حوار خاص مع الملحن العراقي الكبير نامق اديب

حوار خاص مع الملحن العراقي الكبير نامق اديب

لقاء خاص

الملحن نامق أديب  للمستقل
انا رجل حالم وطموحاتي كبيرة

على شواطئ الخليج يسرح النظر البعيد، ومن ضفاف شط العرب يحلق كـ نورس حاملا الحب والوجع والجمال، باحثاً عن الحناجر التي تتعاشق مع الحانه ، ليعانق المفردة التي تنصاع له، وتذوب بين اوتاره لتخرج كعروس تزف الى عريسها، ليتطلع لها الجميع .
اكتشف موهبته بنفسه ، وعاش وسط عائلة تعشق الموسيقى، وتنظر له باعجاب ، و تتوسم به اسماً كبيراً في عالم الموسيقى والغناء العراقي والعربي .
نامق اديب الفنان الذي حفر في وجدان العراقيين والعرب جمله اللحنية، وموسيقاه المحببة للاذن .
اللحن روحه التي تنساب بين اصابعه، والجمل هي نبضات قلبه التي تنتظم لترسم اغانيه.
يلحن لنفسه قبل ان يلحن لمطرب معين ، مقاساته ربما تختلف عن بقية الملحنين.

 


الابداع عند نامق اديب ليس لحظة عابره ، بل هو عملية خلق دائم ، وعصف روحي مستمر .
لحن ” تابين” سمفونية الوجع العراقي .
لتكون واحده من الاغاني العراقية الخالدة .


تايبين وللمحبة ما يرجعنا الحنين
غلطة ودفعنة ثمنها أغلى أيام السنين
غلطة صارت يا خسارة ياخسارة
ليلكم ضيّع نهارة يا نهارة
غلطة مرت وإنتهت
شمعة العشرة إنطفت
والذنب هو ذنبكم
والذنب هو ذنبكم.
بداياته كانت في مدينة الخير والعطاء، البصرة الفيحاء، وعلى رمال الخليج تفجر الابداع لينشأ نامق اديب كقامة فنية متميزة .
التقته المستقل لتسير اغوار حياته الفنية ، فكانت البداية عن خطواته الاولى في عالم الموسيقى ،
المستقل : حبذا استاذ نامق لو حدثتنا عن بداياتك الاولى في عالم الفن ؟
فقال : كانت البداية في البصرة الحبيبة، كنت شغوفاً لسماع الموسيقى، ومتيماً في الاغاني ، وكنت حينما اسمع لحناً موسيقياً ، أبحر معه واغوص في اصقاعه البعيدة ، لم استمع للخوسيقى كمتذوق وحسب بل كعاشق ومهووس في النغم والوتر .
لذا يمكنني القول انني اكتشفت موهبتي بنفسي و بدون تدخل من احد.


لكن لابد اي ان اقول ان الفضل ك يعود لعائلتي أولآ وأخيرًا .فهي من ازرتني وشجعتني ودعمتني ، وكانوا يحبونني وبمجرد ان عرفوا بميولي الى الموسيقى وفروا لي كل ما،، اطلبه
كانت عائلتي متفتحة ومصغية لي طوال الوقت.
وعندما طلبت منهم شراء الة الاوكورديون لبو لي طلبي بسرعة ،،
رغم ان سعره كان باهظ الثمن ؟؟

المستقل : كيف تعلمت الموسيقى ومن ارشدك الى ذلك
قلت ان عائلتي كانت الداعم الاول لي ، فبعد حصولي على آلة الاكورديون ، زاد اهتمامهم بي ، فجلبوا لي معلم ليعلمني العزف على آلة العود .
فوقع الاختيار على. الفنان جبار البصري
لأتعلم على يديه الة العود، وبالفعل تعلمت العزف على العود الى جانب العزف على الاكورديون. والاورغ وآلات اخرى !!
المستقل : بمَ تأثرت في بداية مسيرتك الفنية؟
في البدأ كنت مولعاً ومتأثرًا باغاني السبعينات العراقية والخليجية والعربية ،
و بالحان ملحنين تلك الحقبة من العراقيين
مثل طالب القرغولي وكوكب حمزة ومحسن فرحان وجعفر الخفاف ، ومن العرب والسنباطي وبليغ حمدي ، والرحباني ، وغيرهم.
لكني فكرت طويلا في مسألة ان اختط لي طريقاً خاصاً بي ولوناً يميزني عن الاخرين على مستوى اللحنية العراقية،،
لايداني بالشبه لاحد او يقلدهُ.
وهل استطعت ونجحت ؟
نعن استطعت بعد جهدٍ جهيد ان ارسم ملامح مختلفة لاسلوبي في التلحين ،،
الامر اللذي يجعلني متميزاً ونجحت في ذالك .


ماهو اول لحن لك وتعتبره باكورة الحانك ؟

كان اول لحن سجل لي في اذاعة الكويت في عام ١٩٨٠ ،،اغنية كلام الناس واخذت حينها شهرة كبيرة
من كلمات داوود الغنام
وبصوت المطرب فؤاد سالم رحمه الله ،،

هذه بداية الرحلة ، ربما يمكن ان نطلق عليها الرحلة الرسمية باعتبار اول اغنية سجلت لك عبر مؤسسة اعلامية ، وهي اذاعة الكويت ، لكن اقصد البدايات في العراق ؟
لم اكن اسماً معروفاً في عالم التلحين لذا في البداية كنت اعاني من صعوبة الحصول على نصوص غنائية مؤثرة وتلائم روحي ، ولابد لي ان اذكر الشاعر جبار النجدي الذي قدمًا نصوصاً كثيره ، منها نصاً اسمه لاتوديني وتسافر وسرعان ما لحنته واشتركت فيه بمسابقة بنقابة فنانين البصرة
وحصلت على المركز الاول وقد عمل لي جبار النجدي على اثر ذالك حوار في مجلة عراقية تكرس صفحاتها للفن والفنانين.
المستقل : ما هي المرحلة الاصعب في حياة الفنان نامق اديب؟

المرحلة الاصعب كانت في بداية الحرب العراقية الايرانية
غادرت العراق وذهبت الى الكويت ،
ولكوني ملحن جديد لاقيت صعوبة للوصول الى الاذاعة
وبعد جهد كبير وبفضل الله
وصلت الاذاعة وتم اختباري من خلال اول عمل قدمته بصوت فؤاد سالم ،
وبعدها تعرفت على الوسط الفني
في الكويت انذاك
وايضا قدمت اعمال اخرى للاذاعة والتلفزيون والشركات الانتاجية كشركة النظائر
وشركة يوسف حيدر وشركة صنعاء
ومن خلال هذه الشركات والاذاعة والتلفزيون انتشرت اعمالي
وعرفها الجمهور
ووصلت الى العراق وانا لم اسجل اي عمل من اعمالي في الاذاعة العراقية لحد الان ، وهذه من المفارقات ، انني انتشرت في خارج العراق ثم تعرف علي الجمهور العراقي.
المستقل : ما اهم المطربين الذين تعاملت معهم ؟

نعم المطربين اللذين تعاملت معهم
فؤاد سالم قحطان العطار مي اكرم ووحيد شاكر زويد وسلام الفراتي محمود انور ياس خضر
المطرب السعودي رابح صقر
المطربه رباب المطرب السوري فوزي البكري المطربة امل خضير والمطربة سميرة توفيق

المستقل : اهم الاغاني التي لحنتها وعرفها الجمهور العراقي والعربي ؟
اغلب الاغاني اللتي لحنتها مشهورة ويعرفها الجمهور
ولاكن تابين التي غناها صوت الارض الفنان باي خضر اخذت الشهرة الاكبر
وكذلك اغنية و
“ولو تزعل ولو ادري ” لكن تابين كان تاول تعامل
مع ياس خضر.
المستقل : كيف ترى الاغنية العراقية اليوم

الاغنية العراقية حالياً وعلى وجه الخصوص الاغاني الشبابية فيها الغث والسمين لاكنها لاتخلوا من النماذج الجميلة،،
لكني اقول ان الاغنية العراقية حالياً تؤشر هبوطا في اغلب احوالها،
وينتابها التشابه والتكرار على مستوى الكلام واللحن مما يسيء الى الذوق العام وتاريخ الاغنية العراقية

المستقل : عشت طويلا في الغربة وخارج العراق وتنقلت بين الكويت ولندن وعصفت بك احداث كثيره ما هو اثر الغربة على اعمالك وهل اثرت على شهرتك؟
من الطبيعي ان تلقي الغربة بظلالها على مسيرتي الفنية.،
لقد امتدت من الكويت الى لندن
وتخللتها حوادث ومواقف كثيرة،
ادت الى صاغت شخصيتي بالشكل الذي هي عليه الان ومن دون ادنى شك ، وساهمت من جانب اخر بانتاجي اللحني سواء بسواء وتجسد ذلك في عدة اعمال لحنية مثل
اغنية (تغربينا).
المستقل : تعاملت مع شعراء كثر ، اي من الشعراء تراه قريباً من روحك

جميع الشعراء مهمين واقوياء في كتابة النصوص وكل واحد يختلف بطريقته عن الاخر بتعامله
مع الصورة الشعرية ووحده الموضوع

المستقل: جيب الشباب يختلف بذائقته الغنائية واللحنية عن الجيل القديم ، كيف تنظر له ؟
من الطبيعي لكل جيل له ايقاعه ومفرداته واغنيته وحتى الزي اللذي يرتديه وهذا امر لابد منه
وعلينا ان نعاصر هذا الجيل
ونقدم له كل ما هو جميل

المستقل : ماهو جديد الفنان نامق اديب ؟
الحقيقة في جعبتي الكثير من الاعمال الفنية ، والمطربين عدة عراقيين وعرب .
لدي عمل جديد للفنان ياس خضر واخر للفنان حميد منصور وللفنان عبد فلك ،
هذه الاعمال جاهزة وتم الاتفاق مع الفنانين على تنفيذها وستنفذ جميعها في بغداد ، قريباً.
لدي عمل للفنانة الاماراتية الكبيرة ” احلام” .
وعمل للمطرب الكويتي بدر نوري
وعمل للفنانة العراقية المتألقة والصوت الدافئ اصيل هميم .
وقد تعاونت مع شعراء مهمين في هذه الفترة كـ داوود الغنام ، مهند جاسم العبودي، قيس السهيلي ، وجبار النجدي وغيرهم وكذلك ساقدم مجموعة من الاغاني لمطربين شباب ، وقد اتفقت على هذه الاعمال جميعها ،.
ولا انسى ان اذكر ان لدي عمل وطني. اغنية لبغداد تقول:
الحب يكبر في عينيك والترف
والعشق يهواك يا بغداد والشرف
من كلمات الدكتور حسين الهنداوي
وهي عمل سمبفوني ملحمي .

المستقل: ماهي امنياتك ؟
اتمنى ان ارى بلدي العراق مزهواً بالفن والجمال. والامن والامان، ومايعود منارة للثقافة والابداع .
فنحن شعب خلاق ومبدع لا يموت انجزنا الكثير ولازلنا ، وما يمر بناؤه سحابة صيف ستنقشع وستبزغ شمس الحرية وسيقى العراق شامخاً برجاله ومبدعيه.

كلمة اخيرة
شكراً للمستقل وللعاملين فيها واتمنى لكم النجاح والتوفيق.

(Visited 12 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *