أين الاوفياء بالوعود ؟ / حسين الصدر

حسين الصدر
-1-
هناك مَنْ يعمد الى تدوين المواقف النبيلة ، وما يشهدُهُ مِنْ روائع الممارسات الاخلاقية ، كما يُسارع الى تدوين ما يسمعُه من رائق الشعر والأخبار، ويُعنى بالتقاط الدُرر الثمينة في هذا المضمار .
-2-
وما المدونات الكبرى ( كالعقد الفريد ) لابن عبد ربه الأندلسي الاّ المثال البارز لما أشرنا اليه .
-3 –
ولقد انحسرت للاسف الشديد اهتمامات الأدباء بتدوين ما يستحسنونه من أشعار وأخبار وحكايات، وقلّ فيهم مَنْ يضارع فقيد الادب والثقافة الباحث الموسوعي الكبير المرحوم الدكتور السيد جودت القزويني إذْ كان يسارع الى تدوين ما يقرأ أو يسمع مما يستحق التدوين، وَرَوْضُهُ الخميل باجزائه العشرة شاهد صدقٍ على ما نقول .
-4-
وأنا اكتب هذه السطور مُدوِنَاً لقصة هزّتني في الصميم تتعلق بالوفاء بالوعود، رواها لي أحد احبتنا الاعزاء حيث قال :
اتفقت مع احد اساتذتي على أنْ يتولى تدريسي درساً خصوصياً ،
وضربنا موعداً لذلك الدرس كان الساعة الرابعة عصراً .
ولكن الاستاذ لم يحضر في الموعد المتفق عليه، ولكنّه بعد مرور خمس دقائق على الموعد حضر وقال :
جئتُكَ لاخبرك عن سبب تأخري عن الموعد ،
انّ زوجتي قد وافاها الاجل
والسؤال الان :
كيف ترون حرصه على الوفاء بالوعد ؟
وهل بمقدور أحد أنْ يحجب عنه التقدير والاعجاب ؟
-5-
ان الوفاء بالوعود والعهود مِنْ أهمّ السجايا الفاضلة التي لابد أنْ نحرص على الالتزام بها بعيداً عن كل الوعود المعسولة التي يُطلقها محترفو السياسة دون وفاء بها ، في منحى غريب يستهدف الضحك على الذقون، وترتد آثاره السلبية عليهم شر ارتداد فيكونون في واد وتكون الجماهير في واد آخر، وتتعمق الهوة بين الطرفين الى حد بعيد .
وهذا يعني فشلهم الذريع وخسرانهم الفظيع .
حسين الصدر
Husseinalsadr2011@yahoo.com