القاهرة : سعد المسعودي
استقبل نقاد وجمهور مهرجان القاهرة السينمائي بكثير من الأعجاب والتصفيق طوال مدة الفيلم بحدود الساعتين وأنهمرت دموع الحاضرين وبعض نجوم المهرجان وهي تشاهد هذه الملحمة الواقعية عن قصة نجاة اللاجئتين السورتين سارة ويسرى مارديني اللتان فرتا من بلدهم سوريا بعد اندلاع الحرب الذي دمرت كل شئ بما فيها الملغب وحمام السباحة الذي كان تتمرن به الشقيقتان باشراف والدهما السباح الاولمبي وبعد نقاشات طويلة يتم اقناع الوالد بالسفر خارج السورية وبعد ممانعة الوالد والأصرار على السفر من قبل الشقيقتين يوافق بعد ان تحمس ابن عمهما بمرافقتهما الى الضفة الأخرى من المتوسط عبر تركيا ,وتبدأ المأسات من خلال رحلة قارب الموت الذي يحضرّه مهرب الرحلة التي جمعت جنسيات من باكستان والسودان ومصر والعراق وسوريا واثيوبيا وتنشأ علاقة تضامنية بينهم ولاسيما الشقيقتان وتقديم بعض الخدمات في غابة مهجورة بأنتظار ساعة الصفر والسفر الى مدن الأحلام اوروبا وتحديدا المانيا , ومن اجمل المشاهد هي تلك التي صورت في أعالي البحر المتوسط وتعطل “ماطور القارب المطاطي” وكان عليهم انزال كل المؤونة وحقاب الملابس وحتى الميدليات التي كانت بمعية الشقيقتان ورغم اهمية هذه الاوسمة والميداليات الى انهما اضطرتا الى رميهم في البحر في مشهد جمالي جميل صفق له الجمهور رغم دراميته , حيث تقفر احدى الشقيقات الى البحر وتتبعها شقيقتها السباحة ليكون القارب خفيفا بعد تعذر عمل الماطور وبعد اصلاحة تستمر الرحلة والسباحتان الى احى جزر اليونان ومنها الى المانيا مرورا بمشاهد اغلاق الابواب امامهم من قبل دول اوروبا التي سئمت نزوح اللاجئين الى مدنهم الهادئة.
القيلم كان مفاجأة وهو يحكي عن هذه الرحلة المثيرة والملحمية عن قصة حقيقية للسباحتين السوريتين يسرا وسارة ماردينى اللتين اضطرتهما الحرب إلى الهرب من دمشق بالسباحة عبر أمواج البحر المتوسط وصولاً إلى المنافسة وتحقيق الفوز بأسم فريق اللاجئين في دورة الألعاب الأوليمبية في ريو دي جانيرو عام 2016
تقول مخرجة الفيلم سالي الحسيني في ندوتها في قاعة النافورة بدار الاوبرا المصرية , في البداية أعربت سالي عن سعادتها بردود أفعال جمهور الفيلم عقب عرضه أمس ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، مشيرة إلي أنها تعتبرها تجربة رائعة خاصة وأنه العرض الأول للفيلم في الوطن العربي.
وأكدت المخرجة سالي الحسيني أن تعدد الجنسيات في الفيلم كان أمر هام لها ليتحدث الأبطال باللغة العربية الصحيحة، وأوضحت أن اختبارات الأداء بدأت في سوريا إلا أن مشكلة في تصاريح السفر اضطرتهم لفتحن الاختبارات على العالم العربي كله لأنها تبحث في المقام الأول عن ممثلين يشبهون شخصيات الفيلم.
وقالت سالي إنها علمت بقصة الشقيقتين من مواقع السوشيال ميديا، وهو ما شجعها علي البحث في الأمر لتعلم كافة تفاصيله وما وصلوا له، واستمرت كتابة الفيلم وحدها 4 سنوات بالإضافة إلي 6 سنوات أخري في التحضير له ليخرج بأفضل صورة في ظل انشغالها في هذا التوقيت بمشاريع فنية أخري.
وأشارت الحسيني إلي أنها قامت بعمل بعض التعديلات علي سيناريو الفيلم بالتنسيق مع المؤلف خاصة وأن السيناريو المبدئي لم يكن يحمل الطابع العربي بشكل كبير.
وشددت سالي الحسيني علي أنها اهتمت في المقام الأول بأن تصل قصة الفيلم للجمهور وأن توضح كيف يعيش الشباب مع الحرب وأهوالها وكيف احتجز المواطنين بمنازلهم لمدة عام خوفا من الحرب ثم خروجهم للحياة لأن الحرب لن تفرق بين من يحتمي بمنزله وبين من يسير بالشارع وخاصة في المجتمع السوري.
وأوضحت أنها تعلم الكثير عن السباحة وما يقوم به السباحين في حياتهم اليومية وشعرت بتواصل مع بطلتي الفيلم بسبب هذا الأمر رغم اختلاف جنسيتها عنهم، كما أنها شاهدت حياتهم عن قرب وتحدثت معهم في العديد من الأمور الخاصة بهم ومنها الأغنيات التي يفضلونها.
ويقوم ببطولة فيلم “السباحتان” والشقيقتان اللبنانيتان نتالي ومنال عيسى، الفنان الألماني ماتياس شوايغوفار، الفنان أحمد مالك، والفنانة السورية كندة علوش، والفلسطيني علي سليمان، وعدد آخر من الفنانين.
فيلم السباحتان من إنتاج تيم بيفين، واريك فيلنر، وتيم كول، وعلي جعفر، بالإضافة إلى ستيفن دالدري، وكاثرين بومفريت، وتيلي كولسون كمنتجين منفذين، وتم تصوير الفيلم في المملكة المتحدة وتركيا وبلجيكا. ومنتظر عرض الفيلم على نتفليكس يوم 23 نوفمبر.
