التعداد السكاني في العراق والتخطيط المستقبلي

التعداد السكاني في العراق والتخطيط المستقبلي

عامر هشام الصفّار

لعل واحدة من أهم المستلزمات للبدء بالتخطيط لمستقبل الأوطان هو توفر البيانات والمعلومات الصحيحة الدقيقة ومن مصادرها الاصلية، بما يخص الشعب وأحتياجاته، إضافة لبيانات أخرى متعلقة بهذا الشأن، مما يوفره ما أصطلح عليه بالإحصاء السكاني العام.
وقد أحسنت وزارة التخطيط في العراق بأن دعت لإجراء إحصاء سكاني عام في عموم أرجاء الوطن وذلك للفترة من 20 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي وحتى العاشر من شهر ديسمبر/ كانون الأول المقبل، على أن يتم حظر التجوال ليلة 19 /20 نوفمبر لمستلزمات هذا التعداد، والذي سيكون تعدادا إلكترونيا ولأول مرة مما يستوجبه العصر، ويسّهل حساب النتائج بدقة، ورسم البيانات الواجبة بهذا الخصوص.
ومما يذكر فإن التعداد السكاني يجري في العراق اليوم بعد ما يقرب من 40 عاما لم يتم فيها مثل هذا التعداد الضروري. فقد كان آخر إحصاء سكاني في العراق عام ١٩٨٧ في حين أن إحصاء عام ١٩٩٧ لم يشمل منطقة كردستان العراق.
‏ولابد هنا من أن أشير إلى فوائد التعداد السكاني العام ومنها:
▪️التخطيط الحكومي والخدمات العامة: يساعد التعداد السكاني الحكومات على التخطيط لتوزيع الموارد والخدمات العامة حيث تتوضح الحاجات للمدارس والمستشفيات و المواصلات، والبنية التحتية الضرورية بناءً على احتياجات السكان الفعلية.
▪️التنمية الاقتصادية: يوفر الأحصاء السكاني العام بيانات دقيقة حول عدد السكان وتوزيعهم العمري، مما يساعد الحكومات والمستثمرين على فهم السوق والعمل على تحسين التخطيط الاقتصادي وتوزيع الأستثمارات.
▪️التخطيط العمراني والإسكان: يساعد الأحصاء السكاني العام على تحديد الأماكن التي تحتاج إلى
تطوير عمراني أو توسع في مشاريع الإسكان.
▪️السياسات الاجتماعية: يساهم الأحصاء السكاني العام في فهم المشكلات الأجتماعية مثل البطالة أو الفقر، مما يساعد على وضع السياسات والبرامج المناسبة.
▪️إعداد الخطط التعليمية: يساعد على تقدير عدد الطلاب المتوقعين في المستقبل وتحديد احتياجات التعليم.
▪️البحوث العلمية والدراسات: توفر الأحصاءات السكانية بيانات أساسية للباحثين لدراسة التغيرات الأجتماعية والسكانية.
ولابد هنا من التأكيد على أن البيانات التي يتم جمعها من خلال عملية التعداد السكاني العام ستساهم في إتخاذ قرارات مستنيرة، ومبنية على معلومات واقعية لخدمة المجتمع بشكل أفضل. وهذا بالتأكيد هدف كبير تسعى أليه الدول والشعوب في مسيرتها الحضارية.

(Visited 6 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *