كتب: علاء الخطيب
تراث كل دولة أو مدينة هو تراث إنساني يملكه الناس في كل زمان ومكان، إلا أن معايشةمفردات التراث ، أو الوقوف عليه من خلال حفظته ، ييسر لنا معرفة الانسان وما يحمل مننوازع الجمال والخير ، وما دامت معايشة مفردات التراث من خلال الفن تفتح ابواب الفرحللمتلقي ، وتفرش لحامله الورد ، فقد كانت لندن تفتح ذراعيها لتحتفي بالموصل. وبسفيرها
ففي امسية رائعة نظمها المركز الثقافي العراقي بأدارة صانعة الفرح والجمال السيدة ثناءالالوسي ، الذي يطلق عليها العراقيون لقب ” خاتون لندن “.
أمسية لسفير الاغنية الموصلية الفنان محمد زكي الذي اخذنا فيها برحلة الى حاراتوازقة ام الربيعين وغاص في تراثها الشعبي وغنائها التراثي منذ ان صدح في سمائهاالفنان والشاعر و المفوه الملا عثمان الموصلي الذي تخطت اغانيه الموصل لتدخل اروقةالسلاطين العثمانيين ليتغنى بها العرب في كل مكان .
قدك المياس ياعمري انت احلى الناس في نظري ، زورني بالسنة مرة حرام الى يا امالعيون السود ما جوزن انا، الى فوگ النخل وغيرها .
الفنان محمد زكي كان مبدعاً في السرد والحكايات الموصلية القديمة ، وكانت وصلاتهالغنائية عبارة عن قصص للحب تتخللها العادات والتقاليد والاكلات الشعبية والاهازيجالنسائية وحكايا العرسان .
كما لم تخلو بعضها من وجع الحب والحنين والجور والقهر والحرب كما في اغنية ” حبون الله ولا تقولون سعاد كن ماتت اوي اوي دلال”
و” ياسماق اكله دهيني وما تنضاق ” سرد لنا حكايتها الشعبية وظروفها الاجتماعية،
اراد ان يقول ان الفن رغم ما يحمل من متعه لكنه يحمل التاريخ ويسلط الضوء على حياةالمجتمعات واسلوب معائشهم.
وحينما كان صوت الفنان محمد زكي يطربنا كانت انغام الفنان عازف الاورغ جمال الاميرتزيدنا القاً ولمعاناً وبهجة .
في هذه الامسية المتدفقة دفأً وجمالا وحياة ، كانت اوتار الفنان المصري المبدع عازفالكمان الاستاذ وائل ابو بكر الذي ذهب بالحاضرين بعيداً الى حيث ” اروح لمين وفكرونيوجانا الهوى، وانت عمري وغيرها الكثير الكثير ،
لم يغادر المنتشون القاعة الا بارواح محملة بالحب والجمال والفن .