة، تتم في المدرسة، وقبلها في البيت.
تقوم الدولة الحضارية الحديثة على عاتق المواطن الفعال، وهو ذلك الفرد الذي يتمتعبالقدر المطلوب من الوعي والثقافة العلمية والسياسية، والشعور بالمسؤولية، بما فيذلك وعي علاقة الحقوق والواجبات بينه وبين الدولة، ومنظومة القيم العليا الحافةبالمركب الحضاري وعناصره الخمسة، اي الانسان والارض والزمن والعلم والعمل.
وفي المدرسة، تستقبل الدولة رعاياها لتنشيء منهم مواطنين فعالين يشكلون اللبناتالاساسية في بناء الدولة الحضارية الحديثة.
وهذا من اهم مهمات الدولة ووظائفها، وهو الذي يفسر التعليم الالزامي الذي تتبناه كلالدول المتقدمة في العالم. وهذا ما نص عليه الدستور في المادة (34/ أولاً) بقوله: “التعليمعاملٌ أساس لتقدم المجتمع وحقٌ تكفله الدولة، وهو إلزاميٌ في المرحلة الابتدائية“. ونحننعلم الان ان كل الدول التي سارت في طريق التقدم المؤدي الى اقامة الدولة الحضاريةالحديثة بدأت بالتعليم وخصصت المبالغ اللازمة للنهوض به وجعله قادرا على الارتقاءبالدولة والمجتمع. ونعلم للاسف ان حكومات ما بعد سقوط الدكتاتورية عام ٢٠٠٣ لم تولالتعليم الاهتمام الذي يتناسب مع دوره في اقامة الدولة الحضارية الحديثة.
وكل هذا يتطلب ان تقوم الدولة بفرعيها، التنفيذي و التشريعي، بوضع نظام تربويحديث يتكفل بتخريج اجيال من المواطنين الفعالين الحضاريين المؤهلين. وذلك وفقالخطوط العريضة التالية:
الاطار العام للنظام التربوي الحديث: فكرة الدولة الحضارية الحديثة، بوصفها الكيانالكلي لاشتغال المركب الحضاري وقيمه الحافة بعناصره الخمسة والقائمة على اسسالمواطنة والديمقراطية والقانون والمؤسسات والعلم الحديث.
العمود الفقري للمحتوى: منظومة القيم العليا الحافة بالمركب الحضاري وعناصرهالخمسة.تقوم المدرسة بزرع القيم الحضارية في نفوس الطلبة من خلال المقررات المدرسيةالمعتادة والانشطة الصفية واللاصفية.
الهدف والمخرجات المتوقعة: تنشئة اجيال من المواطنين الفعالين من خلال تربية الطالبعلى منظومة القيم العليا الحافة بالمركب الحضاري وعناصره الخمسة.
المدى الزمني: ١٢ سنة متداخلة تبدا كل (١٢) سنة من الصف الاول ابتدائي وتنتهيبالصف السادس ثانوي.
المدرسون: يتم اعداد وتأهيل المعلمين والمدرسين من الجنسين في ضوء متطلبات النظامالتربوي الحديث.
المدارس: تقوم وزارة التربية بتشييد المباني المدرسية وتأثيثها في ضوء متطلبات النظامالجديد.
مدارس مجمع بسمايا: يمكن الشروع بتطبيق النظام التربوي الحديث في مدارس مجمعبسمايا والمدارس الاهلية والمدارس الحكومية النموذجية والتوسع تدريجيا.
الاشراف العام: يشرف على تنفيذ وتطبيق النظام التربوي الحديث وستراتيجيته المجلسُالدائم للتربية والشباب، وهو هيئة مستقلة، تؤسس بموجب المادة ١٠٨ من الدستور،ويتألف من اشخاص متطوعين (يعملون بدون اجر) يتم اختيارهم خارج نظام المحاصصةالحزبية، على ان تكون العضوية دائمية لا يقطعها الا الموت او الاستقالة او سبب جنائي. ويتالف الجهاز التنفيذي للمجلس من موظفين منسبين من وزارات التربية والتعليموالشباب.