الازمة لأوكرانية  تكشف المستور  .. ابو الحسن العابد

الازمة لأوكرانية تكشف المستور .. ابو الحسن العابد

البروفيسور ابو الحسن العابدي

تكشف زيف الديموقراطية وتُبطل أكاذيب وِانتهاكات العالم الح ّر  لم يلتفت أحد إلى ما وردفي كلمة الرئيس بايدن حينما تعرض في خطابه عن الإتحاد قوله : بأن العالم الحرسيحاسب روسيا ؟!، وهنا نتساءل عن ماذا ولماذا ؟!، هل تُحاسب روسيا على غزو العراقوتدمير بنيته التحتية، أم عن قتل مئات الآلاف من شعبه والتي بلغ فيها عدد الأطفالالقتلى أكثر من مليون طفل، ناهيك عنى الآثار والخسائر التي خلفها ذلك العمل الإجراميلحد يومنا هذا، فضلاً عن العشرات من أنواع الأمراض السرطانية التي خلفتها الأسلحةالغربية الصهيوأمريكية الخليجية في العراق، أم عن ليبيا أم عن سوريا أم عن اليمن أم عنفلسطين التي ُيه ّجر أهلها و ُيذبح أطفالها وتُعتقل رجالها وتُنتهك حرمة نساءها وتُدنّسأراضيها ومقدساتها على يد الكيان الصهيون الإرهابي المصطنع، أم عن تأسيسها لداعشالتي عاثت في الأرض فساداًعم وعن ماذا ستحاسب روسيا…. ولكن الجواب من العالمالحر بين مزدوجين مع ألف علامة إستفهام؟ ومليون علامة تع ّجب!، هو خروجها عنالطاعة ومطالبتها بحماية أمنها الوجودي دون الرضوخ للإستكبار والإستهتار العالميالذي وصفه بايدن بالعالم الح ّر المتمثل بالغرب الصهيوأمريكي. نحن وجميع أحرار العالميتساءلون ؟!. وإذا كانت الأمم المتحدة ومن ضمنها محكمة العدل الدولية في لاهاي لديهاذرة من الخجل أو جزيء من تلك الذرة في جوانبها الإنسانية، فعليها أن تستدعي الدولالغربية وعلى رأسهما أمريكا والكيان الصهيوني لمحاسبتهم على جرامئهم التي فاقتالإبادة الجماعية، ولكن المثل العربي القديم يقول : فاقد الشيء لا ُيعطيه. أما ما يتعلقبهذه الجملةالعالم الحرنعم أنه ح ّر لا يتقيد بأخلاق ولا مواثيق ولا عهود ولا قيملأنخذه الجملة تعني العالم المستهتر والمُستخ ّف بجميع القيم والحدود والمواثيق الإنسانيةوالدولية، إذ أننا ننظر لهذهالكلمةمنوجهةالنظرالفلسفيةتؤسسوتُشرعنإلىالأيديولوجيةالغربيةالصهيوأمريكيةكعقيدةوسلوك ُمنفلت حر )أي لا يقوم على إحترام القيم والمواثيق الإنسانية بكل أشكالها(.

فالحريةالمُطلقةهيعينالفسادوالإستهتارالمُطلقالذيلا ُيقيموزناًلكلالمعاييرالإنسانيةعلىأقلتقديرمن وجهة النظر الغربية الصهيوأمريكية تجاهالشعوب والقضايا الأخرى، فضلاً عن السياسة المنفلتة المؤطّرة بهذه الشعارات الزائفةالتي أسس لها الغرب الصهيوأمريكي، تجاه العالم ليبني عليها أيديولوجياته الدينيةوالفكرية والسياسية والإقتصادية …. من أجل الهيمنة على مقدرات الشعوب. فازدواجيةالمعايير والكيل بمكيالين في التعامل مع مجمل القضايا في العالم هي المنهاج الأساسيالتي قامت عليه التحالفات والسياسات والأيديولوجيات الغربية الصهيوأمريكية منذنهاية الحرب العالمية الثانية. وبعد أن سقطت الأقنة عن زيف المؤسسات الدولية وبالذاتمجلس الأمن والأمم المتحدة، وافتضاح ما يس ّمى بكذبة الديموقراطية وحقوق الإنسانلابد من بداية عهد جديد يقوم على منع أحادية القرار والإستهتار، وسنلخص صورة عهدالنظام العالمي الجديد بمايلي :- أولاًنقل مجلس الأمن والأمم المتحدة من الولاياتالمتحدة الأمريكية لإحدى الدول الآسيوية المحايدة تماماً من أجل تحريرها من الهيمنةالغربية الصهيوأمريكية، واستبدالهما بمسميات أخرى أو اصلاحمها مع وجوبردخالالتعديلات على نظامهما الداخلي بما يتوافق مع تصورات العالم الجديد الذي يقومعلى المساوت في الحقوق ويضمن أمن وحقوق الشعوب وثرواتها وأراضيها. ثانياًمنعالتعامل في الدولار الأمريكي كعملة عالمية تجارية مهيمنة. ثالثاًسحب جميع القواعدالأمريكية والغربية وأسلحتها النووية من العالم وانحصارها في أراضيها فقط وبالذات منالشرق الأوسط وآسيا ودول الإتحاد السوفيتي السابق. رابعاًإنشاء تكتّل عالمي جديدبرئاسة كل من روسيا والصين والهند وإيران والعراق وسوريا ولبنان والبرازيل وكورياالشمالية وغيرها من البلدان ليكون إتحاداً قوياً من شأنه منع الغرب الصهيوأمريكي منالإستهتار والعبث في المنظومة الدولية. خامساًإنشاء مجلس تنظيم حرية تدفق الأنهاروفقاً اماريها الطبيعية وعدم بناء السدود للتحكم بها سياسياً ورقتصادياً ضد الدولالأخرى من قبل دول المنابع.

خامساًإنشاء مجلس تنظيم حرية تدفق الأنهار وفقاً اماريها الطبيعية وعدم بناء السدودللتحكم بها سياسياً ورقتصادياً ضد الدول الأخرى من قبل دول المنابع. سادساًإصلاحمنظومة القوانين الدولية مع زيادة العضوية الدائمة لمجلس الأمن لحفظ التوازن ومنعالإنفراد فيإتخاذ القرارات. سادساًعدم الإعتراف بالكيان الصهيوني الذي زرعه الغربالصهيوأمريكي على الأرض الفلسطينية، والتعامل مع فلسطين وفقاً للهوية لا طبقاً لزيفالقضية. وغيرها الكثير الكثير الذي يجب طرحه، نكتفي بهذا القدر من البيان.

الفيلسوف البرفسور أبو الحسن العابد )العابدي(

(Visited 14 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *