وكتبت شهرزاد
نهله الدراجي
إلى تلك التي تحمل عبئاً ثقيلاً على كاهلها.. تتلاطم المشاعر في دواخلها، ويتصارع الألم والأمل في ساحة قلبها المنكسر…
هكذا بدأت قصة شهرزاد تُجسد الصمود والقوة في وجه الحياة القاسية بين صفحات الغربة..
شهرزاد، أسم يحمل في طياته الجمال والألم،
تلك المرأة التي غادرت وطنها الحبيب محملة بأحزانها وأملها المتلاشي ..
عندما غادرت شهرزاد أرض الطفولة وأحبابها، تركت وراءها ذكريات تتراقص في خيالها وتلامس قلبهابرقة وعيناها تحمل وجعاً لا يمكن وصفه..
وها هي في رحلة الغربة في أرض بعيدة، حيث الشوارع الباردة والوجوه الغريبة والعادات المختلفة..
رغم ضيق الأفق والاختلافات..
ترسم ابتسامة هشة على شفتيها والحنين يجتاح قلبها بكل لحظة تمر بها..
تعاني من صعوبة التواصل والتأقلم مع ثقافة وتقاليد جديدة.. و تحاول جاهدة أن تجد مكاناً لها في هذاالعالم الجديد، تبحث عن هويتها المفقودة في أرجاء المدينة البعيدة….!
تعبت شهرزاد بلا صوت، ومرت بليالٍ طويلة من الحنين والبكاء.. لم تكن تعرف ماذا يحمل لها المستقبل،فكل ما تملكه هو ذكريات الماضي وأمل بسيط في الغد..
شهرزاد كانت قوية حتى في أصعب الأوقات، عانت وتعبت وشهدت أوجاعاً لوحدها ولكنها رفضتالاستسلام وكانت تجمع شتات نفسها وتقف على قدميها من جديد، وتمسكت بصلابتها وتحدتالصعاب..
في قوتها تبدو كالصخرة التي لا تنكسر ..
ومع كل يوم يمر، تكبر جراحات شهرزاد وتتعمق أحزانها، تشهد أفراح وأحزان أحبتها عبر شاشة الهاتفالمحمول، حيث تنقلب الدموع الى كلمات والضحكات الى إشارات. تعيش في خوف دائم من فقدانأحبتها دون أن تتمكن من رؤيتهم أو لمسهم.. فتخشى رنين الهاتف وترتجف من مكالمة قاتمة تحمل فيطياتها خبراً يفجعُ قلبها المنكسر..
في هشاشتها تحتضن الأمل وتبث في نفسها القوة لمواجهة الظروف الصعبة وتبتسم، فهناك شمعةصامدة في داخلها، تضيء طريقها وتمنحها الأمل رغم الظلام الذي يحيط بها..
فهي تؤمن بأن الحياة قد تخبئ لها مفاجآت جميلة وتحاول أن تكون القوة التي تحتاجها نفسها ومنحولها….!
تعيش في خوف دائم.. لكنها تستمد قوتها من تفاؤلها العارم…
في لحظات الألم.. تذكري يا شهرزاد أنكِ لست وحدك، هناك العديد من المغتربات اللواتي يعانين مثلكِ،وقد يكون الحزن هو لغة اللقاء بين قلوبكم..
في ختام رحلتها المليئة بالصعاب، ترفع شهرزاد تحية لكل مغتربة عانت لوحدها، لكل امرأة قوية تحملتالمسؤوليات والألم. وتقول بصوتٍ حزين: “كفاك يا وطني جراحًا، متى أعود إليك؟ فأنا ابنتك يا وطني“. ويبقى في قلبي أملٌ للعودة ولقاء الأحباب مرةً أخرى..
تحية لروحك القوية يا شهرزاد..