تحت قبة البرلمان / د. خالد الشفي

تحت قبة البرلمان / د. خالد الشفي

 

جاءني صاحبي مهرولا
مستبشرا بان الظلم قد زال
وستتغير الأحوال
من الظلم
الذي كنّا فيه..
الى العدل
والمساوات كما هو في اغلب البلدان

اليوم لدينا ..برلمان

قلت له اتعني اننا سنكون بخير
اي نكون أحسن ممن كان قبلنا
وما كنّا فيه من جوع ،تعسف..ظلم وطغيان

فبادرني من شدة الفرح والتلهف
وفي كل تعفف

نعم ياصاحبي ..تحسن الأحوال
في كل المجالات بل في كل زاوية
وركن من الأركان
سنباهي به الامم ونقفز به
قفزه نوعيه قفزة العمر ..كاليابان

قلت بالله عليك أتمزح معي
ام تلك كذبة عرفناها في شهر نيسان

قلوبنا قد ماتت
من قرون مضت
حتى الحلم كان
محرما وإذا حلمنا لانبوح به
خوفا من ذاك الذي يخبرالسلطان

الا احلاما ختم الرقيب عليها
لانها مما يشتهي السلطان ..
تلك التي تطيل
عمره تعمر و زرعه او تمد ملكه
تعبد الناس له ..تبشر بأمره ..اي
مما أشار به الحاشيه والغلمان

فالحلم كان بدعة وخروج عن المألوف عقابه الرجم في الدنيا وحرق في الآخرة بالنيران

فالحلم للحاكم وحده
ليس من خصائص الانسان
لانه من رعيته.. كدابة تاءكل من زرعه تسوسها الرهبان والرعيان

كان ذلك كله في عهد قيل لنا قد ولى ولن يعود
عهدالظلم الاستبداد والطغيان
الحكم فيه
لصدام وآله رفاق الدرب في ‘النضال ‘ أسماءهم صعبة ولكن لم يغب عن ذاكرتي شخص يقال له طرزان او وطبان
معذرة كما قيل :
لكل شيء افة
وآفة العلم النسيان

ودخلت .. حتى صرت تحت قبة البرلمان
ودخلت .. حتى صرت تحت قبة البرلمان
فوجدت ورايت ..
رأيت رجالا ونساء كنّا نعدهم سابقا
من المجاهدين والابطال ثم رأيت وراءيت كل موتور
من العهد الباءد يشار اليه بالبنان
كان من الشجعان

رأيت وجوها ناضره الى’ربها’ ناضره
تعلوها الزينه تفوح راءحة العطور
الفاخرة منها المسك والريحان

تلهو أصابعهم بمسبحة ثمينة طلباللمغفرة
جباههم كانت معفرة
خشية من ‘الرحمن ‘
تختمت أصابعهم كلها فلامجال
للياقوت فيها والزمرد والمرجان ..
وعلم السيادة وراءهم داءما مررفا
يستظلون به وشاهدا عليهم في
في كل اوان بل في كل مكان

كانهم في جنة الخلد ويطوف عليهم الساقي ونفر من الولدان
ولكنهم مشغولون بأمر لم افهمه لاهو الوطن ولا حديثهم عن الأنس والجان

فعرفت بعدها انهم يريدون زيادة في
حصة كل واحد مِّنْهُم من الماء والهواء والكهرباء والتلفون.
والنفط وكل مشروع .. تجاري كاءنا ماكان
عنذاك عرفت لماذا بعد ،كل ذاك الجهاد
وجوههم فقدت بريقها لاتخاف حسابا
ولاحتى وعيدا جاء في الأديان

وذهلت لما رأيت من المواءد
من كل ما تخرج الارض ومن كل فاكهة الموز والتفاح والرمان
..كل ماتشتهي
نفس من لحوم الطير والأسماك ألوان

فرحين بما نالوا .. ولن ينالوا البر
يلبسون الحرير
والسندس أصناف وألوان
راءيت ورايت أسرفا وتبذيرا بلا رادع او وازع او حسبان

فقلت لصاحبي مابال القمامة التي
ترمى.. هل لهم كلاب او قطط تفرح
بها فقد أوصى النبي الرفق بالحيوان قال نعم كلابهم في بحبوحة
لاتخشى من جوع ولاحرمان
فكل شي تحت هذه القبة على مايرام
وإذا مللنا نذهب في مهمة ‘رسمية’
نطلب فيها الراحة والاستجمام
ولدولة تدفع كل ‘وصل’ بانتظام

فقلت لصاحبي فما بال الجياع من حولكم و
باقي الانام
هل ياكلون طعاما هكذا
ام مازالو في مخصمصة
ياكلون من القمامة في خوف داءم
حر وبرد ونقص في الأمان

فأجابني بدهشة
هذا الكلام غيرمسموح به أبدا
في مضاءفنا ولا تحت قبة البرلمان
لانه يقلق النواب فتصيبهم
وعكة او كآبة..تذكرهم بالاثم
فعلام هذا الإزعاج
فالكل مرتاح والأمور ‘ماشية’
على مايرام

ثم استطرد قائلا
هذا ما وعدنا به من اسيادنا وكبرائنا أنتم
تسمونهم استعمارا ولكننا بهم أصبحا احرارا ،تجارا وملاكا من بعد جوع وحرمان
نصلي لهم
ندعوا لهم

رب احفظ لنا حلفاءنا شفعاءنا ..الأمريكان

فهم يحبون كل مطيع لهم يكون
عبدا بعد ذلك لهم
يرفعونه الى’قمة’
الترف بعيدا عن شعبه واخوانه
ليكون خاءنا بِلا ذمة ولاوجدان

وباقي الخلق يعدونهم
للذبح اذا تمردوا
.. كباقي الدواب والأنعام
والطليان

وإذا حلموا يوما في الكهرباء او والحريّة
السيادة او توزيع عادل للثروات ..
وكل’ الترهات’ الغير مسموح بها سيكون مصيرهم
كالذين تمردوا من قبلهم التهجير
والجوع وكل انواع الحرمان

فبادرته في غضب
انا في خيبة أمل واحباط من هذا
الذي تسمونه ‘برلمان’
فما حق الناخب اذا
وما حق الناس الذين جاءوا بكم
وما حق الارض التي ولدتم بها

حق تعرفه باقي الامم والاوطان

فابتسم رءفة بسذاجتى
وأجابني بهدوء
هذا هو البرلمان
كما عرفناه
هو وطننا
هو برلماننا والوطن ملكنا
ناخذ ما نشاء كيف نشاء
ونوزع منه حيث نشاء

فهذا ما قاله لنا المستشار
سيدنا وإمامنا
صاحب الامر والصولجان..
مستشار الأمريكان

فخرجت مهرولا خوفا على نفسي
وعيالي طالبا من الباري
اللعنة على الأمريكان
وكل من كان
تحت قبة الأمريكان

عفوا نسيت من خوفي
قبة ‘البرلمان

خالد الشفي

2015

لندن

(Visited 10 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *