هل على المفكر او الفان، عليه ان يبيع افكاره؟ بهذا السؤال بدأ المحاضرة التي اقامها الفنان الكبير الاستاذ (…)، الحق كانت محاضره مهمه و مفيده لكنها انتهت بشكل تراجيدي حيث اثارت اكثر من معارك كلاميه و اكثر من مشادة بين كل من حضر و داخل و ابدى رأيه.
كانت هذه المحاضره ضمن النشاط الوطني ” المهرجان” الذي عملت الوزارة على ابرازه بالشكل الصحيح و التي صرفت الكثير من الاموال و الوقت و الجهد، كي تظهره باحلى و احسن ما يكون.
لكن في نهاية المطاف و في خاتمة المهرجان، جاء الاستاذ او بالاحرى السيد المسؤول بصحبة احدهم من كبار المسؤولين و اشار للضيف ان اشتري هذه و تلك و اختار هو بعض اعمال اصدقاءه دون ان يعير اهميه الاعمال الجادة و التي تستحق ان تشترى، نعم رب قائل يقول، هذا ليس غريب لكن، الغريب في الامر ان المحاضر الذي القى محاضرته، لم يشر الى هذه الامور، تكلم بكل صرامه الى البارومتر الجمالي و الفكري الذي يحب ان يقاس عليه العمل الفني، اكان هذا العمل قطعة موسيقية او لوحة او حتى روايه، هذا ما لم يتطرق اليه المحاضر، و بعد يومين من نهاية المهرجان، كلمنا المحاضر و سالناه لماذا لم يتطرق الى مثل تلك الامور، قال: ان الامر لا يعنيه، فقد قال ما يجب ان يقال.
نعم للفكر سوق، لكنه لا يهم المفكر بقدر ما يهم تاجر الفكر، فهناك من يفكر و هناك من يتاجر، و هناك فرق بين الاثنين، فهما خطان متوازيان، للفن سوق لكن لا يهم كل الفنانين، نعم يحز بنفس الفنان ان الذي يقتني او يشترى الفن من فنان بسيط تاركا عمله الذي بشهاده الجميع انه الافضل، لكن لا يهمه كثيرا ، فهو كمن يزرع وردة في حقل جاف، لا ينتظر اي شيء سوى ان يرى فعله الاخرون.
امير الخطيب