الكلمة الطيبة
عبد الحميد الصائح
اعترف باني لم أكن أأبه كثيرا لما يرد من الكلام سواء كان طيباً او خبيثاً،لاسيما بعد اختياري شخصيا جبهات عدّة للتعبير العام عن وجهات نظر تتعلق بحربنا المفتوحة مع ما يصيب حياتنا من سقط السياسة ومظاهر السوء التي ألمّت بها.. او التعبير الخاص الذي كان ومايزال خياراً اساسياً من الانجاز شعراً ونثرا وفناً، ياخذ التعبيران الخاص والعام من جرفي بعضهما بالتأكيد لكن كليهما معاً يشكلان الهوية الشخصية، قراءة المهم البليغ العميق الجمالي الدائم ، وقراءة الواقع المر المتحول باستمرار ..
فلا المديح يجعلك تطير باجنحة الاخرين فتسقط مع اية غفلة منهم ، ولا الذم والقدح ولؤم البعض يجعلك تلقي سلاحك في حربك التي لم ولن تتوقف .
لكني من خلال جموع الاصدقاء والمحبين الذين اعرفهم عن قرب او اولئك الذين يعرفونني عن بعد اشعر ان كلمة طيبة تاتي بلا موعد ، في حديث او رسالة او تهنئة او مرور لائق على نص او مقال او صورة مجردة تكفل لك البهجة التي تنعش القلب وسط هذا الصخب والتداخل وتراكم الاسماء والكلام.
فان تردك كلمة او تعليق من اشخاص لهم مكانة كبيرة في نفسك ، او اشخاص تبدأ مكانتهم فيها مع كلمة جميلة، مباركة على كتاب او نص او تعزية او مشاركة او وردة الكترونية او مناقشة محترمة وقوره لما تقول ، يجعل من لحظتك سعيدة ، ويطفيء سعير البخل الذي اعتدنا عليه بازاء بعضنا ..
ربما يشكل هذا درساً للجميع كباراً وصغاراً. ان الحب الذي لانختلف على اهميته وكونه طاقتنا الاولى في هذا العالم لايتطلب اجراء معقّدا كي يصل الى الآخرين .مثله مثل الكلمة الطيبة التي تصلك عبر حسابك او تضيء منشورك او تشاركك مناسباتك .. تظل كبيرة مهما ترفعنا عليها وتجاهلنا اهميتها واعتبرناها ضربا من الخفّة الاجتماعية التي ندينها ونستخف بها .. الانسان مهما امتلك يبقى وحيداً في مواجهة هذا العالم ، لا يشفي وحشته فيه سوى كلمة له يقولها او يكتبها بحرية ، وكلمة طيبة يتلقاها من الآخرين.