جبار جودي نطق صدقاً .. علاء الخطيب

جبار جودي نطق صدقاً .. علاء الخطيب

علاء الخطيب

لا زال الحجاج  ماثلاً  بيننا وهو يلوح من بعيد لمعارضيه  من تكلم قتلناه ومن سكت ماتبدائه غماً

الغريب في مقياس الحكومة، انها تعتبر نقد المسؤول مسْ في هيبة الدولة ، وتعدي علىكرامته الشخصية ، بينما سحق المبدعين وتجويعهم ، وافقار الناس واذلالهم، ومعاقبةمنتقديها حق طبيعي لها تمارسه وقت ما تشاء .

في انظمة الغلبة والاستبداد لا يحق للمواطن ان ينبت ببنت شفه، ويقول ان الطبقةالسياسية فاسدة ، وانها كاذبة  ومراوغة ، فابسط ما سيتعرض له محاربته في قطع قوتهوقوت عياله.

اسوء ما قامت به وزارة الثقافة هو تشكيل لجنة تحقيقية لمعاقبة نقيب الفنانين  العراقيين ،حتى اصبحت مورد تندر بين المثقفين والفنانين، وربما اشعلت غضب البعض ، ليسلمناصرة جبار جودي الشخص ، بل جبار جودي الموقف .

جبار جودي الذي عبر عن واقع حال يعيشه المثقف العراقي سواء كان فناناً او كاتباً اوشاعراً او اعلامياً.

من منا لم يشاهد مشاهد الذل والاحتقار التي تعرض لها المثقفون. العراقيون وهم يقفونبالطوابير من اجل منحة وضيعة ، لا تتجاوز قيمتها ثمن حذاء في قدم مسؤول حكومي،او ربما أقل بكثير من فاتورة تليفون لابن مسؤول.

ومن منا  لم يسمع توسلات الفنانين. والمثقفين لانقاذ زملائهم من المرض والعوز والحاجة.

لكن

ما حُرِمَ مواطن إلا بما مُتِّع به سياسي

كيف لنقيب الفنانين   نقيبصنَّاع الحياةان  يسمع اهات و أنين زملائه ولا يرفع صوتهبوجه الحاكم .

لماذا يترك المبدعون لمصيرهم ، دون أدنى رعاية؟

لماذا  يهمل الفن ويحتقر الفنان ؟

من جعل الفن و  الفنانين عرضة لسوق نخاسة القنوات الفضائية ؟

مَنْ حول فنهم الى بضاعة رخيصة ؟

مَنْ جعل البعض منهم  يستجدي على ابواب الدول الاخرى .

أليست حكومتنا الموقرة ووزارة الثقافة المنتهية الصلاحية  الجهة المسؤولة عن اوضاعالمثقفين ؟

لماذا  أزعجها الانتقاد او الشتم من نقيب الفنانين ؟

وهي كرمت من شتمها وشتم العراقيين جميعهم ، ولا زالت .

حكومةالشو الاعلاميالتي اوحت بانها تفاجئت بتصريحات نقيب الفنانين العراقيين، وكأنها تسمعه لاول مرة .

ربما أصابها الصمم ولم تسمع  ما يردده العراقيون في السر والعلانية  ، ويلعنون الطبقةالسياسية جهاراً نهاراً .

سيبقى موقف جبار جودي تاريخياً ، فهو اول نقيب  مهني يرفع صوته بوجه الفاسدين بقوة .

(Visited 7 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *