من جربا الى كليفورنيا / حوار مع الشاعرة نادية المحمداوي

من جربا الى كليفورنيا / حوار مع الشاعرة نادية المحمداوي

اجرى الحوار : الاعلامية الجزائرية نزهة عزيزي

سافرت من جربة بمقالي عن قراءاتي في كتاب نادرة الغرياني (تعلم كيف تحب) إلى سكرتمنتوبكليفورنيا لألتقي بشاعرة عراقية تنثر القصائد والقصص القصيرة.مشوار متفرد في الكتابة فجاء حواري معها بهي كإبتسامتها و( لكنتها ) البغدادية الجميلة .

حدثيني عن سبب إختيارك لهذا المجال ولماذا سكرامنتو كمحطة للمهجر؟

كتابة القصة القصيرة كانت مصادفة لأنني اصلا شاعرة احب قصيدة النثرالتي اباهي بها الدنيا احببتها كلمات ومجرى لدمائي الوردية التي تنبضبحب الوطن وحب الحبيب والابن، كتبت ولا زلت اكتب الوقت من زمان  كأنالكتابة تعيش معي منذ نعومة اظافري والقصيدة عشقي الاول في عالمالكتابة بعد كتابة السرد الذي اعيش به لحد الان .

هكذا انا اتعامل مع القصيدة كأنها وليد يخترق قلبي وينتشر كضوء فضيعلى الورق، صدرت لي اولى مجموعاتي الشعرية عن دار الشؤون الثقافيةوكانت بعنوان، القصة كتبتها بمحبة عالية حينما وجدت امامي نساء بحاجةلتدوين قصصهم على الورق حيث كتبت مجموعتي الاولى بعنوان (انهميطلبونني فاراكش) (متواليات الوجع والحنين لنساء الوطن البعيدات) وتطبعفي بغداد عن دار العصامي المتنبي وهي الان قيد الطبع بعد ان تترجمللإنكليزية، واملي ان اوزعها في الولايات الامريكية بعد ترجمتها .

هل ترى نادية المحمداوي إختلاف بين الكتابة داخل العراق ومن خارجه ؟

تأثرت بالأدب الانكليزي المترجم، ومن ثم كان لي لقاء مع الشاعر اديب ابونوار رحمه الله الذي حفزني ووضع لي اولى خطواتي في عالم بناء وكتابةالقصيدة واكيد انا قرأت واجتهدت لأحافظ على رغبتي الحقيقة في سبراغوار اللغة وفك رموزها بما ينعش قلبي .

وايضا تأثرت بالأستاذ الشاعر الكبير جابر السوداني وهو الذي منحني بعض الثقة التي اعادت لي بناء روحي بعد ان تركت بلادي في ظل الاحتلال الامريكي .حيث كتبت مجموعتي (سادنو منك فلا تمس حيائي) حينذاك،وخلال هذا الوقت الذي جمعني بالكاتب جابر السوداني وضعت روايتيالاولى (مخالب الرغبة) وهي من الرواية الكبيرة حيث طبعت 350 صفحةبعدما ابكيته وهو يقراءها وقام بتحريرها وساعدني حين سافر بها الى تونسحيث قبول الرواية  كان اشبه  بالحلم الذي مد جناحيه وسافرت بعد انارسلوا لي دعوة لحضور معرض الكتاب الذي اقيم بالعاصمة تونس ووقعتكتابي وسط هالة من الكتاب والجماهير وكان ذلك عام 2018 وكانت دارنقوش حاضرة معي بهذا الاحتفال الكبير، الرواية فازت بالمرتبة الاولى لغوياًوحصلت على طباعتها مجاناً على كل الاجناس من الكتابة حينها وقعتالعقد معهم على ان تطبع وتترجم للغة الفرنسية ولكنها كأي دار اخرى اكيدمن صفاتها الكذب والتملص من المسؤولية، الرواية بداءة بكتابتها منذ اكثرمن عشرين عاما وظلت بين ادراج مكتبتي حتى معرفتي بأستاذ جابرالسوداني الذي كان خير عون لي وشجعني وشد على يدي وكانت ثمرةالتعب  انني اكتب روايتي الان الثالثة .

قراءت الكثير من الكتب في عوالم القصة والرواية والشعر والسرد تناولت بنهم اشعار الجواهري وابو الطيب والمتنبي، ولكنني اقف امام نفسي لأنهاهي المسؤولة عن قلمي امام جمهوري بالأخير هذه كلماتي .

هل هموم الكاتبة العربية في أمريكا تختلف عنها في أوروبا أو استراليا أو غيرها ؟

الهموم تختلف من بشر لأخر وليس لها علاقة بالمكان اذا تغير مثلا انا نفيت من بلدي بالقوة يمكن الاخر لم يخرج ويغادر بلاه لنفس السبب اكيد تختلف الاسباب .

امريكا صعبة بمجال العمل والفرص لا تتأكد بسرعة عكس اوربا ولكن لكل مجتهد نصيب الكفاح من اجل الرغبة بالعمل والنجاح يتيح لنا حرية اختيار المكان والزمان وحتى الاصدقاء، انا وجدت في سكرمنتو ضوء واماني تتحقق بشكل جميل وعندي مساحة من الوقت وايضا عندي اصدقاء جميلين ولدي عائلتي التي افخر بها، هذه جميعها عوامل تجعلني ابدع في مجالي الذي اعتمده متواضع جداً .

هل كانت الغربة إختيار؟ وهل تعتقدين أن الغربة محفزة على الإبداع والانجاز؟ ماذا أعطتك وماذا أخدت منك ؟

لم ارغب بمغادرة بلادي بل كان واقعاً مُراً هي ان اتخلى عن بلادي مقابل سلامة اولادي بعدما فقدت حبيبي بهذه المنازلة الغير عادلة التي تعرض لها بلدي العراق، انني ابكي وطني حين استبدلته ببلاد اخرى هي التي سلبتي اياه وشردتني بين بقاع الارض، انتحب وابكي لا افي كل هذا حق قلبي ولهفتي على وطني واهلي وناسي وابني الذي رفض المجيء هنا وبقى ببلاد محايدة تمنحه رائحة وطن محتل انه يسكن كوردستان الحبية اربيل .

ما رأيك في الكتابة النسوية العراقية بالخصوص والعربية على العموم؟

لدينا كاتبات وشاعرات جميلات بالعراق، وايضاً هناك الكثيرات منهن في الوطن العربي، احب الكتابة والمفكرة العربية (نوال سعداوي وهناك اسماء كثيرة بذاكرتي في العراق لم تتصدر لحد الان شاعرة عراقية منبر العلو في العراق لان العراق كبير بالكلمة والمرأة الشاعرة في العراق غير مواضبة او مجتهدة في بناء القصيدة لذا تجدها سطحية جدا وكل واحدة منهن تجاهد في سبيل الكلمة لتكون ولكنها مع الاسف لم تصل لمصاف الرجل الشاعر في العراق .

مجال التمنية الذاتية مجال رائد برأيك كيف يمكن أن تستفيد منه الأسرة العربية؟

هذا المجال جميل في مجال العائلة يصحح مسارات الوعي ويعطي الحرية الكاملة للعقل البشري من الخوض بالعديد من المجالات بدون خوف او تردد يعني الام لو اخذت ودرست هذا العلم ستستفيد منه بتربية اولادها وحتى احفادها، وسترى السيدة كيف يحدث التغيير بحياتها وحياة ابنائها والمحيطين بها .

هل هناك وعي بقيمة المستشار او الكوتش في تطوير الذات في مجتمعنا العربي؟

نعم هناك الكثيرين منهم سهام البياتي كوتش و د. هبة بيسوني من مصر كوتش و د. وسناء الزبيدي د. وسالي يعقوب ونادية المحمداوي الكل كوتش كلا حسب بلاده، ولدينا اسماء كثيرة من المغرب ودبي وتونس، وهذا العلم يزيد بأعداده كحبات الرز بعد الطبخ وهناك الكثيرات من السيدات انتقلنا بهدأ العلم لمستويات الحياة والرفاهية داخل اروقة بيوتهم التي عمرتها الكلمة الطيبة والتسامح .

ماهي القصيدة التي  يمكن أن تقدم لنا نادية في هذا الحوار ؟

قدمي أي قصيدة تحبيها هنا !

اجد نفسي بهذه القصيدة :

في طريق العودة

في طريقِ العودةِ إلى البيتِ

الطريقُ الذي اقطعهُ عندَ المساءْ

هناكَ وجودٌ خائفٌ مشتتْ

مثلما هناكَ روحٌ أنيقةٌ  

حيثُ العابَ وأطفالَ

وحماماتً ينقرنَ القمحَ

وفلاحاتً يحرثنَ الأرض

وخرافُ يساورهنَ الخوفُ من قدومِ المطرْ  

وفي طريقِ العودةِ إلى البيتِ

أسئلةٌ نائمةْ ليس لي أن أوقظَـها

وطريقي إليه موشحٌ بالضوءِ

هذا هو شيءٌ من أشياءِ الطريقْ

غيرها تذكرُ طفولتي

ونهوضَ الحنينِ إلى أصابعِ أمي في خبزِ التنورِ

وشجرةِ السدرِ الرابضةِ عندَ البابِ

والسوارِ حديقتنا  الفاصلةِ بيننا وبين جارتنا

وأطفالي يقتسمونَ بابَ الدارِ

ربما بانتظاري .. أو ربما بانتظاري

أذاً أنا أعودُ بدونَ طريقْ.

واتلفُ عندَ البابِ آخرَ الأسئلة

وأقبلُ أطفالي تباعاً قبلَ أن أقولَ

هناكَ ضيعتٌ لغةَ في وصفِ الأرضِ

ولم تقدمْ الرياحُ ولم يأتِ المطرْ

فلماذا لا تحزنُ معي يا أيلول ؟

الوطن يكتبنا أو نكتبه كيف تكتب نادية العراق ؟

انا ابكي وطني بكل كماتي اذا كانت قصيدة او سرد وهذا انموذج لكتابتي

من حديث التي لا تريد ان تتحدث …

احبك .. أخطها على فضه الأفق

احبك .. أشدوها لبنفسجه الليل

ومع ذلك حين اذهب للفجر

تغادرني الطيور .. فيصعد .. يصعد الويل

ويا ليل ..

أحبك انثرها مع حبات المطر

احبك ..

هديه ارسلها للعاشقين

ومع ذلك

الصمت يلف الشوارع

ومن الم بيديا أهز العالميين

لأنني اريدك يا وطني الامين

بالليمون والهال

ويا ليل ..

احبك .. شعاع لؤلؤ على صدور الصبايا

وحبات كهرمان

وحين يصمت الكمان

احدق بالخفايا

تتدحرج الاقمار فوق جبهتي

ويبدا البكاء فصله الاخير

ويبتدئ  الليل

ويا ليل ..

من يفرق يبني وبين هذه البلاد

بلادي الحبيبة

بالأساطير .. بالمنائر والقباب

بالأنهار .. بالناس والتراب

احبك يا بلادي

ولكن لا .. احبك يا بلادي

في الليل أرى مليون عام

اقول ..

احبك يا بلادي

وعند الصباح يتبدد الصباح

تتبدد الاشباح قاطبه

من اول روحي حتى اخر القادمين ..

ايها الناس هذه بلادي

او بلاد بلادها .. لا بأس !

ولكن هذه بلادي

هنا درسي ورفقتي

وهناك مدرستي .. مدينتي .. قريتي

الحدائق كلها هنا

المتنبي .. بغداد .. دجله

انني ارى غيمة الرشيد

واسلافي يرتبون بين الحكمة

انني ارى المضلة

ولكن ايها الناس .. هذه البلاد

فمن يوقف عني دموعي ؟؟؟

هذه بلادي ..

وها انا عند منتصف الطريق

واقفه متسأله الخوف يعصف بي

اتركوني اذهب للمساء

انضد الذكريات بالحقائب

وانثر الامنيات للموقد

واشعل للعمر شمعته القاتلة .

لماذا في رأيك هذا الاهتمام رغم أنه علم وتخصص قائم بذاته يدرس منذ زمن في الجامعات الاوروبية والامريكية؟

هذا العلم اكتسح العلوم التي انتجتها بلدان الصين واليابان وحتى بلدانناالعربية التي تمكنت من هذ العلم مثل مصر والعراق قديما،

الذي ركز الان على هذه العلوم هي مذى شفافية البشر اصبح الانسان اطثروعياً من ذي قبل حيث لمس ان جمجمته هي الركيزة الاولى التي تقوم الجسد،الراس ونقاط الجسد التي من خلالها الانسان يحتاج الى التحرر من الاوهاموالامراض وحتى الخوف هذا العلم انا اخذت به شهادتين لحد الان مندراسة عميقة لكوني (ميسرة في الفيس لفت وايضا الاكسس بارز وشهادةاخرى في علم همسات الجسد) مستمرة بقراتي لم استعجل ابدا وسوفابدء بالتحضير لمناقشة رسالة الماجستير الموسومة بعنوان وبهذا اشيد بالدورالكبير الذي قامت به دكتورة سهام البياتي بإعطائي الدروس وكيفة العملعليها وبها انها هي هذه المرأة الجميلة التي اختارت بيتي واختارتني نقطةللانطلا ق في عالم الطاقة الكونية لها من هذا المنبر الجميل كل الحبمستمرة معها لنيل شهادة الدكتوراة بهذا العلم الجميل .

هل النجاح اليوم في نظرك يقترن بالهجرة أم أنه ثمرة جهد ومثابرة وظروف معينة ؟

النجاح ثمرة جهد ومثابرة وليس له اي علاقة بالهجرة ابداً . الهجرة احيانا تضيعنا تماما ولن ترحمنا ابدا، الذي يحب بنفسه ويحس الكفاءة ينجح بكل الاماكن هذا رايي! .

اضيف لك يا عزيزتي نزهه كل الكلمات التي احب ان اقولها لك متمنية لك النجاح والموفقية في عملك ولنا لحظة نسميها لحظة الانبهار حينما تطأ اقدامنا مطار بغداد الدولي سنكون ضيوفا في بلدنا رغم انه الوطن وبه جذورنا وبه ايضا ناسنا واهلنا واصحابنا .

لك مني كل الحب وشكرا اي ملاحظة اساليني .

اضيف لك يا عزيزتي نزهه كل الكلمات التي احب ان اقولها لكمتمنية لك النجاح والموفقية في عملك ولنا لحظة نسميها لحظةالانبهار حينما تطأ اقدامنا مطار بغداد الدولي سنكون ضيوفا فيبلدنا رغم انه الوطن وبه جذورنا وبه ايضا ناسنا واهلنا واصحابنا .

لك مني كل الحب وشكرا اي ملاحظة اساليني .

(Visited 62 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *