العودة إلى الوطن – شتات العراق

العودة إلى الوطن – شتات العراق

ماريان روثمان
كاتبة وباحثة أمريكية
متخصصة في التواصل الثقافي
العودة بعد سنوات من الحرب

شهد العراق أوقاتًا عصيبة، مع عقود من النزاع والحرب التي أدت إلى تشتت كبير للشتات عبر العالم. لجأ العديد من العراقيين إلى الخارج بحثًا عن الأمان والاستقرار والفرصة، وأقاموا حياة جديدة في أراضي أجنبية. والآن، مع تقدم العراق تدريجيًا نحو السلام والإعمار، تزداد الاهتمامات بين الشتات للعودة إلى الوطن.

قرار معقد
بالنسبة للعديد من العراقيين المقيمين في الخارج، يعتبر قرار العودة إلى الوطن معقدًا ومتعدد الجوانب. بينما هناك شعور عميق بالانتماء والحنين إلى الوطن، هناك أيضًا اعتبارات ومخاوف عملية. فقد تركت سنوات الحرب العراق ببنية تحتية هشة، وفرص عمل محدودة، وتحديات أمنية مستمرة. فإن احتمال العودة إلى بلد لا يزال يتعافى من النزاع يمكن أن يكون مربكًا.

التغلب على التحديات
قد يواجه العراقيون العائدون مجموعة من التحديات أثناء إعادة اندماجهم في المجتمع. أحد التحديات الرئيسية هو إعادة بناء العلاقات والشبكات التي قد تكون قد فقدت أو ضعفت على مر السنين. إن الروابط العائلية والعلاقات الاجتماعية أمر أساسي للدعم والتوجيه، وإعادة بناء هذه العلاقات يستغرق الوقت والجهد.

التحدي الآخر هو العثور على وظيفة واستقرار اقتصادي. فقد تأثر الاقتصاد العراقي بشدة بسنوات النزاع، وقد تكون الفرص الوظيفية محدودة، خاصة بالنسبة لأولئك العائدين بمهارات وتجارب اكتسبوها في الخارج.

استغلال الفرص
على الرغم من التحديات، يجلب العراقيون العائدون معهم ثروة من المعرفة والمهارات والتجارب التي يمكن أن تسهم في إعادة إعمار وتطوير البلاد. لقد ازدهروا في بلدانهم المعتمدة، واكتسبوا خبرات قيمة في مجالات مختلفة مثل الطب والهندسة والأعمال والتعليم. يمكن أن تحقق عودتهم إلى العراق إعادة حيوية وأفكار جديدة إلى اقتصاد ومجتمع العراق.

دور الحكومة والمجتمع الدولي
تسهيل عودة شتات العراقيين يتطلب جهدًا منسقًا من الحكومة والمجتمع الدولي. يمكن للحكومة العراقية إنشاء حوافز وسياسات لجذب العراقيين العائدين، مثل تقديم امتيازات ضريبية، وتسهيل الوصول إلى الإسكان والرعاية الصحية، وتقديم الدعم لريادة الأعمال وخلق الوظائف.

يمكن أيضًا للمجتمع الدولي أن يلعب دورًا حاسمًا من خلال تقديم الدعم والموارد لمساعدة في إعادة بناء البنية التحتية والاقتصاد العراقي. ويمكن أن يشمل ذلك تمويل مشاريع البنية التحتية، والمساعدة الفنية لبناء القدرات، ودعم المبادرات التي تعزز المصالحة والتماسك الاجتماعي.

عودة الأمل
إن عودة شتات العراقيين لها القدرة على أن تكون عودة للأمل، مشيرة إلى فصل جديد في تاريخ العراق. من خلال استغلال مهارات ومواهب وتجارب شتاتها، يمكن للعراق أن يعيد بناء وإحياء اقتصاده ومجتمعه، مما يمهد الطريق لمستقبل أفضل لجميع العراقيين.

 

(Visited 96 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *