فاروق سلوم
العاملون في في مجال الكتابة للأطفال يجمعهم حب الحياة وتجمعهم طاقة ايصال الفكرة من خلال اللعب .. اللعب باللغة والمفردة والعبارة لتصل الى جمهور الأطفال . وحين جمعتنا ادارة الآداب التونسية بأدارةالراحل د.عبد الرحمن ايوب في حلقة دراسية في مدينة الحمامات كاد المضيّف التونسي الجاد عبد الرحمنايوب ان يضيق بنا نحن الضيوف العرب في قاعة ضيافة فندق بورقيبة” سليمان العيسى – سوريا وعبدالتواب يوسف – مصر واحمد نجيب – مصر وفاروق سلوم – العراق ود. علي بن الشيخ – تونس“” حين لاحظاننا كنا نتسلى ونضحك ونورد الذكريات وكأننا لسنا جادين ونبدو مثار قلق عند مضيفنا الدكتور والباحثالجاد عبد الرحمن ايوب .. ولذلك اختصر اللقاء وغادر متعللا بأن لديه مايفعله حتى نلتقي غدا صباحا فيالجلسة الأولى للحلقة الدراسية في الحمامات .
وفي صباح اليوم التالي كنا في ملابسنا الرسمية وجدية حضورنا مع اوراقنا وبحوثنا ” وناقشنا فيالجلسة الأولى جدول العمل واسماء وعناوين البحوث ثم وزعنا العمل واللجان وعضويتها ، واسارير د. ايوب ماتزال منقبضة . وكنا طوال ايام الحلقة الدراسية نحضر ونناقش وندون ونتابع بينما اختار احدزملائنا العرب عدم الحضور واكتفى بالتجوال مع سكرتيرته الشخصية مثل سائحين ولم يحضر لاافتتاح ولاختام الحلقة الدراسية .. وحين قدمنا صيغة ما انجزناه من البيان الختامي والقرارات والتوصيات ووقعناجميعا على محاضر الجلسات والبيان الختامي .. امسك الدكتور الراحل عبد الرحمن ايوب مدير ادارة الآدابفي وزارة الثقافة الميكرفون في الفقرة الختامية وقدم لنا الشكر واعلن انه فوجيء بنا في اللقاء الآول وكنانبدو غير جادين مثل ” اطفال كبار” واعتذر ولكنه عبر عن قلقه خشية ان يكون اداؤنا مخيبا كما قال ولكنكماثبتم عكس ذلك بالجدية والتخصص والأمتلاء بعكس احد زملائكم الذي سجل ضيفا ولكنه لم يحضر حتىحفل الختام ” على الأقل لنشعر بالخجل” ولكنه لم يحضر ولذلك لانعتبره ممثلا لبلاده وكونه اكتفىبالسياحة مع مرافقته فأننا نحيل اليه قوائم الأقامة والطعام .. واعلن ” للأطفال الكبار اعتذاري لأن تخمينيوانطباعي الأول لم يكن في محله وكانوا كبارا واساتذة في كل شيء ويستحقون منا الشهادات والتكريم .
بعد فترة جمعتنا صنعاء في معرض صنعاء الأول للكتاب 1989 برعاية الرئيس الراحل علي عبد الله صالح .. وكانت اماكن العرض العربية في مدخل القاعة .. وحين تأخر حضور الرئيس طفق الأطفال الكبار يطلقونضحكاتهم وقفشاتهم وتعليقاتهم .. واذا بصوت جهوري من المدخل يقول” ايش هذي الفوضى من الكبار” وأطل الرئيس علي عبد الله صالح ببدلته العسكرية ومسدسة .. وكنت الأقرب للمدخل حيث بادرت لمصافحتهوقدمت له الشاعر العربي الكبير سليمان العيسى .. ” فبدأت ملامح الرئيس صالح تهدأ ” ثم الكاتب الكبيرعبد التواب يوسف واحمد نجيب من مصر وعلي بن الشيخ تونس وفاروق سلوم العراق .. حيث ساد صمتقصير بينما تقدم الرئيس صالح ليصافح الشاعر سليمان العيسى الذي ابتسم وقال له .. في تونس اسموناالأطفال الكبار وهنا تكرمنا بلطفك بكلمة الكبار وذلك من كرمك ” فضحك الراعي وضحك جمهور المثقفينوالمهتمين والناشرين من خلف الرئيس الراحل علي عبد الله صالح وتابع تفقد اجنحة العرض, وفي الصورمجموعة الأطفال الكبار يروون حكايتهم .