رند الأسود / العراق / بغداد
أمضينا عقود طويلة ومجتمعنا العراقي مسالم بعيداً كل البعد عن البشاعة ، اهالينا طحنتهم الحروب وحجمت من افراحهم وصارت اكبر هموهم توفير لقمة العيش ومرور الأيام بدون أمراض او خسارة عزيز ، سنين طويلة لم نسمع فيها عن جرائم بشعة داخل العوائل العراقية ، قد تكون هناك جرائم قتل وسطو مسلح لكن ليس من داخل افراد الأسرة الواحدة ، لكن الغريب في السنين الأخيرة قرر اصحاب النفوس المريضة تحدي الدين والمجتمع وقدسية الرابطة الأسرية من خلال ارتكاب جرائم قتل وتعذيب من داخل أفراد الأسرة الواحدة فمن هؤلاء؟ وكيف يسكنون بيننا ! كيف يعيشون على هذه الأرض المقدسة مثلنا وهل شربوا من حنين ماء دجلة والفرات ؟ ، هؤلاء نتاج من ؟ نتاج الحروب والدمار ؟ نتاج الفقر ؟ نتاج التخلف ؟ هل يورث الفقر والحروب هذه البشاعة ؟ ام هناك من قرر ان يتحدى السماء بهذه الأفعال المشينة ! المشكلة ان عددهم ازداد في السنين الأخيرة وكأنهم شياطين الظلم والفوضى ، كيف طاوعتهم قلوبهم ، كيف يستطيع الاب او الأم او القريب بغض النظر عن درجة القرابة كيف سمحوا لأنفسهم هؤلاء (شواذ المجتمع) في التفريط بأطفالهم وابنائهم وابناء ذويهم وبطرق بشعة ومؤلمة كانهم يطبقون قول الله سبحانه وتعالى
في سورة البقرة ( ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ۚ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) . والمصيبة الأكبر ان هؤلاء يسكنون بيننا! في محافظاتنا ومناطقنا فهذه الفكرة كافية لتأصيل شعور التوجس والريبة بين العوائل العراقية، فالقاتل هنا هو القريب هو الأهل وليس الغريب .
عندما كنا صغاراً كان اهالينا يبثون الرعب في قلوبنا (بالحرامي) حتى ننام او لانخرج من المنزل بمفردنا ، لكن في هذا الزمن الذي يستغيث بالطمأنينة ممن سنحذر اطفالنا من والدهم او ووالدتهم من زوجة الاب او زوج الام ، من الخال والعم ! فاليوم انعدم الأمان حتى داخل الأربع جدران..