بعضا من ذكريات بغداد حينما طلبت من تلك السيدة العجوز التي جلست جنبي
بمقهى في أمستردام وتذكرت بغداد حينما باعوا املاكهم قبل التهجير واشتروا
بالدينار العراقي آنذاك بيتاً ومطعمين هنا بهذه المدينة الساحرة وهي تسرد لي
وان اصحح لها بعضاً مما نستها… وبعدين
- وين شلتو ؟
- سيد حسين العطار كان مشتري بيت بالشاكرية بذاك الصوب وبالشغل
ديسولفون ويا زوجي فكايل له تعال يمي اكعد بالكرادة ، البير عمي كال انت
اليهودي الوحيد اللي راح تكعد بالشاكرية وهناك ترا بس بيوت فلاحين وبيوتهم
طين وبساتين كبيرة ، بس اكوش خبرية على أساس ان الملك عنده بيت لاخ
قريب على الشط ورجلي كال الحكومة تحتاج مكاين و اكدر بواسطة سيد حسين
اشوف احد من القریبین من العائلة اللي كانو يحكمون العراق.. وراها رحت وياه
شفنا الكاع يمها مكينة ماي كبيرة هندية رستو زوجي كان يجيب منهن لبغداد
بالباخرة من الهند والبصره. والله شفنا الكاع حلوه والفاح جابلنا كم برتقاله
وعثك تمر كال لازم تاخذوهن، بسكوت كلت لرجلي جيب العثك علويش اتكول
له واصل ، طبعا اسولف وياه بالعبري الفاح ميعرف اشداكول.. اجت مرتو من
بعيد لابسه اسود ملفوفة رجلينها ، جابت لنا طاسة روبه كتلها جايين على الكاع
ودلانا عليها سيد حسين. كالت واحنا وين نروح خاله؟ زوجي رد علیها يعني هاي
الكاع اللي انتوا بيها للبيع؟
كالت لا مو هو .
لعد علويش تسئلين وين نروح ؟
مو انتوا زناكين وكرايبكم كلهم بس يسمعون اشتريتوا كاع منا كلهم يجون
والماك بعد مايشغلنا بالزرعات .
زوجي انقهر كلش عليهم قال والله خطيه هذول، قلت له وهسه؟ قال راح اشتري
الكاع وما اكول لاحد هذول مساكين وين يرحون وكال للفاح تشتغل عندي
اتسوي الزرع وتزرع لي نخلتين بباب البيت. فرح الفاح.
اشتريتوا الكاع بالشاكرية وخليتوا
الفاح يشتغل عندكم ، شسمه ؟
مزهر فرحات
ماعدنا بالعراق فرحات ، ايجوز
تقصدين فرحان ؟
ئي فرحان فرحان. مزهر الفرحان
ابنو صار بعدين يشتغل بالحكومة.
ابن الفلاح ؟
ئي صار من كبارية البلد بعدين .
عشتو كل هالسنين ابصف بستان
مزهر ؟
لاع ، مزهر اشتغل عدنا بالبيت
يسوي الحديقة ويكص الدغل الزايد
ويجيب لنا رمان وبرتقال مسواك لأن
مانعرف وين السوق، وزوجتو كل
صباحيات تجيب لنا خبز تازة ورجلي
كان يوصل ابنهم للمدرسة بباب
المعظم. ايكول خطيه لازم ينجح
ويصير رجال. والمنطقه كلها صار بیها سكن وناس اشتروا الكیعان اباش كانت .
ما خفتي على بناتك لا يصادقهم ابن مزهر ؟
لا يمعود ، مسكين هو كان بس يقرأ ونشوفه بالليل يجي يكعد جوا عمود
الكهرباء علمود يشوف الكتاب وبنتي قالت له ماتخاف يعظك كلب بالليل، ضحك
قال الكلاب بس يعضون الغريب .
علاقاتكم ويا المسلمين كانت زينة يعني ؟
اسام كانوا طیبین معانا ، انت جبت طاري ابن مزهر علويش ما سوا علاقة مع
البنات ، اقولك ! بنت عمي البير حلوه بس ماتفتهم بالعجل يعني لمن تكول لها
روحي للسينما بوحدك تضرب دالغة ربع ساعة واتقول ها ؟
دماغ سز يعني ؟
ثولة هماتين. ببيت عمي كانت عندهم مرجوحه بالحديقة وعمي شاف واحد
جاره يباوع على بنتو من ورا التيغة كان ابن جيرانهم ساكنین بالبتاو یین فقال
لها بنتي من يشوفك هذاك لا تتمرجحين ترا هذا المسلم ماشايف بنات حلوات،
كان يحكي معاها بصوت ناصي علمود لايسمعه الجار المسلم.
بابا انا كلشي ما امسويه ؟
وك من تتمرجحين ثوبك يهزو الهوا وايبين لباسك .
وبعدين وصى مرتو وك ديري بالك على بنتك لا يشيش ابن جيراننا ويطفر
عليها …
المهم يوم من الأيام رجع الاب وشاف بنتو على المرجوحه وابن جيرانهم دنج
راسو اشويه علمود لايشوفه ابوها، فراح باس بنتو اشلونج بابا ؟
زينة كاعدة العب بالمرجوحه .
وبصوت ناصي سئل بنتو
خو ما شافك هالسرسري لو شاف لباسك ؟
لا بابا ماخليته ايشوف لباسي نزعته من الصبح.
(Visited 10 times, 1 visits today)