قراءة في كتاب “حقيقة تاريخ عمان ” – ظافر جلود

قراءة في كتاب “حقيقة تاريخ عمان ” – ظافر جلود

الشيخ الدكتور سلطان القاسمي يدحض عن حقائق مغيبة بتاريخ عمان

قراءة : ظافر جلود

عن دار “منشورات القاسمي ” صدر كتاب جديد لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بعنوان “حقيقةُ تاريخِ عُمانَ

الكتاب يقع في “33” صفحة من القطع المتوسط ويقدم حقائق تاريخية عن عمان كانت مغيبة ومجهولة، فقبل نحو الألف وخمسمائة سنة قبل الميلاد، عاش سكان عُمان تغيرات مثيرة، فقد دخل إلى أرض عُمان أعداد كثيرة من البشر، قادمين من الأحقاف الواقعة بين المهرة وصلالة، والتي كانت تبعد مسيرة نصف يوم عن صلالة.

المؤلف الشيخ الدكتور سلطان القاسمي في هذا الكتاب يدحض بما ذهب بعض المؤرخينومنهم مؤرخ الانساب سَلَمَةُ بنُ مُسْلِم بنِ إبْرَاهيمَ الأزدي حينما وقع بخطأ عظيم حينذكر أن أهل عُمان وسـكانها من الفرس، وتبعهمؤرخو عُمان. ولتصحيح ذلك الخطأ يذكر سموه: إن سـكان عُمـان هم من الحميريين الذين اتخذوا ظفار عاصمة لهم، ثم إن قـوم عـاد دخلوا عُمـان مع النبي هـود عليـه الـسلام، ومن ثم لحق من بهم ممن ارتحلمن ساحل المهرة، والبدو من الصحراء وإنهناك ملوكا عربا قد حكموا عُمان من أمثال باد ومن بعده الملك ما كان.

وحينما قـام الملك قـورش بمحاولة احتلالعُمان، استنجد الملك ما كان بالملكالآشوري آشور بانيبال والذي شن هجوما على فارس وقهر الخمينيين واحتـل شـوش بخوزسـتان (عربسـتان) ، حتـى وصـل إلـى ديزفـول عنـد الجبال ، وهـي البوابـة إلـى عمـق فـارس ، وأخـذ يهدد دولـة الخمينيين ،مما اضطر الملك قورش إلى التوقف عن تهديد عمان.

فيما جاء ذكر الملك الفارس دارا بن دارا، وهو الملك داريـوس بـن داريـوس، والذي حكمفارس ما بني سنة 335 إلى 330 قبل الميلاد،وبذلك يكون وقوع السيل العرم في ذلك التاريخ، إن ادعـاء التملـك لعمـان مـن قبـل الحكام الفرس، لقى أصداء في التاريخالعماني، كما جاء في كتاب كشف الغمة ، الذي يحكي قصـة الحرب بني الأزديينوالحكام الفرس .

وقيل أن الأزدي سمت عمان (عُمانا) لأن منازلهم كانت على واد لهم بمأرب يقال له عمان فشبهوها به ومن أقدم المؤرخين الرومان الذين ذكروا عُمان بهذا الاسم لينوس الذي عاش في القرن الأول للميلاد 23 م – 79 م فقد ورد في كتاباته اسم مدينة تسمى عمان (OMANA) وكذلك ورد هذا الاسم عند بطليموس الذي عاش في القرن الثاني للميلاد ويظن جروهمان أن عمان المذكورة عند هذين المؤرخين هي صحار التي كانت تعد المركز الاقتصادي الأكثر أهمية في المنطقة في العصر الكلاسيكي، وقد عرفت عمان بأسماء أخرى فقد أطلق عليها السومريون ودول بلاد ما بين النهرين اسم مجان ربما نسبة إلى صناعة السفن التي تشتهر بها عمان، حيث ورد في النقوش المسمارية بأن مجان تعني هيكل السفينة كما سماها الفرس باسم مزون، وورد اسم عمان في المصادر العربية على أنها إقليم مستقل.

لذلك ومن أواخر القرن 15 كانت سلطنة عُمان إمبراطورية قوية تتنافس مع المملكة المتحدة والبرتغال على النفوذ في منطقة الخليج العربي والمحيط الهندي وذروتها في القرن 19، النفوذ العُماني وسيطرته التي تمتد عبر مضيق باب السلام إلى العصر الحديث الإمارات وباكستان وإيران وجنوباً حتى زنجبار، وكانت مسقط الميناء التجاري الرئيسي في منطقة الخليج العربي ومن بين أهم الموانئ التجارية في المحيط الهندي.

ففي الكتابات السومرية تشير أن عُمان كانت محطة وصل مهمة للقوافل التجارية وعرفت هذه المنطقة التاريخية باسم جبل النحاس ولها ارتباط بثقافة أم النار وصلات تجارية مع بلاد الرافدين ولا يعرف الكثير عن طبيعة النظم في تلك المستوطنات الصغيرة،لكنها اختفت من النصوص السومرية مبكراً في العام 1800 عام قبل الميلاد.

وبالتأكيد تعود بداية حضارة الإنسان في عمان إلى الألف الثامنة ق.م، وفيها صنع الإنسان العماني أدواته من الحجر العادي وهناك آثار ونقوش في عمان ترجع إلى ذلك العصر. وتتعدد تلك النقوش في عمان ما بين الحفر على الصخر في شمال عمان، إلى استخدام الألوان في جنوبها في ظفار، وتبدو في تلك النقوش صور بشرية وحيوانات برية، كما عثرت البعثات الأثريةفي عمان على أدوات عديدة تنتمي إلى هذا العصر مثل الفؤوس وأدوات الصيد، وهياكل عظمية لحيوانات برية، وأدوات حجرية، ونقوش في ظفار وسيوان. فيما تم اكتشاف العديد من مواقع التجمعات البشرية والمستوطنات الكبيرة على السواحل وفي الأودية وعلى سفوح الجبال، وعثر على عظام الحيوانات مثل الأبقار والظباء والجمال، وتعد آثار رأس الحمراء بمسقط أهمها على الإطلاق، كما تشير محتويات موقع حفيت وآثار بات على الوضع الحضاري لتلك العصور في عمان، ومن أبرز المواقع التي عثر فيها على شواهد أثرية.

أما بالنسبة لاسم عمان فقد ورد في هجرة القبائل العربية من مكان يطلق عليه عُمان في اليمن، كما قيل إنها سميت بعُمان نسبة إلى عُمان بن إبراهيم الخليل عليه السلام وقيل أنها سميت بهذا الاسم نسبة إلى عُمان بن سبأ بن يغثان بن إبراهيم. كانت عمان في القديم موطنًا للقبائل العربية التي قدمت إليها وسكن بعضها السهول واشتغلت بالزراعة والصيد واستقر البعض الآخر في المناطق الداخلية والصحراوية واشتغلت بالرعي وتربية الماشية.

في العصور الوسطى كان اسم عمان يطلق على كل ذلك الجزء من الجزيرة العربية الذي يقع شرقي قطر ثم جنوبًا إلى المحيط الهندي، ولكن بدءًا من القرن الثامن عشر كان هذا الاسم يطلق على الزاوية الجنوبية الشرقية من شبه الجزيرة العربية والتي تشكل اليوم سلطنة عمان والساحل المهادن.

(Visited 7 times, 7 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *