من الاتصالات الى مسرح الطفل  رحلة بدأت بحلم

من الاتصالات الى مسرح الطفل رحلة بدأت بحلم

عبد اللطيف القاضي : سيدة وبَّخت طفلها فأستفزتني  فولد الشرطي الصغير

علاء الخطيب

عبد اللطيف القاضي  فنان مسرحي يعمل في الموسسة الامنية الاماراتية كـ مساعد اول  ، وتحديداً في إمارة  الشارقة وهو منفذ البرامج التوعية في شرطة الشارقة ، حاول تسخير الفن لتكريس القانون بين الناس ، فبدأرحلته مع الاطفال ، وفي المدارس بالتحديد .

التقته المستقل على هامش معرض الشارقة الدولي للكتاب، وكان  لقاءاً ممتعاً  تحدث به عن تجربته في  فنالطفل .

عبد اللطيف القاضي له مشروع واعد ومهم أطلق عليه اسم الشرطي الصغير

يقول القاضي : كانت بداية ولادة الفكرة في محاكاة الاطفال طريفة، اذ كنت في زيارة لاحدى المدارس ،فانتبهت الى سيدة تتكلم مع ولدها  وتخوفه من الشرطة  ، فانزعجت من قولها في بادئ الامر ، وقلت لها:  نحن الشرطة  لا نجلب الخوف بل نزرع الامان ونحب الناس ، وتوجهت للطفل فقلت :  حبيبي….  ماما تمزحمعك ، الشرطة لا يخيفون ُالناس ، الشرطي صديقك ، الشرطي يحبك ويخاف عليك ، ولكن عليك ان  اسمع كلامامك .

كلام السيدة  استفزني وجعلي أتأمل ، وحينما رجعت للمكتب جلست افكر في صورة الشرطي في المخيلةالشعبية ، التي تعتبره مصدر ترهيب وتسلط ، ومحاسبة ربما تعسفية ، لذا كان عليَّ ان تجد وسيلة لكسرهذا الحاجز .

  ويتابع  السيد عبد اللطيف. القوللابد من زرع فكرة جديدة في اذهان المجتمع ، ولابد من بداية ، وكما يقالاذا اردت ان تكرس فكره في المجتمع عليك ان تبدأ بالطفل .

المهم في المشروع هو ان نعمق مفهومان الشرطي هو صمام الامان للاطفال فيما اذا تعرضوا للاذى او ايامر طارئ ، بعد خروجهم من المدرسة او البيت  او في الاماكن العامة .

فكرة ان يكون الشرطي. صديق للطفل وقريب منه ، يتعامل معه بشكلٍ سلس .

يذكر القاضي كيف ناقش فكرةالشرطي الصغيرمع زميله في المكتب فيقول : ” كان زميلي  يجلس الىجانبي ، التفت عليه وقلت له:   لابد من عمل شيء يخص الطفل ويغير نظرة الاهالي ، صاحبي  رحب بالفكرةووافقني بعرض الموضوع على الجهات العليا .

  المستقل : هل كانت لك اهتمامات الفن والمسرح  سابقاً ؟

اجاب المساعد الاول عبد اللطيف القاضي :

منذ ان كنت  في المدرسة كانت هوايتي المسرح والتمثيل ، وفعلاً قمت بتمثيل بعض المشاهد ، ومنذ طفولتيكنت متعلقاً بالاطفال وخصوصاً «ذوي الاعاقة» وعشت  مع بعض الاطفال وانا طفل صغير  في مدينةالشارقة للخدمات الانسانية واكتسبت. معهم مهارات كثيرة ، ربما لم اكن اكتسبها لو كنت في اكبر الجامعات، الخبرة التي اكتسبتها عملياً ، اعلامي ان اكون متفهماً لما يفكر به الاطفال واكون قريباً  منهم .

قلت له. انت خريج اتصالات  وهذا التخصص بعيد عن ما انت فيه الان. ، تعمل في مؤسسة امنية وتمارسالفن ، كيف وفقت بين ذلكُ؟

  قال : عشقي للفن وللاطفال هو من اوصلني الى ما انا عليه ،  دخلت سلك الشرطة بعد ان فقدت والديووالدتي وتعهدتني خالتي وكانت بمثابة امي ، وشجعتني على الرسم والفن ، وكنت متابع للموسيقىوالمسرح والبرامج التلفزيونية.

شغفي بهذا الجانب  وعملي في الشرطة خلق عندي  نوع من الرغبة في عمل  يقارب بين الاختصاصيين ،ويسخر الفن في عمل الشرطة .

فقدمت مقترح  الى مدير عام الشرطة الفريقحمد الهديدي  حول برنامج للاطفال  يصب في عملالشرطة ويصل الى عقل الطفل وهو بمثابة جرعة امنية بصورة محببة  ، اعجب بالفكرة ، ونوقشت وعرضتعلى الجهات العليا وحصلت الموافقة ونفذ البرنامج .

واليوم نحن كأمارة   نعتبر اصدقاء الطفل   وحصلنا على جوائز للسنة الثانية على التوالي .

كما نشاهد ام ما بدأ ما به قبل سنين اثمر اليوم ، فكثير من الشباب واليافعين الذين دخلو في برامج اصدقاءالشرطة  هم الضباط  و قادة في جهاز الشرطة .

ومن ضمن برامجنا  التي اعتمدناها هي  اصدار مجلةالشرطي الصغيرفيها الكثير من جرعات الثقافةالتي تخص ما تحدثنا به .

  وسألنا السيد عبد اللطيف ، هل لديكم زياراة وبرامج ميدانية تخص المدارس ورياض الاطفال وغيرها ؟

اجابنا :  نعم لدينا زيارات ميدانية بشكل مستمر للمدارس وبالتعاون مع الدوائر ووزارة الداخلية والشرطةالمجتمعية .

  البرنامج يشكل جولات الشرطي الصغير ، وهي دمية جميلة تتحول بين الاطفال يصاحبها العاب واغانيتحبب الطفل بالفكرة ، الاغاني تصب في التعليمات المرورية وغيرها .

وهذا البرنامج  يشمل كل الامارات و لا يقتصر على الشارقة فحسب ، وسنويا لدينا اكثير من 220 زيارة .

  من صمم شخصية الشرطي الصغير ؟

  كان معي فنان تشكيلي  وهو الاستاذ احمد السلمان من سوريا  ناقشت معه الفكرة وهو من قام بتصميم  الشخصية واختار الوانها وكان ذلك عام 2008 .

  

كان بودنا ان نوظف الشخصية في اعمال درامية وافلام سينما وكذلك في  مسرح.

  ماهي خططكم المستقبلية؟

في النية توسيع العمل والدخول في  مجال الانتاج الدرامي وكذلك يشمل قطاعات اخرى .

  كيف وجدت استقبال الناس الشرطي الصغير ؟

اهم ما حققناه هو كسر حاجز الفكرة  السيئة للشرطة .

وقد استقبل الناس الفكرة بعد ان تعرفوا عليها بشكلٍ جميل واصبحوا يحضروا كل عروضنا وزيارتنا .

  

محاكات عقل الطفل والدخول له عملية ليست بالسهولة التي يتوقعها البعض ، لذا كان البرنامج في البدايةصعباً بعض الشيء ،  لكن الامر اصبح  سهلا بعد مرورنا بعدة تجارب .

اخيراً ماذا تتمنى لهذه الفكرة ؟

ما اتمناه بعد النجاح والفرح الذي انتابني بهذا المشروع   وما حققه الشرطي الصغير  هو  تعميق الفكرةاكثر والانتقال الى مرحلة اخرى .

وهو كتابة القصة والبرامج  وتشجيع الاخرين على انتاج مشاريع مماثلة للشرطي الصغير .

اتمنى ان  تعود البرامج  التعليمة كـ افتح يا سمسم  والمناهل وغيرها وان تتعاون مع مؤسسة الشارقة. للاعلام  في تصوير تلفزيوني كحلقات لمشروع الشرطي الصغير على غرار البرامج سالفة الذكر. وان يشتركفيها فنانون من دول مجلس التعاون والعراق واخرين    

وان يكون هناك جناح خاص في المعرض باسم  الشرطي الصغير

(Visited 298 times, 1 visits today)

One Comment

  1. ماشاءالله اخوي عبد اللطيف سيرة مشرفة وتاريخ مشرق عرفتك من خلال التطوع كنت من المتميزين بارك الله الجهود كل التوفيق والنجاح الدائم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *