د. رقيق عبد الله / كاتب جزائري
ان السـقوط الاخلاقـي الـذي يشـهده العالـم مـن انتهـاك امريكـي لاكثـر مـن 400 قـرار دولـي وخروجهـا مـن كل المواثيـق والاتفاقيـات الدوليـة التـي تجـرم قتـل الانسـان واهانـة كرامتـه جعـل مـن القضيـة الفلسـطينية هـي قضية مركزيــة فــي صــراع الحقيقــة والوجــود ،هــذه الحقيقــة التـي تجبرنـا علـى طـرح السـؤال الاهـم مـا فائـدة هـذه المؤسسـات الدوليـة والهيئـات الامميـة اذا كانـت عاجـزة
فـي حمايـة المدنييـن والإنسـان ؟ فمـا يعانيـه الشـعب الفلسـطيني والحـرب الشـاملة التـي يشـنها الكيـان الصهيونـي علـى العـزل والمدنييـن في غزة والضفـة وكل أرض فلسـطين جعـل شـعوب العالـم الحـر فـي حالـة عجـز وحيـرة امـام عـدم صلاحيـة هـذه الهيئـات الدوليـة والتـي هـي فـي حالـة اختطـاف مـن طـرف دول إمبرياليــة وامريــكا تحديــدا، فحــق الشــعب الفلســطيني تجـاوز انشـاء الدولـة وكرامـة العيـش بـل اصبـح الحديـث عــن حــق الحيــاة الاكل والمــاء وأصبحــت المؤسســات الدوليــة تناقــش إمكانيــة المجاعــة والمســاعدات تكــدس فــي معابــر المــوت، فأليــات المــوت الأمريكيــة التــي يرتكـب بهـا الكيـان الصهيونـي مجـازره لا يمكـن أن تمـر دون محاسـبة اذا أراد العالـم الحـر احتـرام مـا تبقـى لـه مـن قيـم التـي انتهـت فـي نظـري وفـي وجـدان كل مـن آمـن بأولويـات الحقيقـة. فالتاريـخ الإنسـاني مـر بالعديـد مـن الازمـات والحـروب التـي ارهقـت الانسـانية ولكنهـا لــم تعدمهــا، امــا مــا نشــهده اليــوم مــن مجــازر لهــذا الكيـان الغاصـب علـى شـعب اعـزل واحتـلال اسـتيطاني انحلالـي ورفـض دائـم مـن امبرياليـة القتـل الغربيـة فـي احــلال الســلام ووقــف اطــلاق النــار ومعالجــة مشــكلة الاحتــلال التــي ســبقت الســابع مــن اكتوبــر، فالســابع مـن اكتوبـر ليـس بدايـة المشـكلة وانمـا هـو نتـاج تلـك المشـكلة لاحتـلال واسـتيطان صهيونـي وممارسـة القتـل والحصـار وتدنيـس للمقدسـات التـي ضمنـت حمايتهـا كل الشـرائع السـماوية والارضيـة كـذا القوانيـن والمواثيـق الدوليـة، ونظـرت امريـكا وحلفاءهـا برؤيـة ضبابيـة للحـل فـي حـق الشـعب الفلسـطيني فـي وجـود دولتـه والعيـش فـي ظلهـا بكرامـة وسـلام ورأت امريـكا ذلـك الحـل بعيـدا جــدا ورآه العالــم الحــر والانســان الفلســطيني المقــاوم والصامــد قريبــا كمــا زوال الظلــم والكبريــاء. فالمشــاهد لمــا يرتكبــه الكيــان الصهيونــي مــن دمــار ومجــازر واعدامــات ميدانيــة لاطفــال ومدنييــن وتجريــف للمقابــر وانتهــاك حرمــة الموتــى لا يمكنــه ان يــرى الحقيقــة ولا يمكنـه ايضـا احتـرام قيـم الانسـان والامـم التـي تصـرخ ضــد تلــك الافعــال التــي فقــدت الإنســانية مــن خلالهــا ضميرهـا ومشـاعرها. علـى العالـم ان يـدرك ان انتهـاك القــرارات الدوليــة وارتهــان مؤسســاتها ســيكون لــه اثــار علــى مســتوى الفــرد والبنــاءات الاجتماعيــة فــي كل العالــم، ومــا رجــوع مركزيــة القضيــة الفلســطينية للسـاحات والشـوارع وايمـان شـعوب العالـم الحـر بهـذه القضيــة لهــو اكبــر دليــل علــى نصــر الإنســان للقضيــة الفلسـطينية العادلـة. سـينتصر الإنسـان فـي فلسـطين كما انتصــر فــي جزائــر الشــهداء وســترفرف اعلامــه فــوق بلدانهــم وهيئاتهــم الامميــة فهــذا وعــد الســماء وازليــة التاريـخ الـذي تعلمنـا منـه دائمـا ان ارادة الشـعوب مـن ارادة الخالــق وارادة الخالــق لا تقهـر