في ثنايا الاخبار التي أطالعها كل يوم استوقفني خبر يقول الشارقة: “اطفاء ديون مواطنين من مديونياتهمقبل نهاية العام 2022″ .
يتابع الخبر ويذكر ان “لجنة معالجة ديون مواطني امارة الشارقة ستعلن اعفاء عدد كبير من المديونين اذتبلغ قيمة المعالجة 70 مليون درهم اماراتي“ .
انتهى الخير
هناك مقولة شهيرة يتداولها الناس تقول ” بناء الانسان قبل بناء الاوطان ” وربما يكون بناء الانسانيساوي بناء الاوطان.
ولعل واحد من اهم المرتكزات لبناء الانسان والاوطان هو عدل الحاكم وانسانيته، فاذا ما بُني الانسان ازدهرتالبلدان ، فالعدل قيمة اخلاقية وانسانية واجتماعية .
حاكم الشارقة سمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي ، المثقف والشاعر والكاتب الحاكم قرر ان يكون بناءالانسان على رأس سلم اولوياته، وان يسخر امكانات الامارة لمواطنيه ، فمنذ سنوات وهو يقوم باعفاءالشارقيون من ديونهم حتى بلغات مبالغ الاعفاء الى مليار درهم اماراتي .
هذا السلوك الانساني من الانسان الحاكم والمثقف البصير يحاكي الطبيعة البشرية الصادقة .
علم هذا الحاكم ان حياة البلدان بكرامة الانسان وسعادته ، ومتى تحقق العدل تحققت السعادة واستدامةالاوطان ، فقد قيل” العدل اساس الملك”
يذكرني موقف سمو الشيخ القاسمي هذا بقصة للكاتب البرازيلي الشهير “باولو كويلو” يقول فيها : ” كانالأب مشغول بقراءة الجريدة ، ولكن ابنه الصغير لم يكف عن مضايقته واشغاله .. وحين سئم الأب من ابنهقام بقطع ورقة في الصحيفة كانت تحتوي على خريطة للعالم ومزقها إلى قطع صغيرة وقدمها لابنه وطلب منهإعادة تجميع الخريطة ثم عاد لقراءة صحيفته.. ظاناً أن طفله الصغير سيبقى مشغولا بقية اليوم.. إلا أنه لمتمر خمسة عشر دقيقة حتى عاد الابن إليه وقد أعاد ترتيب الخريطة ! فتساءل الأب مذهولا : “هل كانت أمكتعلمك الجغرافيا ؟! رد الطفل قائلا : ” لا.. قال الاب وكيف اعدتها بهذه السرعة .
رد الصغير: كانت هناك صورة لإنسان على الوجه الآخر من الورقة ، وعندما أعدت بناء الإنسان..أعدت بناءالعالم ” كانت عبارة عفوية ؛ ولكنها كانت عبارة جميلة وذات معنىً عميق ” عندما أعدت بناء الإنسان…أعدتبناء العالم.
لاشك ان بناء الانسان سبب في الاستقرار والنمو والازدهار .