بالتزامن مع إنطلاق دورة مهرجان العراق الدولي الأولى للكتاب (9-19 كانون الأول/ديسمبر 2020)، صدر الجزء الرابع من إشتغالات المفكر التنويري كامل شياع الكتابية بعنوان «أوراق كامل شياع.. في الشأن الثقافي، الرواية والفن والشعر» عن دار المدى للإعلام والثقافة والفنون، المنظم لهذه التظاهرة.
تجمع هذه الكتابات، أعدها شقيقه الكاتب فيصل عبد الله، ما نشره الراحل شياع في الصحافة العربية الصادرة في لندن، من صحف ومجلات ثقافية نقدية، فضلاً عن دراساته غير المنشورة.
قسم الكتاب الى أربعة فصول، وخص فصله الأول الى الثقافة كمفهوم عام ودورها في المجتمع، ويتفرع الى أشكال الثقافة الإبداعية والتعبيرية في فصوله الأخرى مثل الرواية والفن التشكيلي والشعر.
يوفر الكتاب فرصة رحبة وثرية للقارئ تتوقف عند مفردات عناوين كثيرة منها، الفجوة التي وجدت مجتمعاتنا نفسها فيها ازاء مفاهيم الحداثة ومحاولات النهضة الموؤدة التي جاءت مع رواد التجديد في النصف الأول من القرن العشرين بردمها.
ويعرج على مفاهيم الترجمة وما تفترضه من توافر هامش من الشفافية بين الوسائط اللغوية وآخر بين اللغة وموضوعها وعبر سرد يقتفي التجربة الذهنية لمعطيات علوم صرفة مثل الفيزياء والرياضيات.
وينتقل الى مفهوم الأستشراق وما أثاره من سجالات واسعة حول العلاقة المعقدة والحساسة بين الغرب والشرق، ومثله معنى الخطاب ودلالاته من وجهة نظر فلسفية. ويتساءل الراحل شياع في واحدة من دراساته؛ هل هناك نظرية للثقافة؟.
بينما يستعرض في الفصل المخصص للرواية تجارب أهم الأسماء البارزة لكتاب الرواية في العراق ومثلهم بعض اشتغالات أقرانهم الأوربيين من القدماء والمحدثيين.
وفي النصوص المخصصة للفن يتابع القارئ ما وصل إليه الفن المعاصر من فوضى بفعل تسليع التجارب الفنية الجديدة ما أقتضى الى إعادة تعريفه حفاظاً على الإبداع، ويستعرض في هذا الفصل تجارب بعض أصدقائه الفنانين العراقيين ممن أستقروا في إيطاليا.
أما في فصل الشعر فهناك ترجمة لدراسة ممتعة ومعقدة في آن قدمت الى مجلة «شعر» الإيطالية، وعلى المنوال ذاته هناك دراسات أخرى تناولت أبرز أسماء الشعراء الستينين في العراق.
ويختتم هذا الفصل بكلمة مؤثرة كتبها وألقاها الراحل كامل شياع، قبل إغتياله الآثم في 23 آب 2008، في دورة مهرجان المربد لعام 2007.
اوراق كـامل شيـاع أعداد فيصل عبد الله
(Visited 11 times, 1 visits today)