الحُبُّ لا يُختزلُ بيوم / نهلة الدراجي

     نهله الدراجي

تتسابق الكلمات لتلامس ذلك الشعور السامي الذي لطالما ألهم الشعراء ولامس مشاعر العشاق، إنهالحب.. ذلك الشعور الإنساني العميق، وربما تناسينا وسط انشغالات الحياة. الإحساس الذي لا يحتاج إلىتقويم يحدده، ولا إلى مناسبة تذكرنا به..

في الرابع عشر من هذا الشهر، يتجدد الحديث عن عيد الحب، وتتزين واجهات المحلات بالقلوبالحمراء، وتمتلئ الشوارع بعبق الورود، معلنةً قدوم ما يُسمى بيوم الحب، وكأن العاطفة تحتاج إلىتصريح سنوي بالوجود، وكأن المشاعر يجب أن تُحصر في يوم واحد لتُمنح حقها في الظهور.

لنتساءل هنا: هل الحب مجرد لحظة احتفالية عابرة؟ أم أنه أعمق وأشمل من أن يُختزل في مناسبة؟

الحب، ذلك الشعور الذي لا يمكن حصره في علاقة عاطفية بين رجل وامرأة، بل هو مفهوم أوسع وأعمق،يتجلى في كل تفصيلة من تفاصيل حياتنا. إنه الحب الذي يجب أن نحمله تجاه ذواتنا، وعائلاتنا،وأصدقائنا، حتى تجاه الغرباء الذين يجمعنا وإياهم هذا الوجود. لكنه، وللأسف، أضحى اليوم مقصورًاعلى صور معينة، محصورًا في إطار المشاعر الرومانسية، رغم أن جوهره الحقيقي يتعدى ذلك بكثير.

لو تأملنا في واقعنا، لوجدنا أن الحب لم يعد مجرد شعور، بل تحول إلى رفاهية في زمن يضج بالصراعاتوالضغوطات. أصبحنا بحاجة إلى جرأة لنحكي عن الحب وسط عالم يئن تحت ثقل الحقد والمصالح،وكأن المحبة باتت شعوراً نادراً، لا يجدر بنا الحديث عنه إلا في مناسبات محددة. لماذا ننتظر ما يُسمىبعيد الحب كي نتذكر الحب؟ ولماذا لا نعيشه كل يوم، في كل لحظة، ونجعل منه أسلوب حياة ينعكسفي سلوكياتنا؟

ففي زمن تآكلت فيه القيم الإنسانية، صار الحب أشبه بمفهوم غريب، غير مستساغ لدى البعض، كأنهرفاهية لا يحق للجميع امتلاكها. لكنه في الحقيقة ضرورة، بل ربما هو آخر ما تبقى لنا لنحافظ علىإنسانيتنا وسط هذا العالم المليء بالإحباط والخذلان.

إن الحب ليس مجرد كلمات تُقال، أو هدايا تُقدم في يوم معين، بل هو فعل مستمر، يتجلى في الاحترام،في التقدير، في العطاء بلا مقابل، في أن نكون صادقين مع أنفسنا ومع من حولنا. الحب هو أن نمنح الأمللمن فقده، وأن نكون سندًا لمن يحتاج إلينا، أن نؤمن بأن الخير لا يزال موجودًا رغم كل ما يحيط بنا منتعقيدات.

فإن كان هناك ما يستحق أن نحتفل به، فهو أن نعيد للحب مكانته الحقيقية، التي تجعلنا أكثر إنسانية،وأكثر تسامحًا، وأكثر قدرة على رؤية الجمال في عالم يحاول أحيانًا أن يخفي نوره خلف غيوم الحزنوالألم، أن نحرره من قيود التواريخ، أن نسمح له بالوجود في كل تفصيلة من تفاصيل حياتنا، في تعاملاتنااليومية، في كلماتنا، في أفعالنا، ولعل أجمل ما يمكن أن نفعله هو أن نجعل كل أيامنا مليئة بالحب، بلاانتظار ليوم محدد، وبلا توقيت مسبق.

لأن الحب لا يحتاج إلى موعد، بل يحتاج فقط إلى قلوب بيضاء نقية تنبض به، وتؤمن بأنه وحده قادر علىإعادة الروح إلى هذا العالم.

                                      

(زمن الولاء الطائفي)

     (نصير جبرين)

اليوم يوم الولاء الطائفي، فقد عمت عيونهم، من لمعان الذهب المخزون في بيوتهم  ويعانون منالتخمه المفرطه .

اصبح الكذب ثقافه في الوقت الحاضر ويعد الكذاب من المثقفين الفطاحل له مكانته المميزه فيالمحافل .

ومن لايعتمد الكذب فهو متخلف أمي احمق مكانته مع صبيان القريه عندما تقام الولائم .

اصبح الكاتب والاديب مهمش وصاحب الاختصاص مبعد من اختصاصه وخبرته المتراكه .

اصبحت الطبقه المتحضره تعاني من الفقر المدقع .

عراقنا في محنةكبرى عيبنا أننا نكذب ، وسيد العيوب الكذب ، ومشكلتنا أنّ كذبنا من النوع الثقيل، الأسود الذي يدفع البلاد نحو الخراب والدمار ، ويزرع الفتنة في كل بيت ، ويسفح الدماء على وجوهالشوارع والحارات ، ومحنتنا الكبرى ، أنّ كذبنا أوصلنا إلى أسفل سافلين ، وأصبحنا بفضله الأمة الأكثرضحكاً عليها ، ولا زلنا نتمسك به ، باعتباره السمة الأبرز التي تميزنا عن الآخرين .

السياسي لا يستطيع الوصول إلى ما يريد إلا إذا ارتقى سلّم الكذب ، والشعب لا يحلو له النوم إلا بينأحضان التصريحات الكاذبة ، والحكام لا يعرفون الحياء ، فهم يكذبون على شعوبهم ليلاً ونهاراً ، ودعاةالفضيلة الممتلئة حقائبهم وجيوبهم بكل صنوف الرذائل ، يكذبون على الفقراء والمساكين ، ويطلقونفقاعات كذبهم في سماء الوطن الملبدة بغيوم القهر والفقر والمرض كل يوم ، والشعب الذي يعاني منفقدان الأمن والاستقرار ، يكذب بعضه على البعض الآخر ، والنخب المثقفة تبيع الأخضر واليابس ، عندمايخطف نظرها بريق الدولار ، فتمارس كذبها في السر والعلن ، وكذبة تجرّ وراءه كذبة ، حتى انقلب الوطنوما فيه إلى كذبة كبيرة ، نغفو على شخيرها ليلاً ، ونستيقظ على نباحها نهاراً .

المسؤول السارق ، نقبّل يديه ، ولا أحد يرفع أصابعه ليغرسها في عينيه ، ويصرخ في وجهه : أنت سارق ،ومكانك السجن وليس الوزارة ، والموظف الكبير المرتشي ، نلبسه ثوب العفة والنزاهة ، دون أن يجرأ أحدمن الوقوف أمامه ليفضحه أمام الناس ، وزارع الفتنة ، نمجده بأفضل الألقاب ، ونضع على صدره نياشينالبطولة

في هذا البلد المنكوب لا نحتاج إلى رغيف الخبز ، بقدر ما نحتاج إلى اجتثاث جذور الكذب ، ولا نفكربحقوق الإنسان ، فحقوقه مرهونة بالقضاء على أصحاب الكذب ، ولا يؤلمنا سرقة ثروات البلاد ، بقدر مايؤلمنا بقاء الكاذبين ، والسارقين يتبخترون بين صفوف الشعب ، ومن يريد للعراق خيراً ، ومن يبتغيمرضاة ربه ، عليه أن يشحذ طاقاته ، ويشمر عن ساعديه ، ويشهر سيفه ، ليحارب به الكذب وأهله ،والنفاق وأصحابه ، ومن أوصلنا إلى هذا الخراب الشامل ، عندها سيكون الله إلى جانبنا ، وتكون الدنيا قدأقبلت علينا بكل ألقها ونضارتها ، والحياة قد استفاقت من كابوسها ، فخلعت عنها كل أسمال الكذبوالزيف والخداع .


مشاركة المقال :


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *