القطاع الخاص محرك الاقتصاد الوطني

القطاع الخاص محرك الاقتصاد الوطني

كل الدول اليوم وسابقا ومستقبلا «تفتخر » بما تقدمه لشعبها وللبشرية
من منتج سياسي وإقتصادي وإجتماعي وثقافي ولعل أهمها هو المنتج
الاقتصادي والذي سينعكس على باقي الإنتاجات الأخرى لما يوفره من
قدرة مالية تُغذي كل ما سوف تنتجه هذه الدولة وشعبها!
وواقع الحال خير دليل على إن الدول المتطورة إقتصاديا تجدها متطورة
في كل مجالات حياتها كالغرب وشرق آسيا ….. وهذا قانون حتمي ولو
رجعنا لثقافتنا الإسامية ونستعرض التاريخ سنجد كيف لعبت أموال
خديجة بنت خويلد سام الله عليها في نصرة خاتم الأنبياء صلى الله
عليه وعلى آله وعمله سام الله عليه بالتجارة بأموال خديجة وكل هذا
وذاك فهي آليات لخدمة أي مشروع ديني أو دنيوي.
ولهذا ركزَّ الإمام علي عليه السام في دستوره «عهد الأشتر » لمصر
سنة 638 ميلادية على موضوع الاقتصاد وأهمية الإيرادات المالية التي
تدخل في بيت المال من الضرائب التي تؤخذ من المنتجين آنذاك لأنه
يعرف سام الله عليه من إن أي دولة لا تستقيم ولا تستقر بدون «منتج »
زراعي وصناعي وتجاري… ولأنه هو المصدر الوحيد لإيراداتها المالية
ولهذا قال قولته المشهورة..
وَاعْلَمْ أَنَّ الرَّعِيَّةَ طَبَقَاتٌ لَ يَصْلُحُ بَعْضُهَا إِلَّ بِبَعْضٍ وَلَ غِنَى بِبَعْضِهَا عَنْ
بَعْضٍ فَمِنْهَا …… فيُعدد كل طبقات المجتمع وحسمها بهذا القول القاطع
على أهمية طبقة التجار والزراعيين والصناعيين …..:
وَلَ قِوَامَ لَهُمْ جَمِيعاً إِلَّ بِالتُّجَّارِ وَذَوِي الصِّنَاعَاتِ فِيمَا يَجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ مِنْ
مَرَافِقِهِمْ وَيُقِيمُونَهُ مِنْ أَسْوَاقِهِمْ وَيَكْفُونَهُمْ مِنَ التَّرَفُّقِ بِأَيْدِيهِمْ مَا لَ
يَبْلُغُهُ رِفْقُ غَيْرِهِمْ
ولاحظ اليوم هذا المفهوم العظيم الذي أصله قبل 1400 سنة كيف لا
زال هو الفاعل في تطور الدول والداعم لكل النظريات التي وضعها علماء
الاقتصاد من نظريات وآليات وفنون لأفضل قطاع أعمال في كل شؤون
الحياة ويختتم قوله الرائع بدعم هذا القطاع المهم والحيوي بقوله:
ثُمَّ اسْتَوْصِ بِالتُّجَّارِ وَذَوِي الصِّنَاعَاتِ وَأَوْصِ بِهِمْ خَيْراً الْمُقِيمِ مِنْهُمْ
وَالْمُضْطَرِبِ بِمَالِهِ وَالْمُتَرَفِّقِ بِبَدَنِهِ فَإِنَّهُمْ مَوَادُّ الْمَنَافِع وَأَسْبَابُ الْمَرَافِقِ
وَجُ لَّبُهَا مِنَ الْمَبَاعِدِ وَالْمَطَارِح فِي بَرِّكَ وَبَحْرِكَ وَسَهْلِكَ وَجَبَلِكَ وَحَيْثُ
لَ يَلْتَئِمُ النَّاسُ لِمَوَاضِعِهَا وَلَ يَجْتَرِءُونَ عَلَيْهَا فَإِنَّهُمْ سِلْمٌ لَ تُخَافُ بَائِقَتُهُ
وَصُلْحٌ لَ تُخْشَى غَائِلَتُهُ وَتَفَقَّدْ أُمُورَهُمْ بِحَضْرَتِكَ
*فلنتعلم من هذه المفاهيم العظيمة وهي صالحة سابقاً والآن وفي
المستقبل وهذا هو أقواله بإنها صالحة لكل زمان ومكان…

(Visited 2 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *