علاء الخطيب
كل منا يمتهن مهنة ، تؤمِّن الاستقرار المادي له ولاسرته ،وهذا امر طبيعيي وشخصي يقوم به كل البشر ،لكن بعض منا يحمل على عاتقة مهمة عامة ، وهي ” هَمَهُ” الذي يحمله من اجل مجتمعة واهله ووطنه . وهو ما نطلق عليه بـ « المسؤولية» والتي تعرَّف قانوناً “ الالتزام باصلاح الخطأ الواقع طبقاً لقانون معين” والمسؤول هو صاحب مهمة الاصلاح ، او هكذا بحب ان يكون .
وكل ما يتوخاه صاحب المهمة هو ان ينجح في مهمته وان يتمكن من انجازها على اكمل وجه ، دون النظرالى الجوانب الشخصية .
السياسة كما يعرفها ارسطو « فن ادارة المجتمع » و هي ” همٌ عام ” يحمله البعض كقضية ومهمة، وهيتكليف تحتاج الى العمل والاجتهاد وهجر الراحة . ومعاشرة الناس والوقوف على همومهم واحتياجاتهم .
مهمة المسؤول ان يرى مصالح الناس وليس الجلوس على الكراسي الوثيرة او الركوب في السيارات الفخمةاو حياة الـ VIP ، اما مهنته فهي وظيفة. يمكن ان يؤديها وهو جالس في مكتبه .
يتطلب من يحمل هم الناس وهمومهم ان يكون مستعداً للتضحية والمثابرة والسهر .
ربما يتمتع بشيء من الرفاهية ولكن هذا لا يعني انه يعيش في نعيم ، صاحب المهمة يجد متعة في انجازمهمته او على الاقل في اسعاد من ووضعوا ثقتهم به وا ذا ما اخفق فعليه ان يعترف .
صاحب المهمة لا يحسب حسابات الربح والخسارة ، وهو عكس صاحب المهنة الذي يضع نصب عينه ماذايجني من ارباح مقابل تقديم خدماته عبر مهنته.
فحين يقال اننا اصحاب مهمة اي مستعدون لحمل المسؤولية والوقوف بوجه الشدائد .
اي لا نحسب حسابات الفائدة الشخصية ، فمهمتنا عامة من اجل مجتمعنا .
فالسياسة ليست مهنة بل مهمة، ومهمة شاقة وصعبة ، ربما تكلف صاحبها حياته واولاده ومستقبله،فالخطأ في المهمة يدخل صاحبها في متاهات كبيرة ، مثلما يثنى عليه في اكمال المهمة وتحقيق انجاز فيها، والتاريخ هو الحكم والفيصل .
هكذا هو الفرق بين المهنة والمهمة .