دارين السماوي
الحب، هو أجمل المشاعر و أعظم العواطف التي يمكن أن يشعر بها الإنسان. إنه القوة التي تجعلنا نتنازل عن عرش الكبرياء الذي تربعنا عليه طويلا من أجل أشخاص احتلوا القلب و سكنوا الروح لنجعلهم وعن طواعية، الأولوية الأولى في حياتنا، نعطي من أجلهم بلا مقابل و نبذل الغالي و النفيس لإرضائهم. إنه الحب، هذه القوة المحركة للحياة.. فكم من شخص ذبلت فيه الروح يزهر من جديد بمجرد وقوعه في الحب .. و كم من شخص انطفئ و أصبح مجرد ركام تذروه الرياح عندما فارقه الحبيب. كم من امرأة تبددت مخاوفها و استعادت رونقها و جمالها عندما غازلها الحبيب بكلمات سقت ورود العمر التي كادت تذبل، و كم من رجل تحول الي طفل ينشد الحنان بين يدي حبيبته.. ما أجمل الحب و ما أحوجنا لرائحته و طعمه كل يوم و كل ليلة و كل لحظة، ليمسح بدفئه ندوب الحياة الباردة .. ، يجب أن نفهم أن الحب ليس مجرد إحساس ينشأ بين شخصين، بل هو نوع من الروح الجماعية يمتد لكل شيء في العالم. إنه القوة التي تعطينا الأمل والسعادة والإلهام ، إنه مشاعرنا الإيجابية تجاه الآخرين واهتمامنا بسعادتهم ورفاهيتهم، .
نحن نتعلم الحب في سن مبكرة، فالعائلة هي المكان الأول التي نشعر فيه بالحب والعناية. ثم نتعلم كيف نحب ونكون محبوبين من خلال التفاعل مع الأصدقاء والشركاء المحتملين في المراحل اللاحقة من حياتنا. و كم من مرة يكون الحب فيها طريقًا للتشافي والتغيير. فعندما نشعر بالحب والدعم من الآخرين، نتحول إلى أشخاص أفضل ونستطيع تحقيق ما لا نحققه في حال عدم شعورنا بالحب . إن قوة الحب تعزز العزيمة والاصرار في مواجهة التحديات الصعاب. فكم من إبن ناجح حقق هدفه من أجل أمه التي يحبها و يسعى لإرضائها وكم من حبيب إجتهد و كد و تعب من أجل أن يتزوج حبيبته و يعيش معها عمرا من المودة و الرحمة، و كم من متميز دفعه حب وطنه وأرضه لمصاف العظماء.. الحب يا سادة موجات تجتاحنا و تحتاجها في كل لمحة و نفس و حين و ليس ليوم واحد .. فلا تسجنوا الحب في سجن الفالنتاين لتنتظروه كل سنة مرة واحدة.. لا تسجنوا الحب في واجهات المحلات التجارية لينظر إليكم من خلال عيني دب آحمر حزينة أو زجاجة عطر ان نفذت أو انكسرت تولى عنكم الحب ليعود باردا شاحبا في يوم شتاء لا يدفع برده إلا حب يستمر طول العمر.. لا تتاجروا بالحب و تجبروا من بحبكم ان يواكب ترندات و تقليعات لا تشبه مشاعره… لا تقيموا أحبابكم بهدية فالنتاين و تنسوا ان 364 يوما من الحب و السعادة ينتظرون من تركوا الحب طليقا و لم يصدروا عليه حكما بالسجن بتاريخ 14 فبراير يجدد كل سنة.. عيشوا الحب كل يوم لتصبح حياتكم عيدا يمتد على مدار الأيام . لا تعطوا هدايا في يوم تجاري محض بإسم الحب بل إجعلوا الحب هو أعظم هدية يمكن أن تقدموها لأنفسكم ولأحبابكم .