محمد الكلابي / كاتب وصحفي
أصبحت فضيحة محمد جوجي عنوانًا جديدًا لألعاب القذارة في السياسة العراقية، حيث تتصاعد معركة خلف الكواليس بين الأفاعي السياسية التي تتقاذف بالتهم والأكاذيب. نعم، هذه هي السياسة العراقية: لعبة قذرة يديرها مجموعة من الفاسدين المتخفين خلف قناع النزاهة.
لنكن صرحاء، جوجي ليس سوى قطعة شطرنج في لعبة أكبر من حجمه، لعبة يديرها مسؤولون يتقنون فن التلاعب والمراوغة. التسريبات التي خرجت من هاتفه لم تكن مجرد معلومات عابرة، بل كشفًا عن شبكة فساد عميقة ومتجذرة. التصريحات التي نسمعها عن محاولات الحكومة إغلاق الملف بسرعة تبدو وكأنها نكتة سمجة، حيث يحاولون التظاهر بأن الأزمة مجرد زوبعة في فنجان.
ووفقًا لمصادر خاصة لموقع “اندبندنت عراق”، فإن التسريبات لم تكشف فقط عن تعليمات لتشويه سمعة القضاة، بل تم عرض معلومات صادمة تتعلق بتفاصيل كيفية إدارة العمليات المظلمة في السياسة العراقية. تصريح خاص من أحد المصادر أضاف: “التسريبات كشفت عن أن بعض المسؤولين لم يترددوا في استخدام الفساد كأداة للابتزاز السياسي. المدهش أن هناك مقاطع مسجلة توضح أن أحد المسؤولين في الحكومة كان يطلب رشوة ضخمة مقابل خدمات سياسية معينة، وهذا ليس إلا غيض من فيض”.
وفي الجانب الآخر، يحاول القضاء أن يبدو كالبطل الذي يقف في وجه الفساد، لكن هل نصدق حقًا أن هذا “البطل” ليس جزءًا من اللعبة؟ مصدر قضائي أكد لموقع “اندبندنت عراق”: “الادعاء بأن القضاء بريء من الفساد هو كذبة كبيرة. هناك تسريبات تظهر أن بعض القضاة كانوا يتلقون ضغطًا مباشرًا من الأحزاب السياسية للتأثير على نتائج التحقيقات. القضاء ربما يلعب دور البطولة في الإعلام، لكن في الواقع، هو نفسه جزء من الشبكة الفاسدة.”
كل هذا يحدث في أجواء تتسم بالضغط السياسي والابتزاز، حيث تتصارع القوى السياسية لانتزاع أكبر قدر من المكاسب من هذا الاضطراب. أليس من المضحك أن نرى كيف أن الفاسدين يتبادلون التهم، بينما هم جميعًا غارقون في المستنقع نفسه؟ كما نقلت مصادر “اندبندنت عراق”، فإن “الفضيحة ليست سوى فرصة ذهبية لكل طرف سياسي لاستغلالها في صراعاته الداخلية، بينما الحقيقة تُدفن تحت أكوام من الكذب والنفاق.”
لنواجه الحقيقة: هذه الفضيحة هي مجرد حلقة جديدة في مسلسل الفساد المتكرر. ما نراه الآن ليس سوى عرض سيء يتمثل في محاولة فاشلة لتغطية عيوب نظام سياسي متهالك. هل سيتغير شيء في نهاية المطاف؟ على الأرجح، ستظل الأمور على حالها، مع تصاعد الفضائح والفساد كما هو الحال دائمًا.