العين / المستقل
ظافر جلود
شهدت مدينة العين في الامارات العربية المتحدة جلسة حوارية ثقافية أقامها مركز أبو ظبي للغة العربية مع قامة ثقافية إماراتية ، وبجلسة حوارية بعنوان” جسور الثقافة: الترجمة والقراءة”، والتي تحدث فيها معالي زكى أنور نسيبة، المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة، الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات العربية المتحدة، في مجلسه بمنطقة المرخانية بالعين.
وادار الجلسة الأستاذ سعيد حمدان الطنيجي المدير التنفيذي للمركز، الذي تحدث في بداية قائلا: “أن الثقافة تعبر عن الهوية والأصالة الاجتماعية والإنسانية وعن الوطنية، كما أن الثقافة الأصيلة تشجع على التقارب بين الشعوب الأخرى، وعلى التسامح والتعاون والتضامن المجتمعي، مؤكدا أن الثقافة هي القوة الناعمة المؤثرة في نفوس وعقول الآخرين، وهي الرافعة لسمعة ومكانة الدولة وشعبها.
واستذكر الطنيجي اللقاء الأول الذي جمعه مع الدكتور زكي نسيبه قبل أكثر من 10 سنوات وكانت حول نهضة التعليم واللغة والترجمة في دولة الامارات وما صاحب هذه النهضة من ريادة وتميز في مختلف المراحل التعليمية.
معتبرا أن مفهوم القوة الناعمة في التعليم يشكل جزءاً مهماً من معادلة التعليم الدولية، وأصبح هذا المفهوم منطلقاً مهماً للمشاركة الدولية في التعليم وتعزيز التبادلات الدولية بين الدول وبعضها البعض، حيث آمن المغفور له الشيخ زايد بأن التعليم هو القوّة الناعمة التي ستقود المجتمع إلى مصاف الدول المتقدمة
وكان الدكتور علي بن تميم رئيس مركز أبو ظبي للغة العربية قد افتتح الجلسة بالإشادة بالدور الثقافي والإنساني لمعالي المستشار الدكتور زكي نسبيه في ترسيخ دعائم الثقافة واللغة العربية في المجتمع الاماراتي من خلال اداراته لمؤسسات ثقافية في الدولة كذلك لدوره في تقديم مقترحات مثل جائزة الشيخ زايد للكتاب وتأسيس مركز الموسيقى الكلاسيكية، إضافة الى مراكز ثقافية وادبية وفنية أسهمت بنمو الفكر وتطور المعرفة.
وأشار نسيبه حول الرؤية الاستراتيجية لدولة الإمارات في دعم الثقافة واللغة العربية باعتبارها دعامة رئيسية في عملية استئناف الحضارة التي تقودها الإمارات.
واضاف : كما ان التنوع الثقافي ليس مُجرّد وجه من وجوه مُجتمعنا، إنه جوهر هويتنا كإماراتيين ومواطنين عالميين، إذ تُرحّب الإمارات بالتنوع الثقافي مع تكريس الحفاظ على الهوية الإماراتية والتمسك بالتراث العريق للدولة بما في ذلك ثوابت الدين واللغة والتقاليد. كما تقف دولتنا كمثال ساطع للتسامح والوئام والوحدة والانسجام، حيث يتعايش الناس من أكثر من 200 جنسية بسلام، ويتشاركون ثقافاتهم ولغاتهم بروح من الاحترام المُتبادل. وهذا التنوع ليس مصدراً للفخر الوطني فحسب، بل هو أيضاً قوة دافعة للتماسك الاجتماعي والازدهار الاقتصادي والتنمية المُستدامة».
وأوضح نسيبه أن المغفور له الشيخ زايد طيب الله ثراه، كان شخصية لها وزن كبير ما بين الناس والعالم، والدخول في مجلسه دائمًا له رهبة. وخلال فترة عمله كمترجم للمغفور له الشيخ زايد طيب الله ثراه، قابل عددًا كبيرًا من الدبلوماسيين الذين كانوا يشعرون بالرهبة عند الدخول إلى مجلسه.
وعن تاريخ الدبلوماسية الثقافية في الإمارات ونهج الأب المؤسس الشيخ زايد “رحمه الله” ودوره في ترسيخها قال نسيبة: “عندما ننظر إلى ما حولنا اليوم ونعود بالذاكرة إلى البدايات والتي انطلق منها الشيخ زايد “رحمه الله”، نستطيع أن نقدّر فعلاً قيمة الجهد الذي قام به ..ونستذكر هنا الظروف التي كانت سائدة في المنطقة عندما قرّر الشيخ زايد بناء الدولة، حيث تغلّبت الإرادة والمقدرة والرغبة والإيمان على كافة التحديات التي وقفت أمام بناء الدولة الذي كان يُمثّل المسار الأول الأكثر أهمية بالنسبة له، أما المسار الثاني فيكمن في عزم الشيخ زايد على بذل كافة الجهود للوصول بالخير الذي أنعم الله به على الإمارات إلى أبناء شعبنا أولاً ليعيشوا في مجتمع يوفّر لهم الكرامة والسعادة والاستقرار، بالإضافة إلى مدّ يد الخير إلى جميع من حولنا، أما المسار الثالث فقد تمثّل في رغبة الشيخ زايد “رحمه الله” في مدّ جسور التواصل مع كل دول العالم، وأن نفتح الأبواب أمام كل ثقافات وحضارات العالم وهكذا بدأت المسيرة”.
وتطرق معاليه إلى تجربته الشخصية بالترجمة للراحل الشيخ زايد في هذا المجال وعلى الأخص في تأسيس مكتب الدبلوماسية الثقافية والعامة في وزارة الخارجية والتعاون الدولي بتوجيهات من سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي حيث أمر سموه بتأسيس مكتب خاص بالدبلوماسية الثقافية والعامة في الوزارة.
وتابع: «لقد أدركت حكومتنا أن التراث الثقافي الغني لدولة الإمارات يلعب دوراً حاسماً في دعم التنمية المُستدامة، وتعزيز ريادة الدولة في المنافسة العالمية. وحرصت على احتضانه وتسخير قوته التحويلية لدفع التغيير الإيجابي والابتكار، وإبرازه كقوة جذب للاستثمارات، ومصدر إلهام لمبادرات تنمية السياحة المُستدامة، والتي تُسهم بمجملها في الرخاء الاقتصادي والرفاهية الاجتماعية لكل القاطنين على أرض الإمارات على المدى البعيد».
وأضاف: «في عالم متزايد التناغم والترابط والتنوع، لا يُمكن المُبالغة في أهمية التنوّع الثقافي، فهو في دولة الإمارات مصدر للقوة والمرونة والابتكار، ويُعزّز التفاهم المُتبادل والاحترام بين أفراد مجتمعها من مختلف الخلفيات والمعتقدات والتقاليد».
وأضاف معاليه: “تبلغ نسبة المتعلمين في دولة الإمارات 93%، ويزورها أكثر من 15 مليون سائح سنوياً، كما تتجاوز نسبة خريجات الجامعات من النساء أكثر من 70%.. ونفتخر بأن جهود الإغاثة والتنمية الإماراتية وصلت إلى أكثر من 147 دولة في العالم من خلفيات دينية وثقافية مختلفة.. كماأن الإمارات موطن لأكثر من 40 كنيسة وأماكن عبادة أخرى، بالإضافة إلى العديد من مراكز التعلّم والثقافة المشهود لها دولياً، مثل جامعة باريس السوربون، وجامعة نيويورك، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ومتحف اللوفر أبو ظبي”.
ثم قام المشاركون بالجلسة بالتجول بصحبته في منزله المتحفي العامر بما لذ وطاب من كتب ولوحات تشكيلية وتحف، ما يذكر بمقولة بورخيس الشهيرة أنه يتصور الجنة على هيئة مكتبة، وهكذا كان البيت الذي شرفنا بزيارته، يشبه بما يضمه من متحف فني ومكتبة كبيرة جنان الخلد.
Hi there, I discovered your blog by the use of Google at the same time as searching for a similar matter, your website came up, it looks great. I have bookmarked it in my google bookmarks.
Great remarkable things here. I am very glad to see your article. Thank you a lot and i am having a look forward to touch you. Will you please drop me a e-mail?
Can I simply say what a aid to seek out someone who actually knows what theyre talking about on the internet. You positively know how to deliver an issue to gentle and make it important. More people have to learn this and perceive this aspect of the story. I cant believe youre no more fashionable since you definitely have the gift.
zyt5dp